بورسعيد: نقص ورق الطباعة يعطل خدمة التحاليل والأشعة
أجهزة طبية معطلة داخل معامل بورسعيد
رغم وجود أحدث الأجهزة الطبية فى معامل التحاليل الخاصة بالمستشفيات الحكومية ببورسعيد، فإن بيزنس معامل التحاليل ومراكز الأشعة هو أحد أكثر الأنشطة التجارية رواجاً فى محيطها، فالأجهزة لا تعمل فى المستشفيات الحكومية، ما يبرره المسئولون بعدم وجود كميات كافية من الأوراق اللازمة لطباعة النتائج، بينما يشكك المرضى فى دقة الأجهزة، ما يجعلهم يلجأون إلى المعامل الخاصة. الدكتورة سحر عبدالله، مدير معمل التحاليل فى مستشفى بورسعيد العام، قالت إن «وزارة الصحة انتهت مؤخراً من إجراء تطوير شامل للمعامل، وأصبحت أجهزة التحاليل موجودة، وجميعها تعمل بتكنولوجيا عالية، فيكفى أن نضع العينة ونسبة الكيماويات الحديثة على جهاز الكمبيوتر، حتى تظهر النتيجة على الشاشة، دون أى فرصة للخطأ البشرى».
وأوضحت: «المعمل يعانى من مشكلات صغيرة، لكنها تؤثر على الأداء، بينها عدم وجود أوراق كافية لطباعة نتيجة التحاليل، فنحن نحتاج ما لا يقل عن 6 رزم شهرياً، ونضطر لاستخدام ورق خفيف، ما يعطل ماكينات الطباعة، وقدمت مذكرة للمرة الرابعة خلال شهر إلى مدير المستشفى بهذا الشأن، وكان الرد هو عدم وجود ميزانية، فنحن نحتاج ميزانية 400 ألف جنيه سنوياً للورق، وأعطانى المدير كمية من الورق، وقال لى: مشى حالك بيهم».
وعن عزوف المرضى عن إجراء التحاليل الطبية فى المستشفى، تقول مدير المعمل: «الأمر لا يرجع إلى تقصير منا، لكن المرضى لديهم اعتقاد بأن معامل التحاليل الخاصة تعطى نتائج أدق»، مضيفة: «حاولت إقناع الكثير منهم بأن لدينا أجهزة أكثر دقة وتطوراً مقارنة بالمعامل الخاصة»، فيما أوضحت أن «أى طبيب يجبر مريضاً على إجراء تحاليل خارج المستشفى يتعرض للمساءلة القانونية». وليد سيد، موظف، قال إن والده كان يعالج فى مستشفى بورفؤاد العام عندما طلب منه الطبيب إجراء تحاليل طبية، وحدد له معملاً خاصاً، مؤكداً له أن معمل المستشفى يعطى نتائج غير دقيقة، ما اضطره لدفع ألف جنيه تقريباً مقابل إجراء التحاليل المطلوبة.
مدير معمل المستشفى العام: نحتاج 6 رُزم ورق شهرياً.. ونضطر لاستخدام نوع «خفيف» يعطل الماكينات
وأعرب أحمد ناصف، سائق تاكسى، عن غضبه من أحد أطباء المستشفى الأميرى، لإصراره على أن يجرى تحليل السكر بدرجاته فى أحد المعامل الخاصة، موضحاً: «قلت للطبيب إننى جربت هذا المعمل من قبل، وأعطى نتائج سيئة، وعندما ذهبت إلى معمل آخر غضب منى، فسألته بوضوح عما إذا كان يستفيد من هذا المعمل، لكنه لم يجب».
من جهته، قال الدكتور رفعت صبرى، مدير مستشفى الزهور العام: «نحن أول مستشفى على مستوى الجمهورية يحصل على معيار اعتماد الجودة بنسبة نجاح 90.5%، وبالتالى توجد به أجهزة تحاليل عالية الجودة، وتعطى نتائج دقيقة مقارنة بالمعامل الخاصة التى لا تجدد أجهزتها، ولا تجرى الصيانة الدورية لها».
وأشار إلى أن المستشفى يفتقد لجهاز قياس الهرمونات، وهى خدمة غير مجانية، موضحاً: «أحياناً نضطر إلى إرسال عينات المريض لأحد المعامل فى القاهرة، لأن الأجهزة الخاصة بهذا النوع من التحاليل غالية، ونأمل أن تتوافر لنا فى المستشفى، مع قرب تطبيق منظومة التأمين الصحى الجديدة فى يوليو المقبل، ونستخدم فى بعض الأحيان جهاز كيمياء الدم كبديل لجهاز قياس الهرمون، لكن تبقى المشكلة التى يعانى منها المعمل فى المستشفى هى نقص أوراق الطباعة». أحد أطباء المعمل فى مستشفى بورسعيد العام، قال لـ«الوطن»، بعدما طلب عدم ذكر اسمه، إن «أجهزة التحاليل الشاملة توجد فى المستشفيات العامة الكبيرة فقط، بينما المراكز الطبية توجد فيها تحاليل محدودة»، مضيفاً أن «أجهزة التحاليل فى المستشفيات العامة ببورسعيد قديمة، ولا تخضع للصيانة الدورية، كما أن المهندس المسئول عن صيانتها لا يراجع نتائجها، ونفتقد الرقابة على معامل الأجهزة الحكومية».