«دعوات المقاطعة»: إفلاس سياسى دون «بديل».. ومبررات تحمل لغة تحريضية
حمدين صباحى فى مؤتمر صحفى سابق
«أدعوكم لاختيار مرشح لخوض غمار منافسة الانتخابات الرئاسية 2018، وسأكون جندياً فى حملته، ونقدر على تنظيم صفوفنا من فئات ثورة 25 يناير، وهدفنا استكمال أهدافها»، كلمات طالب من خلالها حمدين صباحى، مؤسس حزب تيار الكرامة، فى أبريل الماضى، القوى المدنية بالاتفاق على مرشح وبرنامج وفريق رئاسى لخوض استحقاق رئاسة الجمهورية المزمع إجراؤه أواخر مارس المقبل، لكنه ظل مجرد دعوة لم ترَ طريقها للنور.
وقال النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن هؤلاء كشفوا عن إفلاسهم الفكرى والسياسى، وكل هدفهم إثارة الرأى العام بعد فشلهم فى التجاوب مع مطالب الشعب وحرصوا على مصالحهم الشخصية، لعدم وجود برامج لديهم.
ويرى «بكرى» أن النظام الحالى لم يمنع أحداً من الترشّح، لكن هؤلاء فشلوا لأنه ليست لديهم قاعدة شعبية، ولا يستطيعون تجميع 100 شخص حولهم ويحاولون إشاعة الأكاذيب فى محاولة للإساءة إلى الوطن.
واتفق الباحث السياسى نبيل زكى، مع «بكرى» فى الرأى، قائلاً: «هؤلاء يعرفون أنهم ليست لهم شعبية، لأنهم لو واثقون فى أنفسهم وشعبيتهم سيقدمون مرشحاً، لكن دائماً ما يفشلون فى ذلك، ويتخذون مواقف المقاطعة».
«بكرى»: مفلسون فكرياً وسياسياً وليس لديهم برامج.. و«زكى»: يفتحون الباب للإخوان مرة أخرى
وسيطرت الانقسامات على بعض القوى الرافضة للمشاركة فى الانتخابات، إلى أن قرروا العمل تحت مظلة جديدة تسمى «الحركة المدنية الديمقراطية» ضمت عدداً من الشخصيات التى أعلنت نيتها الترشح وتراجعت، منهم المحامى الحقوقى خالد على، والبرلمانى السابق محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، بالإضافة إلى هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات، وحازم حسنى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لدعوة المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية كلياً، وعدم الاعتراف بأىٍّ مما ينتج عنها. وأكد «زكى» أن موقف هذه الحركة مُهادن لجماعة الإخوان الإرهابية، فهم عجزوا عن إيجاد مرشح لخوض الانتخابات، لأنه لم يكن سهلاً عليهم أن يجمعوا 25 ألف توكيل تأييد شعبى من 15 محافظة، لأن أحزابهم ليست جماهيرية، كما أنه ليست لديهم قواعد شعبية.
وأضاف: «أى دور يلعبه هؤلاء لن يخدمهم، لكن يخدم الجماعة الإرهابية، والمواطن العادى لن يلتف حول هؤلاء، لأنهم اعتادوا على الانتقادات ونتائج هذه الانتقادات دائماً ما تصب فى النهاية لصالح الإخوان، وما يفعلونه هو مجرد فتح الباب للإخوان مرة أخرى، مثلما حدث بعد ثورة 25 يناير، هم كانوا مجرد مُمهدى الطريق للجماعة».
واعتبر إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المشاركة فى الانتخابات حسب المعايير الديمقراطية واجب وحق ومسئولية، والأحزاب ليس من حقها دعوة المواطنين إلى المقاطعة، خصوصاً أن القانون والدستور أكدا على المشاركة.
وأضاف «بدر الدين»: «الداعون إلى المقاطعة حُججهم تتناقض مع الدستور والقانون، وهناك أطراف لها مصلحة فى تعطيل أى إنجاز أو نجاح فى مصر سياسياً أو أمنياً أو تنموياً، بشتى الطرق وتبحث عن مصالحها الشخصية فقط».