«فوكس نيوز»: نواب الكونجرس صمتوا أمام «وحشية» المعارضة السورية
أعلن زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب الأمريكى إيريك كانتور أمس، أن التصويت على السماح باللجوء إلى القوة فى سوريا سيتم خلال الأسبوعين المقبلين، دون أن يذكر أى تفاصيل حول الجدول الزمنى للتصويت. وأشار «كانتور»، فى مذكرة داخلية لـ«الكونجرس»، إلى أنه «نظراً لوجود آراء مختلفة فى الحزبين، يعود إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يشرح للمجلس وللأمريكيين أنها الطريقة المثلى للتحرك. يجب أن يستعد أعضاء المجلس لنقاش قوى ولتصويت واضح حول السماح باللجوء إلى القوة العسكرية فى سوريا خلال الأسبوعين المقبلين».
ولم يتضمن برنامج عمل الدورة التشريعية لـ«الكونجرس» للأسبوع المقبل، الذى نشره كانتور، أى إشارة إلى سوريا، إلا أنه قد يتغيّر بحسب أولويات قادة المجلس، خصوصاً أنه من المقرر أن يتحدث الرئيس الأمريكى فى خطاب رسمى بعد غد (الثلاثاء)، عن سوريا، بينما من المفترض أن يُجرى مجلس الشيوخ تصويتاً على قرار التدخل العسكرى الأسبوع المقبل.
وكان رئيس مجلس الشيوخ هارى ريد، وهو ينتمى إلى الحزب الديمقراطى، قدم رسمياً -مساء أمس الأول- إلى المجلس مشروع القرار الذى أقرته لجنة الأربعاء، وأعلن أن المناقشات ستبدأ رسمياً فى المجلس الثلاثاء. ويحدد مشروع مجلس الشيوخ مدة التدخل العسكرى بستين يوماً، يمكن تمديدها إلى تسعين يوماً، ويحظر إرسال أى قوات برية. وفى حال أقر المجلسان نصين مختلفين تتم ملاءمتهما. وقال مشرّعون ومساعدون لهم إن «أوباما» حصل على دعم قادة الحزبين فى مجلس النواب، لكنه لم يحصل على تأييد أعضاء المجلس.[SecondImage]
من جانبها، قالت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية، إن أعضاء «الكونجرس» المؤيدين لشن الهجوم العسكرى ضد سوريا، لم يطلقوا أى رد فعل والتزموا الصمت حيال وحشية مقاتلى المعارضة مع ظهور لقطات مصوّرة مؤخراً توضح تنفيذهم عملية إعدام جماعى بحق 7 من جنود الجيش النظامى، لاتهامهم بحيازة أسلحة كيماوية كانوا ينوون استخدامها لاستهداف النساء والأطفال، على الرغم من تصريحاتهم المتكرّرة عن «وحشية» النظام السورى والفظائع التى يرتكبها بحق شعبه.
وقال إيجال كارمون رئيس معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط: إن «المعارضة تود توجيه رسالة من خلال ذلك الفيديو، مفادها أنه فى حال عدم تحرك الغرب تجاه النظام السورى، فإن مقاتليها سيتجاوزون (الخط الأحمر) أيضاً، ويستخدمون الأسلحة الكيماوية للرد على القوات النظامية». وأشارت «فوكس» إلى أنه فى حالة ثبوت صحة هذا الفيديو، فإن ذلك يضع الإدارة الأمريكية فى ورطة، حيث إنها تدّعى دائماً أن «النظام السورى فقط» هو من يستخدم الأسلحة الكيماوية.
وذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية أن السفير الأمريكى الجديد فى بيروت ديفيد هيل، أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف الأعمال نجيب ميقاتى، رسمياً، قرار الولايات المتحدة بتحييد لبنان عن تداعيات الضربة المحتملة لسوريا، وأن الأجواء اللبنانية لن تُستعمل تالياً فى هذه الضربة، منعاً لأى انعكاسات على الساحة اللبنانية. وقالت مصادر مطلعة إن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية باشرت باتخاذ إجراءات أمنية استثنائية حول مقرات عدد من البعثات الدبلوماسية، تحسّباً لأى استهداف محتمل لها، خصوصاً فى ظل تهديدات وُجهت إلى بعض منها، لا سيما البعثة الأمريكية وبعثات أوروبية.
من جانبها، قالت صحيفة «المستقبل» اللبنانية إن الخطوة التى أقدمت عليها الحكومة الإيطالية بإرسال سفينة حربية لاستخدامها فى نقل جنودها العاملين فى قوات الطوارئ الدولية فى الجنوب، جاءت تحسّباً لتهديدات توعّدت بالرد على الضربة الغربية المتوقعة ضد سوريا.
وفى سياق متصل، قالت سامانثا باور مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، إن توجيه ضربة عسكرية محدودة هو الخيار الوحيد المتاح للرد على الهجوم الكيماوى المزعوم فى سوريا، بعد توقّف الجهود الدبلوماسية، مضيفة: «البعض يتساءل فى ضوء ضجرنا من الحرب، لماذا لا نتمكن من استخدام وسائل غير عسكرية لتحقيق نفس الهدف؟ إجابتى عن هذا السؤال هى أننا استنفدنا الخيارات. روسيا -وغالباً ما تؤيدها الصين- عرقلت كل عمل له صلة بذلك فى مجلس الأمن الدولى، إذا لم نستطع استجماع الشجاعة للعمل عندما يكون الدليل واضحاً، وعندما يكون العمل الذى يجرى التفكير فيه محدوداً، فإن قدرتنا على قيادة العالم ستقوّض حينئذ».
ووصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، مساء أمس الأول، إلى فيلنيوس فى جولة قصيرة بأوروبا، تهدف إلى محاولة إقناع نظرائه فى الاتحاد الأوروبى بجدوى مشروع الضربات على سوريا. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن مسئولاً فى وزارة الخارجية الأمريكية، قال إن «كيرى» يعول على «محادثات محددة ومفصلة» بينه وبين نظرائه الأوروبيين الـ28، مضيفاً: «لكن هناك خلافات داخل الاتحاد الأوروبى، وتعتبر واشنطن أن طريق الأمم المتحدة مغلق، وأنه يتوجب على الأسرة الدولية إذن أن تتحرك خارج هذا الإطار».
من جانبها، قالت قناة «روسيا اليوم»: إن المؤتمر البرلمانى حول السياسة الخارجية الموحّدة وسياسات الأمن والدفاع للاتحاد الأوروبى، دعا فى بيانه الختامى أمس الأول، إلى أن يشارك الاتحاد الأوروبى بمزيد من النشاط فى تسوية المشكلات الناجمة عن الكارثة الإنسانية فى سوريا، مشيراً إلى أنه من واجب المجتمع الدولى ومجلس الأمن الدولى محاسبة المسئولين عن هذه الجرائم واتخاذ إجراءات من أجل منع تكرارها فى المستقبل، داعياً روسيا والصين إلى «عدم عرقلة» قرارات مجلس الأمن الدولى، وإيجاد موقف موحد من الوضع فى سوريا.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس: إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما خرج من اجتماع قمة مجموعة العشرين بعدد قليل من المؤيدين لقرار الهجوم العسكرى على سوريا، فيما حثّه القادة الآخرون على عدم المُضى قدماً فى قرار الهجوم دون الحصول على دعم من الأمم المتحدة. وأضافت: «الرئيس الأمريكى عاد إلى دياره لمواجهة واحد من أصعب الاختبارات لفترة رئاسته الثانية، حيث إنه يقوم بحملة لإقناع الكونجرس بدعم هجماته الجوية ضد سوريا رغم رفض بعض القادة الدوليين عقب مشاوراته معهم، تأييد الهجوم».
وأعرب سكرتير دولة النمسا للشئون الخارجية راينهولد لوبتكا، عن تحفّظ بلاده إزاء القيام بعمل عسكرى فى سوريا، رافضاً تحميل أى طرف من الأطراف المتصارعة مسئولية الهجوم الكيميائى، إلا عقب ظهور نتيجة تقرير مفتشى منظمة الأمم المتحدة. وأقلعت ست مروحيات تركية من قيادة اللواء المدرع بضواحى «أورفة» جنوبى البلاد، وحلّقت لعدة ساعات على الشريط الحدودى التركى السورى لرصد كل التحركات على نقطة الصفر الحدودية.