بروفايل| على أبوشادى.. رحيل «شيخ النقاد»
صورة تعبيرية
صاحب ابتسامة مميزة رسمت خريطة وجهه المألوف، عيون شغوفة تتابع عن قرب وباهتمام شديد كل المستجدات، قلب محارب يخوض به معاركه دون تراجع، يمتلك قلماً صادقاً شجاعاً سطر ذاكرة وتاريخ النقد السينمائى، الأب الروحى لعدد كبير من الفعاليات والتظاهرات الفنية، كلها عوامل جعلت من اسم على أبوشادى علامة مسجلة فى السينما المصرية، التى أثراها بإسهاماته المتعددة والمتنوعة، مما جعله يستحق بامتياز لقب «شيخ النقاد»، كل تلك الأسباب جعلت رحيله صعباً على السينمائيين والفاعلين فى الحياة الثقافية المصرية، خاصة أنه كان رحيلاً مفاجئاً بعد إصابته بأزمة قلبية فى منزله، ليغيب عن دنيانا بعد رحلة مليئة بالعطاء استمرت 72 عاماً.
تسلل إلى «أبوشادى» حب السينما منذ نعومة أظافره، فكان صاحب عين مختلفة دقيقة تلحظ التفاصيل، لم يكن يميل إلى الإخراج ولم يُفتن بسحر نداهة التمثيل، ولكن تعلقه بالسينما كان يزيد يوماً بعد يوم، وهو ما دفعه إلى الحصول على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفنى عام 1975، وذلك بعد تخرجه من كلية الآداب جامعة عين شمس بـ9 سنوات، ولم يكن فى تلك الفترة بعيداً عن الممارسة النقدية فالتحق بجمعية نقاد السينما المصريين، بالإضافة إلى عضوية جماعة السينما الجديدة، ومساهمته فى تأسيس وإطلاق مجموعة من المهرجانات السينمائية.
تقلد «أبوشادى» العديد من المناصب فى وزارة الثقافة، وكان يضيف إليها طوال الوقت ويسعى بالخروج بها بعيداً عن القوالب المحفوظة والروتينية، كان أهمها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ثم مستشار وزير الثقافة للشئون الفنية، ورئيس المركز القومى للسينما، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة مصر للسينما والإنتاج الإعلامى، مما جعله واحداً من أبرز قيادات وزارة الثقافة، ولم يبعده كل ذلك عن السينما فشارك فى عدد من لجان التحكيم فى المهرجانات السينمائية المصرية والعربية ولجان التحكيم الدولية للاتحاد الدولى للنقاد.
مجموعة كبيرة من الكتب جعلته من أهم الباحثين فى مجال السينما، حيث تجاوزت الـ20 كتاباً، منها سلسلة «كلاسيكيات السينما المصرية»، «السينما التسجيلية فى التسعينات»، «كلاسيكيات السينما العربية»، و«خمسون فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية».