حرب كلامية بين واشنطن وموسكو بسبب سوريا فى قمة العشرين و«كيرى» ينطلق لحشد الدعم الدولى للضربة الأمريكية
رفضت وزارة الخارجية الأمريكية اتهام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بالكذب على «الكونجرس» بخصوص دور تنظيم «القاعدة» فى سوريا، واصفة إياها بأنها «مجافية للعقل والمنطق». وقالت جينفر ساكى، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: إنه «كما تعرفون جميعكم، الوزير كيرى من قُدامى المحاربين الحاصلين على أوسمة، لقد صُوبت تجاهه أشياء أكبر كثيراً من الكلمات». وأضافت: «لذا فإن كيرى لم يجافه النوم بعد هذا التصريح المجافى للعقل الذى استند إلى اقتباس غير دقيق وجانبه الصواب تماماً».[FirstQuote]
من جانبه، أعلن البيت الأبيض -فى بيان له أمس- أن روسيا ليس لديها ما تضيفه فيما يخص النقاش حول المسألة السورية فى الولايات المتحدة. وقالت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إنه قد يكون الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى باراك أوباما تصافحا وتبادلا الابتسامات، ولكنها كانت ابتسامات متكلفة، ولم يتمكنا من تبديد حالة «التشنّج» الذى هيمن على اليوم الأول من قمة مجموعة الـ20 فى سان بطرسبورج، كما أن الود بينهما بدا مفتعلاً خلافاً للضحكات العفوية لدى مصافحة «بوتين» المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على سبيل المثال.[SecondImage]
وأكدت «فرانس برس» أن قمة مجموعة الـ20، لم تشهد قدرة قادة الدول المشاركة فيها على تخطى خلافاتهم فيما يتعلق بالتدخل العسكرى المحتمل فى سوريا، خصوصاً فى ظل التباعد بين الرئيسين الأمريكى والروسى. وكتب رئيس الوزراء الإيطالى إنريكو ليتا، وهو من معارضى التدخل العسكرى فى سوريا، على حسابه فى موقع «تويتر»، إن «العشاء أكد الانقسامات بشأن سوريا».
ومن «بطرسبورج»، واصل «أوباما» اتصالاته مع نواب «الكونجرس» لإقناعهم بتأييد موقفه. وقرر الرئيس الأمريكى إلغاء زيارة كانت مقرّرة إلى ولاية «كاليفورنيا» مطلع الأسبوع المقبل، للدفاع عن اقتراحه فى «الكونجرس». من جانبها، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية، أمس، عن مصدر بسلاح البحرية الروسية، قوله إن روسيا سترسل سفينة إنزال ضخمة تجاه الساحل السورى. ونسبت الوكالة إلى المصدر قوله: «سترسو السفينة فى (نوفوروسييسك)، حيث سيجرى تحميلها بشحنة خاصة، وستتجه إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة فى شرق البحر المتوسط». ولم تذكر تفاصيل عن الشحنة.
وقالت وكالة أنباء «نوفوستى» الروسية، إن رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الروسى أليكسى بوشكوف، قال إن «شن الرئيس الأمريكى حرباً على سوريا، يحوّل (أوباما) الحائز على (نوبل) للسلام، إلى (رئيس حرب)».
وأعلنت الأمم المتحدة بصورة مفاجئة وصول مبعوثها الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، إلى «سان بطرسبورج» لمساعدة الأمين العام بان كى مون، فى الدفع باتجاه عقد المؤتمر الدولى حول سوريا المعروف باسم «جنيف 2». وقال «كى مون»، فى بيان له إن «الحل السياسى هو السبيل الوحيد لتفادى حمام الدم». وقالت المستشارة الألمانية، فى لقائها مع الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند: إن «هذه الحرب يجب أن تنتهى، وهذا لن يحدث إلا من خلال العمل السياسى، طالما أن ألمانيا لن تشارك فى هذا العمل العسكرى بأى حال».
من جانبها، اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، مساء أمس الأول، روسيا بأنها تأخذ مجلس الأمن «رهينة» فى قضية الهجوم الكيماوى، معلنة أن واشنطن تخلت عن محاولة العمل مع مجلس الأمن بشأن الحادث. ولم تترك تصريحات السفيرة الأمريكية شكاً فى أن بلادها لن تسعى لنيل موافقة المنظمة الدولية. وبدأ «كيرى» أمس، جولة فى أوروبا لحشد أكبر دعم ممكن من نظرائه الأوروبيين لمشروع الضربات العسكرية ضد سوريا، ولإجراء لقاءات مع مسئولى الجامعة العربية.
وقال السيناتور الديمقراطى جو مانشين، إنه يرفض أى قرار متوقّع من «الكونجرس» بتفويض الرئيس الأمريكى بتوجيه الضربات العسكرية إلى سوريا. وقال «مانشين»: «إن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا فى هذا الوقت هو مسار العمل الخطأ. ويجب علينا استنفاد كل الخيارات الدبلوماسية، وأن يكون لدينا خطة شاملة لتدخل دولى قبل أن نتحرك».
وقالت مصادر مقرّبة من الرئيس الفرنسى إن وزير خارجيته لوران فابيوس، التقى نظيره الروسى سيرجى لافروف أمس، على هامش قمة الـ20، بينما بحث الرئيس الروسى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، مساء أمس الأول، الأزمة السورية، وتبادل الطرفان وجهات النظر المختلفة. واتصل وزير الخارجية الأمريكى بنظيره الروسى، لإعادة إحياء التصور المشترك لبلديهما بعقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا.
وقال رئيس الوزراء البريطانى إن بلاده تملك دليلاً جديداً على استخدام أسلحة كيماوية، من خلال تحليل علماء بريطانيين فى منشأة «بورتون داون» العسكرية للأبحاث، لعينات تم أخذها من مواقع الهجوم المزعوم.
وقال مصدر عراقى مقرّب من رئيس الوزراء نورى المالكى، لصحيفة «المستقبل» اللبنانية، إن «الرئيس السورى وافق على فكرة التنحى عن السلطة بشروط، إلا أن واشنطن رفضت هذا الاقتراح». وأضاف: «الاتصالات المكثّفة التى أجراها المالكى مع القيادة السورية، أثمرت عن موافقة (الأسد) على فكرة التنحى عن الرئاسة بشروط، من بينها وضع آليات معينة لتسهيل تسليم السلطة من خلال انتخابات سريعة، وضمان عدم ملاحقته قضائياً فى المحكمة الجنائية الدولية، وتأمين خروج آمن له ولعائلته ومقربين منه إلى دولة أخرى».