محمود السيد.. خرج ضد مرسي في "الاتحادية" واكتوى بميراث "الإخوان" من الكره
اللقاء كان في "وسط البلد".. هنا مقر الثوار، وعلى أحد مقاهي "البورصة"، وجوده لم يكن شيئا مغايرا للمشهد الثوري الحاضر دائما هناك، بل لم تفارق شفاه الابتسامة من فرط الثناء والتحية من المترددين على المقهى: "ازيك يا شيخ"، محمود السيد الشاب السلفي المنشق عن حركة "حازمون"، ومن أول المشاركين في المظاهرات ضد الرئيس المعزول أمام قصر الاتحادية، للإفراج عن المعتقلين، وأول من اكتوى بنار كره وبغض التيار الديني بعد رحيل "مرسي".
اعتقل السيد قبل ثورة يناير مرتين، من قبل جهاز أمن الدولة.. قاطع الانتخابات الرئاسية، وخرج عن حركة حازمون، لاعتقاده أن "أبو إسماعيل" المرشح الرئاسي السابق، مجرد منفذ لمصالح "الإخوان"، من خلال جمع الشباب الثوري السلفي حوله.[FirstQuote]
بدأت المضايقات مع محمود السيد، حين اعتقل في عهد المجلس العسكري، وأجبروه على حلق لحيته للإفراج عنه، ومع بداية المخالفات التي سقط فيها حزب "النور" السلفي والإخوان في مجلس الشعب، حسب تعبيره، والادعاءات على الثوار بالعمالة والخيانة، والتخلى عنهم خلال أحداث محمد محمود والوقوف إلى جانب المجلس العسكري، زاد معاها الغلظة في التعامل معه في الشارع، وكان في بدايتها مجرد ناقشات وسباب من رجل الشارع العادي ومن أسماهم بـ"المواطنين الشرفاء".
ورغم مشاركت "السيد" في جميع الفعاليات الاحتجاجية ضد الرئيس المعزول "مرسي" وجماعته، استمرت انفعالات رجل الشارع ضد "السيد" فقط لكونه ملتحي، محتسبا اياه على التيار الإسلامي الحاكم حينها، وتصل لافتعال مشكلات دون سبب واضح.
لم يشفع للسيد وجوده في صفوف الثوار أثناء أحداث "الاتحادية" الشهيرة، فاعتدي عليه البعض، واتهم البعض الآخر بالانتماء لـ"الجماعة"، ونجا من الموت بأعجوبة.. وجوده الدائم في أجواء الاشتباكات بجانب الثوار ضد أنصار "الإخوان"، سواء في "الاتحادية" أو أحداث المقطم، كان يعرضه للاعتداءات من جانب من لم يعرفوه عن قرب، ولم يألفوا لحيته الكثة بينهم.
كان دائم الدفاع عن "الإخوان"، والبحث عن أعذار لمواقفهم، ومع استمرار نقض وعودهم مع شباب الثورة، المتواجد دائم بينهم، على حد قوله، تقوضت حججه عنهم.. ولكن زاد مقته لـ"الجماعة" وقيادتها في كل موقف يتعرض له بسبب أخطائهم في الشارع، والمشكلات المستمرة يوميا، ووضعه في محل شك وقلق دائم من جانب الرجل العادي، الذي بات يرفض كل ما هو ديني وإسلامي، والسبب حسب قوله "الإخوان".
يقول محمود السيد لـ"الوطن": "هناك أكثر من طرف مشارك، فبنسبة كبيرة الإخوان يتحملون أكثر من 70% من تشويه الصورة، بجانب شيوخ السلفية الذين وقفوا لجوار الإخوان رغم معرفة حقيقتهم وسعيهم الدائم وراء السلطة فقط.. والطرف الأخير الداخلية والسلطة والإعلام".
مع ازدياد الأزمات في عصر "مرسي"، سواء في "البنزين" أو "الكهرباء"، تصاعدت معها المضايقات في الشارع وفي الموصلات، وكشف "السيد" أن البلطجية يستغلون الخلاف والشقاق السياسي بعد 30 يونيو، ويقومون بالاعتداء على الملتحين وسرقتهم، تحت دعوى "التصدي للإخوان" و"الحرب على الإرهاب".. وهي الشعارات التي سبق وأعلن عنها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش.[SecondQuote]
حاول محمود السيد المحافظة على لحيته، وسط كل تلك المضايقات والاضطهاد للمتلحين، ولكن كان الليبراليون من أشقائهم في المشاركة في المظاهرات أول من حاول تثبيته على عدم التخلي عن اللحية "إحنا معملناش الثورة عشان تخسر حريتك"، ورفض السيد اللجوء للشيوخ ليفتوه في حلقها، لأنهم حسب قناعته، سبب وطرف في المشكلة، قائلا "بأفعالهم خلوا الناس تكره اللحية وتبغض الملتزمين".
محمود السيد ومن على شاكلته من الملتحين ممنوعين من دخول مناطق بعينها في مصر، ومهددين بالقتل بمجرد المرور منها، وهي المناطق التي لديها ثأر مع "الإخوان" مثل بين السرايات، والمنيل وحلوان، فيضطر عادة للولوج من طريق أكثر وعورة وأطول مسافة على المرور من بين السريات التي تأتي في طريقه دائما إلى منزله بمنطقة ببولاق الدكرور
محمود السيد