أحزاب: «مرسى» لم يلتزم بتعيين رئيس للوزراء من خارج الجماعة
انتقد عدد من الأحزاب المدنية، اختيار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، للدكتور هشام قنديل وزير الرى، لرئاسة الوزراء، وقالوا إن هذا الاختيار يُعد تراجعاً عن وعوده بأنه سيكون من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وأشاروا إلى أن الوقت الراهن كان يحتم اختيار رئيس حكومة ذى خلفية اقتصادية.
وقال الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء الأسبق ومساعد رئيس حزب الوفد، إنه لا يعرف المعايير التى استند عليها الدكتور مرسى فى اختيار رئيس الوزراء، وأضاف لـ«الوطن»: «هناك مواصفات يجب أن تتوفر فى رئيس الحكومة، على رأسها أن يكون شخصية اقتصادية نظراً لمتطلبات المرحلة الحالية»، ولفت إلى أن هناك نقاطاً اعتمد عليها مرسى فى داخله لا يعلمها أحد فى اختياره.
وتابع: «أن شخص رئيس الوزراء عنصر مهم فى التشكيل الوزارى، لكنه ما دام قدم شخصاً ذا ميول إخوانية رئيساً للحكومة على عكس تصريحات رئيس الجمهورية فى السابق فإن الأغلب أنه سيأتى أغلب الوزراء من الإخوان، ومن ثم فإن الحكومة بتوجيهاتها وتشكيلها ستكون إخوانية».[Image_2]
وأوضح السلمى أن الدكتور مرسى اعتمد فى اختياره لقنديل على كفاءته فى مجاله دون النظر لآليات التخطيط، وقال «بأى حال من الأحوال فإن العبرة بالنتيجة وما سيتحقق من إنجازات».
وقال الدكتور محمود العلايلى، عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إن قرار تعيين الدكتور هشام قنديل رئيساً للوزراء جاء مفاجئاً، لأنه لم يكن مطروحاً أو متوقعاً أن يتولى تشكيل الحكومة.
وأضاف لـ«الوطن»: «كنا نتمنى أن يعلن الدكتور مرسى المعايير التى كلف على أساسها قنديل بتشكيل الحكومة، خصوصاً أنه لم يكن مطروحاً ضمن المرشحين لتولى رئاسة الوزراء»، وتابع «علينا أن ننتظر لحين الإعلان عن باقى التشكيل الوزارى لمعرفة هل سيكون الاختيار بناء على الكفاءة والخبرة أم الانتماءات والأيديولوجيات الفكرية والسياسية».
واعتبر العلايلى أن قنديل سينجح فى إدارة الأزمة المالية وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين إذا شكل فريقاً يختص بالجوانب الاقتصادية، ويكون دوره مقتصراً على الإشراف فقط، وأضاف «أما ما يتعلق بملف العلاقات الخارجية فأعتقد أن خبرته فى مجال مباحثات الرى تتيح له التعامل بكفاءة مع هذا الملف».
من جانبه، أبدى المهندس أحمد خيرى، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، عدم رضاه عن قرار تعيين قنديل رئيساً للحكومة، وقال: «كان الأفضل أن يُكلف بمنصب رئيس الوزراء شخصاً يتمتع بخلفية اقتصادية».
وأضاف «المشكلة لا تكمن فى شخص قنديل أو انتمائه الإخوانى، فالمنطق يقول إن رئيس الوزراء لا بد أن يكون إخوانياً، ولكن فى ظل الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير كان من الأفضل أن يتولى أمر الوزارة شخصية تتمتع بعقلية اقتصادية وليست مائية».
وأعرب عن اعتقاده بأن قنديل أيضاً يفتقد الخبرة السياسية، وأوضح أن اختيار رئيس للوزراء يجهل الأمور السياسية والاقتصادية هو تكليف خاطئ، ومن الصعب أن يتمكن من إدارة الملفات الشائكة التى تواجهها مصر الآن، وحذر من أن ندفع ثمن هذا الاختيار فيما بعد.
وأوضح أن الظرف الراهن لا يتيح الاستعانة بفريق اقتصادى لإدارة الأزمة، وإنما يقتضى أن يكون رئيس الوزراء أحد أعلام الاقتصاد فى مصر، بحيث يكون مشرفاً وموجهاً للأبعاد الاقتصادية، لذلك كان طرح عدد من الأسماء لتولى الوزارة كالدكتور حازم الببلاوى والدكتور زياد بهاء الدين والدكتور محمد أبوالعيون منطقياً للغاية.
وقال حسين عبدالرازق، عضو المكتب الرئاسى لحزب التجمع، إن حصول الإخوان على أغلبية برلمانية وفوزهم بمنصب الرئاسة أتاح لهم الاستحواذ على الحكومة وفقاً لمبادئ التعددية الحزبية، وأضاف «المشكلة أن الجماعة تورطت فى عدد من الوعود لم تتمكن من تحقيقها من بينها أن يكون رئيس الوزراء من خارجها، وأن تُشكل على أسس ائتلافية تراعى تمثيل جميع القوى السياسية فى المجتمع، الأمر الذى لم يحدث حيث جرى اختيار رئيس وزراء إخوانى فى نهاية الأمر».
وأوضح أنه من الطبيعى أن يرأس الحكومة شخصية إخوانية وتستحوذ الجماعة على أغلبية الوزارات حتى يتمكن الشعب من محاسبتهم، وأعتقد أن قنديل لديه من الحس السياسى ما يؤهله ليكون رئيس وزراء ناجحاً، ولكن عليه ألا يلجأ لتشكيل حكومة تكنوقراط لأن الوزير لا بد أن يكون سياسياً.
أخبار متعلقة
كواليس اختيار «قنديل» رئيساً للحكومة: «مرسى» أبلغه بتوليه المنصب بعد يوم من اجتماع «الإرشاد»
مفاجأة الشاب «قنديل»
بروفيل: قنديل.. بين «الطاعة» والنيل
الفيس بوك يحتفى برئيس الوزراء الجديد: وبدأ عصر تحويش المياه
«قنديل» ثانى أصغر رؤساء وزراء مصر.. وأول رئيس حكومة «ملتحٍ»
وزراء سابقون بعد اختيار «قنديل» رئيساً للحكومة: «ما نعرفوش»
قوى ثورية: «قنديل» قد يكون بوابة مرور «الشاطر» للحكومة
«أبوالبنات» فى وزارة الرى.. 12 شهراً من المشكلات
اليوم الأخير لـ«قنديل» فى الرى.. اتفاقية بين إسرائيل وجنوب السودان للتعاون فى مجال المياه
«فاتن»: «اللى نعرفه إنه وزير رى».. وماسح أحذية: «مش مهم الأسماء لو رجع الأمن يبقى كفاءة»