وجهًا جميلاً مرموقًا اجتماعيًا وذا جمال جذاب يعلوه شعر أحمر لامع، تلك هي الحالة التي بدت بها كاتبة الروايات البوليسة الشهيرة أجاثا كريستي عندما كانت في الـ 30 من عمرها، وعاشت مع زوجها الكورنيل أرشيبلد كريستي في منزل فسيح وجميل في الريف.
أنتجت أجاثا كريستي 7 روايات بوليسية من بينها رواية "مقتل روجر أكرويد" التي أدت إلى خلافات في الرأي العام حول نهايته المثيرة للجدل، وفي إحدى الليالي الباردة وبالتحديد في الـ 3 من ديسمبر عام 1926 خرجت أجاثا كريستي من منزلها في بركشاير، ولم تعد إليه ولم يعرف أحد ما السبب، بحسب ما ذكر كتاب "قصص غريبة عجيبة".
وفي صباح اليوم التالي وجدت سيارة أجاثا كريستي ذات المقعدين منحرفة عن الطريق ومستقرة في إحدى الغابات دون أي أثر للسائق، وفي ظهر ذلك اليوم كانت كل الصحف على علم بالاختفاء، وعندما بدأ الصحفيون التوافد إلى منزل أجاثا، شكت الشرطة في انتحارها، إلا أن زوجها رفض هذه الشائعة قائلاً أن معظم الناس ينتحروا في منازلهم أو في البحيرة.
ومما لا يعرفه الكثيرون أن حياة أجاثا كريستي لم تكن سعيدة، كما يتحدث عنها الناس، بل كانت على خلاف دائم مع زوجها الذي يهوى فتاة تصغره بـ 10 سنوات، وطلب منها الموافقة على الطلاق كما أن وفاة والدتها كان صدمة أخرى في حياتها، وهو ما جعل نومها خفيف وقصير وأكلها قليل.
وعلمت بعض الصحف ذلك فلمحت إلى الفائدة التي ينالها زوج أجاثا من وفاتها، وذهبت صحف أخرى إلى أن هذا الاختفاء ضربة دعائية لدفع الكتب التي ألفتها إلى مزيد من الانتشار أو فضيحة لعلاقة زوجها مع عشيقته نانسي نيل.
وبعد 11 يومًا من الاختفاء شوهدت أجاثا في أحد فنادق هاروجيت فاتصلت الشرطة بزوجها فاستقل القطار وعرف أن زوجته استجأرت غرفة في الفندق بـ7 جنيهات أسبوعيًا، وكانت سعيدة تشرب الخمر وترقص وتلعب القمار وتقرأ أنباء اختفاءها والبحث عنها في الصحف بشكل عادي.
وصل زوجها إلى الفندق فنظرت إليه نطرة من يعرف الشخص ولا يتذكره، وقال زوجها أنها تعاني أسوأ أنواع فقدان الذاكرة التي تجعلها تجهل نفسها، وأوضح أنها عندما اختفت كانت ترتدي رداءً رماديي اللون بسيط، وتحمل عدة جنيهات في حقيبتها، وعندما وجُدت كانت ترتدي ثياب أنيقة جدًا وتمتلك الكثير من النقود، وذكرت للفندق أنها زائرة من جنوب أفريقيا.
وبعد هذه الحادثة ارتفعت نسبة البيع وانتشرت رويات أجاثا كريستي ثم انفصلت عن زوجها وتزوجت عام 1930 من البروفسير السير ماكس ماللوان، ورفضت الإفصاح عن اختفائها تمامًا، وكان هذا شرط إجراءها المقابلات الصحفية.
وحتى الآن يظل اختفاءها سرًا غامضًا حيث يتساءل الكثيرون كيف يمكن أن تكون فقدت الذاكرة، ومن ثم تأتي بالثياب الفاخرة والأموال الكثيرة؟ لذا يعتقد البعض أن اختفاءها هو خطة رسمتها للتخلص من عشيقة زوجها.
تعليقات الفيسبوك