بالصور| عبدالفتاح محمد.. 55 عاما في طحن الغلال: صوت الطاحون لحن أغنية
مشهد يومي مع شروق الشمس حتى غروبها، شاهد عليه العم عبدالفتاح محمد حسن الذي يعمل في طاحون غلال القمح بنجع "أبوحمادي" في محافظة قنا، منذ خمسة وخمسين عاما، يصفها "مثل الدنيا يلف حجر الطاحون على الحلو والمر".
يقول عبدالفتاح، صاحب الـ66 عامًا،"اليوم الذي لم استنشق فيه ذرات الدقيق المتناثرة جراء دهس حجر الطاحون غلال القمح كأن شيء غائب عني، فأنفي تعودت على ذلك، وأصبح صوت الطاحون العالي لحن أغني عليه وأحكي معه أفراحي وأحزاني يوميًا من الصباح حتى المساء مع انتهاء رفع آخر جوال مطحون أرفع على ظهر بعير مزارع".
وتابع: "أنا شغال في الطاحون التي يملكها أحد أبناء نجع أبوحمادي منذ كان عمري 10 سنوات وقت ما كانت الطواحين شغالة بالسولار والديزل، أجري وقتها كان ملاليم بس قيمتها كبيرة تكفيني في المعيشة ومساعدة والدي وأخوتي بإطعامهم حيث كنت أكبر اشقائي من بين 5 أولاد وبنات".
وأضاف رغم التطور الصناعي في أنواع الطواحين، سيبقى الطاحون البلدي الأفضل الذي يطحن الغلال الدقيق مع الردة، لأن خبزه صحي لوجود كمية من "النخال" الذي لا يضر بمعدة الإنسان حتى هو مفيد لمرضى السكر على حد تعبيره، ولكن الطواحين الجديدة التي تعمل بالكهرباء تعمل على فصل النخال عن الدقيق بشكل يشبه الدقيق الفاخر، مما يقلل من بركة الغلال، فحجر الطاحون الذي يعمل بحجر "صلد" كان يزيد من الغلال بمقدار الثلث.
واشار إلى أنه مع غزو الطواحين الحديثة القرى وإقبال المواطنين عليها لراحة نسائهم من فصل الدقيق عن "النخال" عبر غربال يطلق عليه "غربال حرير" يستخدم يدويًا في منازل المزارعين، أجبر صاحب الطاحون على شراء واحدة جديدة إلا أنني احتفظت بالقديم والذي يعمل حتى وقتنا هذا بل وزاد الإقبال عليها بعدما كشف المواطنين سوء "دقيق" الجديدة وضرره على صحة المواطنين.
وذكر "عبدالفتاح"، أن الطاحون تعمل بصفة يومية والمزارعين وأصحاب الغلال يأتون من جميع القرى والنجوع المجاورة لطحن حبوبهم، مردفًا"رغم كثرة الناس إلا أن خير ربنا كتير"، كاشفًا أن أجره الشهري 500 جنيه غير ما يعطيه أصحاب الأطيان بالقرية من غلال خلال موسم حصاد القمح، وأن لديه 5 أولاد وفتاة جميعهم تعلموا من عمله في الطاحون.