التحقيق مع عامل لاتهامه بـ"قتل صديقه".. والتحريات: خنقه بـ"فوطة" وعلقه في جنش
المتهم بقتل صديقه في الهرم
"هل هي جريمة انتحار، أم قتل؟".. أول سؤال خطر في ذهن رئيس مباحث الهرم، خلال معاينته جثة شاب في العقد الثالث من عمره، مشنوقا ومعلقا في جنش بغرفة نومه، بمنطقة كفر الجبل في الهرم غرب الجيزة.. الاجابة عن السؤال استغرقت 72 ساعة.. وكانت كما جاءت في محضر الشرطة أنها جريمة قتل، وأنّ وراء الواقعة صديق المجني عليه، ودافعه "السرقة".
الواقعة ضمت تفاصيل كثيرة، وجاءت محضر الشرطة وتحريات رجال المباحث واعترافات المتهم في المحضر، وأقوال أسرة المجني عليه، كالتالي:
- ابني مشنوق -
تلقى قسم شرطة الهرم، الأربعاء الماضي، بلاغا من ربة منزل بالعثور على جثة ابنها مشنوقا في شقته بالطابق الأرضي، في العقار رقم 44 بشارع مساكن كفر الجبل، فانتقل المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، بصحبة اثنين من معاوني مباحث القسم، وأمناء وأفراد شرطة، إلى مكان الواقعة، وسجّلت القوات في محضر الشرطة المعاينة التي جاءت كالتالي: "جثة لشاب يدعي (تامر. ص - 36 عاما - عاطل) مشنوق ومعلق بحبل ستارة في سقف غرفة النوم بشقة يمتلكها، وتقع في الطابق الأرضي، المكون من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ"، كما سجّلت القوات في محضر الشرطة، وجود بعثرة في محتويات الشقة.
- ملهوش عداوات -
تقول والدة المجني عليه عن حياة ابنها، إنّه "كان طيب وملهوش عداوات مع حد"، وأضافت لـ"الوطن": "أنا اللي اكتشفت الواقعة، يوم كامل كنت بكلمه في التليفون مكانش بيرد، قلقت ورحت اطمن عليه، خبطت على الباب محدش رد، ناديت على الجيران يساعدوني وكسرت باب الشقة، ولما دخلت لقيت ابني تامر مشنوق، ومعرفش أي حاجة تانية".
تلتقط زوجة المجني عليه أطراف الحديث، وتقول إنّها كانت في زيارة لمنزل أسرتها قبل يومين، وعلمت بواقعة وفاة زوجها من والدته، وأضافت لـ"الوطن": "مكانش في بيني وبين تامر أي خلافات زوجية، أو أي حاجة تأثر عليه عشان ينتحر، إحنا متجوزين من 6 سنين، وجوزي بيشتغل عامل في محل كوافير، وبقاله حوالي شهرين مش شغال، أنا معرفش هو انتحر ولا اتقتل".
- قتل وليس انتحار -
كدمة في العين اليسرى، واختفاء كمية من المشغولات ذهبية الخاصة بزوجة المتوفى، جعلت المباحث تتأكد أن الواقعة ليست انتحار، وإنّما "جريمة قتل".. هكذا احتوت أوراق التحريات الأولية التي أجراها ضباط مباحث الهرم، وقدمتها للنيابة لاتخاذ الإجراءات الجنائية تجاه الواقعة، واستمرت إجراءات الفحص للوصول للجاني، وتشريح جثة المجني عليه لبيان أسباب الوفاة، حسبما جاء في التحريات الأولية التي عرضت على اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث بالجيزة، الذي أمر باستكمال البحث عن الجاني.
- الصديق الخائن -
بعد مرور 72 ساعة من البحث والتحري لضباط الشرطة تحت قيادة اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والمقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، قدمت القوات ملف التحريات التي أجرتها بشأن الواقعة، ويضم أدلة مادية وأقوال شهود، تحدد شخصية مرتكبي الواقعة، وطبقا لما ورد في التحريات، فإنّ أحد أصدقاء المجنى عليه ويدعى "محمود" (38 عاما) عامل في كوافير، وراء الواقعة، وشُوهد في وقت معاصر لواقعة قتل المجني عليه، واختفائه وهروبه إلى محل إقامة زوجته عقب الواقعة، وعقب ذلك أصدرت النيابة قرارا بضبط وإحضار صديق المجني عليه، لمناقشته في الاتهامات المنسوبة إليه، بارتكاب واقعة قتل حسبما ورد في تحريات المباحث.
- شنقته بفوطة وعلقته في الجنش -
عقب صدور قرار بضبط وإحضار صديق المجني عليه، تمكنت قوة أمنية من مباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، من القبض على المتهم الذي كان موجودا في شقة والدة زوجته بمحافظة قنا.
وقالت التحريات إن "صديق المجني عليه اعترف بأنه قتل صديقه لسرقته واستولى على مشغولات ذهبية لمروره بضائقة مالية".
وبحسب ما ورد في محضر الشرطة وتحقيقات النيابة، أجاب المتهم عن كيفية ارتكابه للواقعة، قائلا: "كنت أعلم أنّه يقيم بمفرده، بعد أنّ ذهبت زوجته إلى منزل والدها للاطمئنان عليه، فأجرى اتصالا به وأخبره أنه يريد التحدث معه في موضوع مهم، وفور صعوده إلى الشقة كان معه زجاجتي بيرة، واحتسى الاثنين (بيرة)، وعقب ذلك غافل المتهم الضحية وشنقه بفوطة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وحمل الجثة إلى غرفة النوم وعلقه بحبل الستارة في جنش الغرفة، حتى تظهر على أنها واقعة انتحار وليست قتل، واستولى على مبلغ مالي وكمية من المشغولات الذهبية الخاصة بزوجة صديقة وفر هاربا حتى أُلقي القبض عليه"، هذا الاعتراف ورد في محضر الشرطة الذي حمل رقم 1096 لسنة 2018، وحاولت "الوطن" الوصول إلى محامي المتهم، أو أي من أسرته للحديث معهم عن الواقعة، لكنها لم تتمكن من الوصول إليها.