شهود عيان يروون لحظات الرعب داخل فندق "إنتركونتيننتال" بكابول
كابول ارشيفية
أكد عزيز الطيب، الذي نجح في الفرار أثناء الهجوم الذي تبنته حركة طالبان على فندق انتركونتيننتال بكابول أن "البقاء على قيد الحياة في أفغانستان مسألة حظ"، مؤكدا أنه أمضى الليل وهو يتضرع إلى الله أن ينجِّي مئة من زملائه علقوا طوال الليل في المبنى.
كان الطيب الذي يعد من كوادر شركة الاتصالات "تيليكوم" وأصله من هرات، غرب أفغانستان، مع زملائه يستعدون لحضور مؤتمر سنوي في الفندق الذي هاجمه 4 مسلحين.
بدأ الهجوم مساء السبت ولم ينته إلا صباح الأحد بعد قتل كل المهاجمين.
وتفيد حصيلة مؤقتة أن 6 أشخاص هم 5 أفغان وأجنبية لم تعرف جنسيتها، قتلوا.
وكان عزيز الطيب يعتقد أنه لن ينجو. فقد كتب على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بعيد بدء الهجوم "ادعوا من أجلي، لن أخرج من هنا حياً".
ووصف ما حدث بعد ساعات لفرانس برس قائلاً "كان الناس يمضون وقتاً ممتعاً وفجأة راحوا يصرخون ويجرون مثل المجانين مع آخرين بالقرب من المسبح قبل أن يتم إنقاذهم". أصيب بعضهم بالرصاص وسقطوا أرضا".
نجح هذا المدير الإقليمي لشركة "أفغان تيليكوم" في نهاية المطاف في الاخنباء وراء عمود ثم هرب مع آخرين بالقرب من المسبح قبل ان تتم إغاثته.
وقال بصوت مضطرب إنه من مخبئه "كنت أسمع دوي انفجار تلو الآخر، قنابل يدوية.. استخدموا الكثير من القنابل اليدوية".
وأضاف "رأيت 5 أو 6 جثث خارج الفندق بينما كانوا يرافقوننا إلى الخارج كانت الطوابق الثاني والثالث والخامس (في المبنى) تشتعل. الطابق الخامس دمرته النيران".
وظهر في لقطات بثتها شبكة تولو نيوز أشخاص يحاولون الهرب بالنزول من الشرفات مستعينين بأغطية ربطت ببعضها. وسقط واحد من هؤلاء على الأقل.
وبعد ذلك كتب الطيب "خرجت لكن نحو 100 من زملائي وأصدقائي ما زالوا عالقين بين الحياة والموت. ادعوا لهم بالنجاة".
وقالت وزارة الداخلية إن شخصا واحدا من المشاركين في المؤتمر قُتل.
"فروا دون أن يتصدوا" للمهاجمين -قال موظف في الفندق في اتصال هاتفي مع فرانس برس طالبا عدم كشف هويته، إن حراس الفندق "فروا ون أن يتصدوا" للمهاجمين.
وصرح هذا المحاسب البالغ من العمر 24 عاما وكان في الفندق عند وقوع الهجوم "حراس جدد من شركة خاصة والمشكلة الكبرى هي أنهم لم تكن لديهم أي خبرة في مراقبة" الأفراد والسيارات التي تدخل المجمع.
وأوضح أنه فريق جديد يعمل بموجب عقد منذ مطلع العام مع فندق انتركونتيننتال غير التابع لشبكة الفنادق الدولية التي تحمل الاسم نفسه.
وكان ناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صرح بأن شركة خاصة جديدة تولت أمن الفندق مطلع يناير وتعذر الاتصال بإدارة الفندق للتعليق.
والشاب الذي يعمل في الفندق منذ سن السادسة عشرة نجا من هجوم سابق لطالبان على المبنى أسفر عن سقوط 21 قتيلا.
وقال "كنت هناك عندما وقع الهجوم الأول. هذه المرة عرفت من أين يمكنني الهرب".
ورغم خوفه، يقول الشاب إنه سيبقى في عمله "فليس لدي خيار آخر".
يستقبل انتركونتينتال كابول غير التابع لسلسلة الفنادق الدولية التي تحمل هذا الاسم حفلات زفاف ومؤتمرات واجتماعات سياسية. وتجذب شرفته المضاءة التي تطل على المدينة الطبقات الميسورة.
والفندق يعمل منذ سبتمبر 1969.
منذ الهجوم الأول تم تعزيز اجراءات الامن فيه. لكن صحافية من وكالة فرانس برس لاحظت السبت قبل ساعات من الهجوم أنه يمكن تجاوز عمليات التفتيش عند مدخل المبنى بسهولة عبر القفز فوق الحواجز.
وصدرت تحذيرات قبل 48 ساعة من احتمال وقوع هجمات على أماكن يرتادها أجانب ودفعت الأمم المتحدة وبعض السفارات إلى إعلان حالة تأهب.