قمة فرنسية بريطانية الخميس تطغى عليها المخاطر الأمنية
تيريزا ماي وماكرون
تستقبل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماري اليوم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قمة ثنائية تركز خصوصا على مسائل الأمن والحدود والدفاع، فيما أعلنت لندن أنها ستزيد مساهمتها المالية لمراقبة الحدود في كاليه.
وأعلنت بريطانيا أنها ستدفع 44,5 مليون جنيه (50 مليون يور) إضافية لتعزيز الأمن حول منطقة كاليه الفرنسية، إثر طلب ماكرون، الذي يلتقي برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في قمة مهمة مرتقبة الخميس.
وذكرت متحدثة باسم الحكومة البريطانية "أن ذلك مرتبط بالاستثمار وتعزيز أمن الحدود البريطانية".
وستخصص الأموال الإضافية لبناء سياج وكاميرات مراقبة، وتكنولوجيا الرصد في مدينة كاليه الساحلية في شمال فرنسا قبالة السواحل الإنكليزية بالإضافة لنقاط أخرى على بحر المانش، يحاول منها المهاجرون باستمرار العبور صوب الساحل الإنكليزي باستخدام العبارات أو القطارات أو الشاحنات.
وسيضاف هذا المبلغ الجديد إلى نحو 100 مليون جنيه تخصصها لندن بالفعل إثر اتفاق حدودي، سابق بين البلدين يجرى التفاوض مجددا بشأنه الآن وسيوقع عليه الخميس.
وتسعى رئيسة الوزراء البريطانية والرئيس الفرنسي إلى تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الغرهاب وأزمة الهجرة، في حين تحاول بريطانيا تعزيز العلاقات مع جيرانها قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي العام المقبل.
وتلتقي تريزا ماي مع إيمانويل ماكرون في زيارته الرسمية الأولى لبريطانيا، في قاعدة عسكرية قرب لندن، في قمة تريد أن "تعكس مدى اتساع نطاق العلاقة بين بريطانيا وفرنسا"، بحسب مسؤولين بريطانيين.
وقالت ماي في بيان قبل القمة المرتقبة، إن "قمة اليوم تؤكد أننا سنظل ملتزمين الدفاع عن شعبنا ومتمسكين بقيمنا كديموقراطيات ليبرالية في مواجهة أي تهديد سواء في وطننا او في الخارج".
وتابعت "لطالما امتدت صداقتنا لما هو ابعد من الدفاع والأمن ونطاق نقاشات اليوم يمثل الطبيعة الواسعة والفريدة" للعلاقات بين البلدين.
وتأكيد لهذا "الوفاق الودي" بين باريس ولندن ستعلن ماي وماكرون بادرة صداقة تتمثل في برنامج تبادل تحف فنية بينها "احتمال اعارة" لوحة "نسيج بايو" الشهيرة التي تعود الى القرن الحادي عشر ميلادي وتؤرخ لغزو النورمانديين لانكلترا، لكن "ليس قبل 2020"، بحسب الرئاسة الفرنسية.
واللوحة البالغ طولها 70 مترا بعرض 50 سم ترمز الى العلاقات التي كثيرا ما كانت متوترة بين انكلترا والقارة الاوروبية وتجسد خصوصا استعداد دوق نورماندي غيوم الفاتح لغزو انكلترا.
وسيوقع ماكرون وماي "معاهدة جديدة تكمل اتفاقيات توكيه" السارية منذ 2003 لكنها لم تتمكن من انهاء تدفق المهاجرين الى منطقة كاليه في شمال فرنسا قبالة السواحل الانكليزية والتي تشهد منذ سنوات تاثيرات وجود العديد من المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في عبور المانش.
واقام ما يصل الى ثمانية آلاف في مخيمات عشوائية بمدينة كاليه قبل تفكيك مدينة الصفيح المعروفة ب "الغابة" نهاية 2016، وتحسن الوضع قليلا بعد ذلك لكن المشكلة لم تتم تسويتها بالكامل، وتقول السلطات الفرنسية إن بين 350 و500 مهاجر لا يزالون في كاليه لمحاولة عبور المانش بكل الوسائل.
وسيوقع الزعيمان اتفاقا جديدة الخميس لاستكمال الاتفاق الموقع قبل 15 عاما، حسب ما قال مسؤولون فرنسيون.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إن ماي ستوافق على استقبال مزيد من اللاجئين الشباب العالقين في كاليه وزيادة المساعدات المالية لهم.
والمعاهدة الجديدة التي ستكون لها القوة القانونية ذاتها لاتفاقات توكيه، ستنص ايضا على "تعزيز التعاون الامني الفرنسي البريطاني لادارة الحدود".
مواجهة الجهاديين -وتستعد بريطانيا لإرسال طائرات مروحية لتعزيز عملية برخان الفرنسية لمكافحة الإرهاب في مالي في حزمة إجراءات مقرر اتخاذها الخميس في القمة المقرر أن تعلن ماي نشر ثلاثة مروحيات من طراز "شينوك" لتقديم دعم لوجستي للقوات الفرنسية.
وستركز المهمة البريطانية على مالي، حيث تقوم الأمم المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والاتحاد الافريقي بعمليات عسكرية لمكافحة الارهاب والاتجار في البشر وتهريب المخدرات والأسلحة وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن "الاعتداءات الارهابية الاخيرة في انجاء اوروبا تبرز التحدي العابر للحدود الذي نواجهه خلال الحفاظ على أمن مواطنينا".
في المقابل، وافقت فرنسا على ارسال جنود في 2019 للمجموعة القتالية التابعة لحلف شمال الاطلسي في استوينا والتي تقودها بريطانيا.
وأوضح مسؤولون أن القوات الفرنسية ستساهم في البناء على عملية نشر القوات المشتركة في البلد الواقع في منطقة البلطيق والذي زاره الزعيمان سويا العام الفائت.
وستتطرق المباحثات إلى مناقشة الحملة المشتركة على التطرف الالكتروني "لضمان ألا يستخدم الانترنت كفضاء آمن للارهابيين والمجرمين"، حسب ما قال المتحدث باسم الحكومة.
ومن المتوقع أن تخصص بريطانيا 50 مليون جنيه (56 مليون يورو، 69 مليون دولار) كمساعدات إضافية للمتضررين من الاوبئة والكوارث الطبيعية والنزاعات في غرب افريقيا.
وتأمل لندن أن يساهم التمويل في مساعدة 320 ألف شخص بغذاء عاجل ويوفر الحماية لنحو 255 ألف لاجيء.
وتأتي قمة الخميس في اكاديمية ساندهيرست العسكرية، القمة البريطانية الفرنسية الـ35، فيما تسعى بريطانيا لتطوير علاقات ثنائية أقوى مع شركائها الاوروبيين قبل مغادرة الاتحاد الاوروبي في مارس 2019.