عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
تفرق الزوجان، فقد ذهب «أبولبنى» إلى المحافظة ليقدم شكواه ويطلب مسكناً وجاءت زوجة الرجل المهموم إلى باب القصر لتسأل رب البيت: «نفسى فى شقة بعد ما بيتنا وقع وساكنين مع الخرفان».
منزل عبدالحليم باشا مدكور أحد باشوات ما قبل ثورة يوليو عنوانه درب التبانة فى الدرب الأحمر، المنزل الذى يحتل مساحة تصل المنطقة بمسجد فاطمة النبوية على امتداد 2080 مترا، له من التاريخ ما يشهد به أرشيف السينما المصرية فقد سكنت إحدى غرفه الفنانة شادية فى فيلم المرأة المجهولة؛ وبداخله قُتل عباس «كمال الشناوى»، بالإضافة إلى العديد من الأفلام التى كانت تلك العمارة شاهداً عليها مثل فيلم «سونيا والمجنون» و«ضاع العمر يا ولدى».. وهو آخر الأفلام التى تقوم بتجسيدها واقعياً تلك الأسرة ولسان حالها يقول: «عمرنا ضاع فعلا».. يضحك «أبو لبنى» مستعيداً ذكريات أسرته فى هذا المنزل منذ تزوج فيه جده حتى انتهى به الحال ليعيش فيما تبقى منه مع زوجته وطفليه «لبنى» و«محمود».[Image_2]
«البيت ده لوحده فيه 10 أسر هى اللى موجودة لكن فيه شقق كتير أصحابها سايبنها».. حوالى 50 شقة فى هذا العقار شبه المتهدم ومع كل شرخ جديد يبكى عبدالعزيز فهمى محمد متذكراً أبناءه: «دلوقتى ساكنين وسط الأنقاض والخرفان والكلاب مش عارف لو البيت وقع هنروح فين».
يحمل جواباً ممهورا بختم المحافظة يفيد استحقاقه شقة للخطورة الداهمة ولكن حى وسط القاهرة يرفض تمكينه: «لازم سكان البيت كلهم يخلوا، مش هنسلم لكل واحد لوحده يا الكل يا مافيش».
«كنت بشتغل نجار بس».. عندما تعرض لحادث أصيب بعده بارتجاج فى المخ.. نظارته وعجزه عن الرؤية لم يكونا سببا قوياً لدى الطبيب الذى كتب التقرير الطبى لكى يستحق معاش الضمان الاجتماعى فكتب له: «يدّعى بأن نظره لا يتحسن بالنظارة» جملة وصمته بالكذب والادعاء.. «الله يسامحه، كان لازم أكون على نقالة عشان يحس بيا».
صورتان مُعلقتان على جانبى المرآة الوحيدة فى الغرفة التى يسكنها إحداهما لـ «جمال عبدالناصر» والأخرى لـ «السادات» ويتمنى أن يضع أخرى لـ «مرسى» بجوارهما: «يارب يكون فى عقل السادات وقوة عبدالناصر».
غرفة واحدة تتشارك فيها الأسرة كلها الأب والأم والابنان اللذان وصلا للمرحلة الإعدادية، لم يذهبوا يوماً إلى التحرير أو مدينة نصر فهمُهم الأول ليس الدستور ولا صلاحيات الرئيس بل كيف يجدون قوت يومهم وكيف سيكفيهم ما يجمعونه يومياً من ترابيزة السجائر والحلويات على مدخل البيت التى كتب عليها ذلك الشعار الذى لا يتذكرون صاحبه «من أجلك أنت».
أخبار متعلقة
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة