عسكرى الدورية أمام باب الديوان: «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته»
زيه الأسود ووقوفه تحت الشمس لساعات طوال لم يشكل له اختلافا فذلك الزى الميرى الخشن لا يختلف كثيراً عن جلبابه الذى يرتديه فى بلدته أسيوط وشمس القاهرة المُحرقة لا تختلف عن شمس أسيوط فى أيامها الساخنة.
«حسن» عسكرى الدورية أمام ديوان مظالم قصر عابدين زيه الأسود «الشرطى» هو زى تأدية الخدمة العسكرية فى معسكرات الأمن كما يقول: «بس إحنا مش أمن مركزى».. مهمته الأساسية أمام قصر عابدين هى الحراسة التى بدأها مع تحول القصر إلى ديوان مظالم.
لم يكمل تعليمه فكان هذا سبباً كافياً لأن يمضى عامين فى خدمة الوطن ولكن أين سيمضيهما هذا ما لم يتوقعه: «بصراحة ما فرحتش إنى بقيت تابع للشرطة».. لكن وجوده أمام القصر الجمهورى هون عليه الأمر قليلا فمشاكل الناس قربت بينه وبينهم وشعر بأن خوفه من أن يكون تابعاً للشرطة فى هذا التوقيت لم يعد كما كان.
«الناس اللى هنا غلابة أوى وأنا كنت فاكر إن الغلابة فى الصعيد بس».. لم يصدق يوماً أن رئيس الجمهورية من الممكن أن يفتح بابه للمواطنين وأن يقف هو ليكون وسيطاً بين الرئيس ومواطنيه يتلقى طلباتهم ويسمع دعواتهم «غلابة فاكرينا نقدر نتوسطلهم لكن ما باليد حيلة».
«حسن» الابن الثالث فى أسرة مكونة من سبعة أفراد تعيش مثل معظم المصريين: «حالنا ما يفرقش عن الناس اللى جايه هنا».. تمنى لو أنه يقدم شكواه لرئيس الجمهورية لكنه احتار ماذا سيطلب هل شقة فى إسكان محافظته أم وظيفة بعد أداء الخدمة العسكرية أم علاج على نفقة الدولة لأبيه المريض لكن قراره الأخير كان مختلف «اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته».
«والنبى يا حسن خد شكوتى قدمها معاك لما تنزل م الأجازة».. جيرانه فى قرية «بدارى» بأسيوط عندما عرفوا أن مهمته الجديدة هى وقوفه أمام ديوان المظالم طلبوا منه أن يحمل مظالمهم إلى الديوان ليصبح رسول شكواهم: «ما ينفعش يا إخوانا.. أنا شغلتى تمنعنى، يا ريتنى كنت أعرف والله ما أتأخر».
أخبار متعلقة
جوه ديوان المظالم بيحكى محكوم لحاكم.. عن الليالي الكحيلة
موظفو «ديوان القبة»: من نعيم زكريا عزمى إلى مظالم «ديوان مرسى»
ديوان قصر عابدين: فتحه المخلوع لتلقى الشكاوى.. لكنه لم يعمل إلا فى عهد مرسى
«هبة» أصغر بائعة لاستمارات التظلم أمام الديوان: «نفسى فى عروسة بتتكلم»
من سوهاج والمنيا والبحيرة والإسكندرية إلى ديوان المظالم بحثا عن «العدل والحل»
نائبون عن أبنائهم وأشقائهم جاءوا ليشكوا «الخط الساخن» لأنه أصبح «باردا»
«طريف» جاء ليزور أقاربه.. فأصبح «عرضحالجى ديوان المظالم»
عبد العزيز وزوجته.. مطلب واحد وجهتان للشكوى
يوم كامل قضته «الوطن» على رصيف «الشكوى لغير الله مذلة»
«تهانى» رضيت أن يكون راتبها 40 جنيها.. فاستكثرت الحكومة الرقم وقررت إيقافه
جاء يقدم شكواه وجلس ينتظر الرد.. وبالمرة يسترزق
خالد حمل صورة ابنته ضحية الإهمال الطبى واشترط: محاكمة الأطباء وضم ابنتى للشهداء
خاف على ابنيه من «البطالة» التى عانى منها 16 سنة.. فأخرجهما من المدارس وعلمهما صنعة
«عاليا» رحلة 30 سنة من البحث عن مأوى.. وحياة