أستاذ تاريخ: مطالبة السودان بحلايب مجرد حجة لإذكاء التوتر
الرئيس السوداني عمر حسن البشير - أرشيفية
قال الدكتور سيد فليفل، أستاذ التاريخ وعميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية الأسبق، إن مطالبة السودان بحلايب مجرد حجة لإذكاء التوتر لأن مصرية حلايب ليست محل شك، وقد تحدثت ذات مرة في حضور عدد من النخبة السودانية في أكبر جامعة هناك ولم يعارضني أحد في أن خط العرض 22 وفقا لاتفاقية الحكم الثنائي عام 1899 هو الحد الفاصل بين البلدين وأي قرارات صدرت بموجب هذه الاتفاقية كانت مجرد قرارات لا تغير من الحدود شيئا.
وأضاف دار الوثائق السودانية نفسها تضم الوثائق البريطانية التي توضح أن الحدود هي خط العرض 22 ولا توجد خطوط أخرى، وكتاب "الجغرافيا العسكرية للشرق الأوسط" الصادر عن وزارة الحربية المصرية عام 1948، أي قبل أن يعلن "فاروق" نفسه ملكا لمصر والسودان، تضمن 5 خرائط كلها تعتمد على خط 22 كخط حدود بين البلدين، وبالمناسبة الغالبية من السودانيين ترى أن وجود حلايب في مصر يساوي وجودها مع السودان.
أضاف "فليفل" لـ"الوطن": "سواكن جزء من ولاية الحبش العثمانية التي نشأت في العام 1551 وكان هدفها حماية الحرمين الشريفين من السفن الاستعمارية البرتغالية في القرن الـ16 التي اعتادت العدوان على ميناءي جدة (السعودية) والقلزم (السويس) المصري، فقررت الدولة العثمانية، اتقاءً لشرهم إغلاق البحر أمامهم، وولاية الحبش، سميت كذلك لقربها من الحبشة، وضمت جدة وسواكن وعصب ومصوع في إريتريا وزبيد في اليمن.
وتولى محمد علي إدارة الميناء مكافأة لابنه إبراهيم باشا على هزيمة الوهابيين في الحجاز ونجد لكن الخديوي عباس، الذي لم يكن راغبا في التوسع، رد هذه الولاية، فعادت للعثمانيين ثم طلبها إسماعيل وظلت تحت إدارته حتى نهاية حكمه، في هذه الفترة قام إسماعيل بعملية تطوير واسعة لميناء سواكن شملت المباني القائمة الآن ورصيف يصلها بالبر لذلك كان من الأنسب أن يطلب البشير صيانة الآثار ممن أنشأها وهم المصريون إذا كان الترميم هو الهدف".