من الـ«توك توك» لـ«الأوبرا».. حلم «المصرى» عازف الناى
هانى رزق
ساعات طويلة قضاها هانى رزق، الشهير بهانى المصرى، برفقة خاله، صانع النايات البلاستيكية، طفولة عامرة بالموسيقى جعلته يرى نفسه مبكراً للغاية فى صورة وحيدة «عازف مشهور فى دار الأوبرا» لكن الرياح تأتى بما لا يشتهى، فالرجل الأربعينى الذى يواصل العزف على الناى من عمر الـ12 عاماً، لم يصل فى حياته لما تمناه حقاً.
ملاحظ فى «النقل العام» صباحاً.. وسائق «بعد الضهر»
«الصبح ملاحظ فى هيئة النقل العام، وبعد الضهر سواق توك توك» داخل مركبته السوداء الصغيرة يتحكم الرجل فيما يستمع له الركاب: «المهرجانات ممنوعة بتاتاً، مش مناسبة لسنى، وإن كان ضرورى شعبى يبقى عدوية وعبدالباسط وأحمد شيبة، خصوصاً عدوية، أغانيه كلها نايات» فى شوارع مصر القديمة يواصل التنقل بـ«التوك توك»: «ضغط الشغل وأكل العيش خلانى ما أقدرتش أنمّى موهبتى، ونفسى ألاقى حد محترف يعلمنى أصول العزف»، مع ذلك يواصل هانى الولوج إلى موقع «يوتيوب» من أجل تعليم نفسه ذاتياً: «بحاول أتعلم المقامات والسلم الموسيقى لكن على قدى».
لا تكفيه الساعات القليلة أمام الكومبيوتر فى إشباع شغفه بتعلم العزف على الناى: «التعلم على الحقيقة حاجة تانية طبعاً». ما زالت أمنيته بالدراسة فى معهد الموسيقى تطارده، لكن مؤهله الذى توقف عند الشهادة الإعدادية لا يتيح له الكثير، يشبع شغفه بمزيد من العزف وامتلاك النايات التى وصل عددها 14، لم تكلفه المجموعة فأكثرها من صنع يديه: «بعملهم من المواسير البلاستيك وصوتهم ما يفرقش كتير عن الجاهزة»، لا تزال تلك الأمنية تطارده: «أمنية حياتى أتعلم وأوصل لدار الأوبرا».