الشعب الإيرانى يثور على «ولاية الفقيه»
على خامئنى
بخطابات حماسية زرعوا فى الشعب روحاً ثورية، بعد استيلائهم على الحكم فى أواخر السبعينات، صدّروا ثورتهم إلى بقاع عدة فى المنطقة لاستعادة حضارة الفرس، وحرّضوا شعوباً كثيرة على الثورة فى وجه حكامهم، وحينما غفلوا عن رعاية شعبهم، هبّ ثائراً -كما علّموه- ليُسقط الفساد والديكتاتورية التى غلّفها نظام دينى يرفع شعار «يالثارات الحسين».
لم يأبه الإيرانيون بالرمز الدينى الذى دهسوا صوره تحت أقدامهم، ولم يتحسّبوا لبنادق الحرس الثورى حينما وجّه جنوده فوهاتها إلى صدورهم، احتلوا الشوارع والميادين فى 70 مدينة إيرانية من أجل الخبز والعمل وهم يهتفون بسقوط الديكتاتور ويتمنون موته، لتبدأ مرحلة دراماتيكية جديدة فى طهران لن تنتهى بقمع المظاهرات، ليظل الشعب فى حالة ثورية إلى أن يحصل على مطالبه العادلة فى حياة كريمة.
خروج الجماهير الغاضبة للشوارع نتيجة طبيعية لممارسات النظام الإيرانى وسوء الأوضاع الاقتصادية
خروج الجماهير الغاضبة للشارع كان نتيجة طبيعية لممارسات النظام الإيرانى الذى فرض ميزانية متقشفة، مؤخراً، شملت رفع أسعار المحروقات وزيادة الضرائب، ما تسبّب فى حالة من الإحباط بين المواطنين الذين عاشوا على أمل تحسُّن الأوضاع الاقتصادية عقب توقيع الإصلاحيين «الاتفاق النووى»، وفق وعود الرئيس «روحانى»، وفى الوقت الذى زادت فيه نسب البطالة وتفشى الفقر بين مختلف الطبقات الاجتماعية، تنفق الدولة مليارات الدولارات على ميليشياتها المسلحة فى سوريا والعراق واليمن وبيروت، ما كان مدعاة للثورة فى دولة حُبلى بالفقر والجوع والغضب، ليستيقظ النظام الحاكم وأركانه على هزّة عنيفة أقضّت مضاجع الملالى فى قصور الحكم المترفة.