مشاريع مصر الجديدة.. حصاد "الإيد الشغالة" في 2017 يظهر في العام الجديد
مدينة العلمين الجديدة
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كشفت حسابات الحكومة المصرية، عن خطة التنمية المستدامة المقررة لعام 2017 تضمنت عددا من المحاور الرئيسية، شملت خطة تنمية كل من محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب عدد من المدن الجديدة كمدينة العلمين والمنصورة ودمياط، وحينها كانت هذه المشاريع بمثابة حلمًا بعيد المدى، إلا أنه سرعان ما ظهرت ملامحها وأضحت حقيقة واضحة على أرض الواقع قامت بسواعد رجال الوطن عمال ومهندسين وفنيين وإداريين، كخلية نحل كل يعمل فيها ليلا ونهارا، يستقبلون عامهم الجديد بحصد ثمار ما زرعوه من جهد وتعب.
"العاصمة الإدارية الجديدة"، ذاك المشروع الذي كان حلمًا لرؤساء سابقين، تحقق في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما أعطى إشارة البدء فيه عام 2015، لتكون مدينة إدارية صممت وفقًا للمستويات العالمية من البنى التحتية، ولم يمض سوى عامين حتى تزينت العاصمة بأولى مشروعاتها القومية وهو افتتاح فندق الماسة كابيتال في أكتوبر من عام 2017 في إنجاز وصفه.
الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بـ"أول مشروع يتم تنفيذه في وقت قياسي"، ومتوقع أن يكون نهايته في عام 2018 "مدينة العلمين الجديدة".
ثمار العمل في العلمين والمنصورة ودمياط الجديدة تظهر في 2018
خارج حدود القاهرة الكبرى، وتحديدا من الكيلومتر 107 حتى الكيلومتر 123 غرب الإسكندرية تقع مدينة العلمين الجديدة، إحدى الإنجازات الكبرى التي صدر قرار بتأسيسها في عام 2015، وأصبحت حقيقة على أرض الواقع في عام 2017، كمدينة جذب سياحي لا تقل جمالا عن المدن السياحية الكبرى شرم الشيخ والغردقة، حسبما وصفها محمد أبو العينين، أحد المسؤولين التابعين لهيئة المجتمعات العمرانية والعاملين بمدينة العلمين الجديدة.
وبدأ العمل داخل المدينة قبل عامين اجتاز خلالهما العاملين عدة مراحل كان أصعبها، المرحلة الأولى وتمثلت في التأكد من إزالة جميع الألغام من الأرض، وحسب حديث أبو العينين لـ"الوطن": "خدنا حوالي 8 شهور عشان نشيل الألغام قبل ما ننزل أي عامل في الموقع".
عامان ونصف من الزمن، قضاها العاملون بالعلمين الجديدة، كان العمل فيها على مدار الساعة، وسط الرمال وآلات الحفر، بدأوا بتأسيس البنية التحتية للمدينة المتمثلة في شبكات المرافق كحجر أساس لإقامة الأبراج السكنية والفنادق والمحلات التجارية وغيرها من معالم المدينة السياحية، "قسمنا المدينة أجزاء كل جزء بينتهي من تأسيس شبكات المرافق فيه بنجهزه وفقا لأحدث مستويات البناء بأعداد عمال تقدر بالألاف"، حسب قول أبو العينين.
"تعب 2016 و2017 هيظهر في 2018".. هكذا عبر أبو العينين عن ترقبه هو والعاملين معه بالعلمين الجديدة للعام الجديد، المقرر أن يبدأ فيه تسليم العديد من الوحدات السكنية كمرحلة أولى من المشروع، خلال الأشهر القليلة المقبلة حتى نهاية العام، "تقريبا في صيف 2018 هتكون المدينة جاهزة بأعلى مستوى من البناء كمدينة جذب للسياحة العالمية".
"المنصورة الجديدة ودمياط الجديدة"
على غرار المستوى السابق من البناء والتشييد، شهد شهر أغسطس من عام 2017، ميلاد مدينة المنصورة الجديدة أو"نافذة الدلتا السياحية" التي تقع على الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وتم تخطيطها لتضم كل أنواع الإسكان الاجتماعي ودار مصر وأبراج عالية، إضافة إلى خدمات ترفيهية كالمولات والأسواق، وبعد مرور 4 أشهر فقط، استطاع العاملين بها إنجاز نحو 35% من المرحلة الأولى، حسب قول المهندس محمد رجب، رئيس جهاز تنمية دمياط الجديدة والمنصورة الجديدة.
العمل ليلا ونهارا على قدم وساق في جميع المحاور وبكافة الاتجاهات، مشهد ثابت في كافة مواقع العمل بالمدينة، وأكد "رجب" لـ"الوطن": أن "2017 بالنسبة لينا كانت سنة شغل متواصل وصلت المدينة لنسب عالية من الإنجاز في البناء هيظهر ملامح إنجازنا في 2018".
"لم تختلف ملامح المشهد السابق كثيرا بالنسبة لمدينة دمياط الجديدة، التي أكد رجب أن العمل يجري فيها وفقا لأوامر الرئيس، ما بين أعمال تطوير لرفع كفاءة الطرق، وإنشاء موقفين إقليميين يخدم المدينة والمحافظات الأخرى لحل مشكلات الطرق والانتقال، إضافة إلى تطوير منطقة الشاطئك "هيكون ليها سحر خاص وتكون منطقة جذب سياحي"، حسب قوله.
"مشاريع تنمية محور القناة" في ديسمبر الجاري، وقبل أيام قليلة من عام 2018، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، كوبري الشهيد المنسي بالإسماعيلية، وكوبري الشهيد أبانوب بالقنطرة شرق، ضمن خطة الدولة لتنمية مدن القناة، وطيلة العام الماضي، عكف القائمون على المشروعين بالعمل ليلا ونهارا لمدة تصل 12 ساعة يوميا، وكان نقل المخلفات التي تصل إلى 3 مليون متر مكعب من هذه المنطقة تحديًا كبيرًا اجتازه العمال والمهندسين، حسب قول المهندس محمد سعيد، أحد العاملين بمشاريع تنمية محور القناة، ومشاريع الأنفاق جنوب بورسعيد.
وتتضح نتائج هذه المشاريع ويعم خيرها على أهل هذه المناطق وأهل سيناء مع بداية 2018، وحسب حديث سعيد لـ"الوطن": "اللي اتعمل في 2017 هيبان في 2018 هتبان التنمية في مدينة الإسماعيلية وهتنخفض الأسعار نتيجة تقليل مسافات النقل بعد عمل الكباري لاختصار الطريق".
"خلال 2017 حفرنا النفق الأول في أنفاق بورسعيد وتم خروج ماكينة الحفر، وخلال أيام قليلة مع بداية 2018 هتخرج ماكينة الحفر التانية الخاصة بأنفاق جنوب بورسعيد"، هكذا وصف المهندس سعيد ما تم إنجازه في مشاريع الأنفاق بجنوب بورسعيد، في عام 2017، ضمن مخطط تنمية مدن القناة والمقرر تكملتها مع بداية 2018، وحسب حديثه، "الكل شغال بمجهود كبير لإتمام التجهيزات المتبقية للانتهاء من تشييد الأنفاق خلال العام الجديد".
"بركة غليون"
في نوفمبر من عام 2017، خرج مشروع بركة غليون للاستزراع السمكي إلى النور، بعد عام ونصف من العمل، وصفه اللواء سيد نصر محافظ كفر الشيخ، بـ"درة من الدرر التي أُنشئت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي"، حيث تعتبر أكبر مزرعة سمكية بالشرق الأوسط.
أحمد عبدالسلام، مدير الإنتاج بمشروع بركة غليون، يعتبر ما تم في عام 2017 إنجازا كبيرا لصالح البلد يساعد في تقوية اقتصاد البلد، إضافة إلى كونه مشروعا نظيفا يعمل بالطاقة النظيفة، ستتضح نتائجه خلال عام 2018 ، وحسب حديثه لـ"الوطن" يساهم المشروع في انخفاض أسعار الأسماك بشكل كبير: "المواطن البسيط هياكل سمك بسعر معقول وكل ده هيبان قدام".
"هضبة الجلالة"
"هضبة الجلالة" أحد المشروعات الكبرى الذي انطلق في 2015 تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمقرر الانتهاء منه العام الجديد 2018، كانت الأرض هناك جبلا كبيرا تم هدمه بالديناميت وشق طريق في الجبل وعمل طريق مزدوج لإقامة المدنية، وحسب تصريحات المهندس محمد الفقي، أحد العاملين بالمشروع، لـ"الوطن": "الشغل 12 ساعة يوميا لإنجاز المشروع في شهر مارس 2018 هيبان تعبنا ومجهودنا".