مداهمة 45 شقة مفروشة وتمشيط ظهير حلوان الصحراوى.. وجيران «مارمينا» يحرسونها ليلاً
بكاء أهالى وجيران ضحايا الهجوم على كنيسة «مارمينا»
داهمت قوات الأمن المركزى والعمليات الخاصة والأمن الوطنى 45 شقة مفروشة فى حلوان، بحثاً عن العناصر الإرهابية الهاربة فى خلية الإرهابى إسماعيل إسماعيل مصطفى، منفذ الهجوم الغادر على كنيسة مارمينا، فى شارع مصطفى فهمى بحلوان، وفحصت قوات الشرطة الملفات الجنائية الخاصة بعدد من المشتبه بهم خلال عمليات المداهمات الأمنية لتلك الشقق. وواصلت قوات الأمن عمليات التمشيط للظهير الصحراوى فى حلوان، وقامت بمداهمة البؤر الإجرامية التى تؤوى العناصر الخطرة، واستمرت فى عمليات التمشيط لتلك المناطق طوال ليلة أمس الأول، وتحفّظت القوات على الأسلحة النارية والطلقات التى عُثر عليها مع عناصر جنائية أثناء هذه المداهمات فى المناطق الجبلية.
وتحفّظت الأدلة الجنائية على 50 فارغاً من الأعيرة النارية أمام كنيسة مارمينا و88 فارغاً فى شارع أحمد بدوى فى مكان ضبط المتهم، بعد إصابته برصاصة من جانب العميد أشرف عبدالعزيز، مأمور قسم شرطة حلوان، وبدأت الأدلة الجنائية فى أعمال فحص الفوارغ والطلقات التى عُثر عليها مع الإرهابى داخل 5 خزائن، وهى 150 طلقة نارية وبندقية آلية عُثر عليها مع الإرهابى.
وكشفت الداخلية عن أن الإرهابى منفذ حادث مارمينا «إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى»، 33 سنة، عامل ألوميتال من منطقة حلوان، وأنه كان يتّخذ من المناطق الزراعية بمحافظات الصعيد أوكاراً لاختبائه، وأنه من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة والمطارد من قِبَل قوات الشرطة، وأن آخر هجوم نفّذه كان على أحد المقاهى فى قرية العامرية بمركز العياط يوم 23 ديسمبر، وأسفر عن مصرع 3 أفراد وإصابة 5 آخرين فى القضية رقم 5885 لسنة 2017 إدارى العياط، نظراً لقناعته بتكفير من يلعبون «الطاولة» بالمقاهى.
الإرهابى قتل 3 وأصاب 5 فى هجوم على مقهى بـ«العامرية» لقناعته بتكفير من يلعبون «الطاولة».. وسرق سيارة مواطن العام الماضى.. والتحفّظ على قنبلة يدوية و5 خزائن بداخلها 150 طلقة نارية و138 فارغاً فى مكان ضبط المتهم بشارع أحمد بدوى
وفى محيط الكنيسة، التف عشرات من المواطنين من أبناء المنطقة حولها عقب الهجوم، واستمروا طوال ساعات ليل أمس الأول، من أجل حمايتها، كما قاموا بتقديم واجب العزاء إلى أسر ضحايا الهجوم الإرهابى الخسيس، وصبّ الحاضرون جام غضبهم على تلك العناصر التى تنفذ تلك العمليات الخسيسة وتستهدف الآمنين العزل.
«ناس مالهاش ملة ولا دين»، بتلك المقولة نعت الحاضرون تلك العناصر التى تحمل السلاح لقتل المواطنين الأبرياء وقوات الجيش والشرطة التى تتولى الدفاع عن الوطن وتدفع كل يوم الدماء من خيرة أبنائها من أجل الحفاظ على تراب الوطن، وتحدّث الأشخاص الحاضرون أمام الكنيسة عن الدور البطولى الذى لعبته الشرطة والأهالى فى منع دخول الإرهابى الكنيسة، ومنع مذبحة كبرى، خصوصاً أن منفذ الجريمة كان يمسك بندقية آلية ويطلق الرصاص على المارة بشكل عشوائى أمام الكنيسة بعد أن تمكن من قتل أمين الشرطة وإصابة المجند داخل الكشك المعدّ لأعمال الحراسة.
وقال سامح عيد، 33 سنة، «عامل»: إن ما حدث لن يُرهب المواطنين وقوات الشرطة والجيش، وإن الدولة ستنتصر على الإرهاب الأسود مهما حدث، وإننا سنمضى فى حرب الإرهاب ومواجهته حتى آخر نفس فينا، سواء كنا مسلمين أو مسيحيين. وأضاف أن ما شاهده من الإرهابى الذى لديه حب لسفك الدماء يشير إلى أن هؤلاء الأفراد لا يعرفون شيئاً عن الإنسانية، وقال إنه شاهد الإرهابى يطلق الرصاص فى الهواء بشكل عشوائى، مما أسفر عن سقوط أمين الشرطة وعدد من المواطنين أمام عينيه، وأنه لم يستطع التحرّك من مكانه بسبب كثافة الطلقات النارية، وأنه كان يقف بجانبه مجموعة من أصدقائه ومن المارة، الذين وقفوا عاجزين عن التصدى للمجرم الذى بدأ بعدها فى إطلاق دفعة من الأعيرة النارية على باب الكنيسة، وتمكن من قتل أحد الأفراد، ويدعى «عماد» أثناء محاولته غلق باب الكنيسة من الداخل، ونجح بالفعل بمعاونة آخرين فى غلق الباب أمام الإرهابى الذى كان يريد دخول الكنيسة لتفجير العبوة الناسفة التى كان يحملها فى حقيبة على ظهره.
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن وأجهزة التحقيق تتابع الحالة الصحية للإرهابى مع الأطباء حتى تتمكن من استجوابه بعد إصابته بأعيرة نارية من جانب القوات التى وصلت عقب الحادث بدقائق، لتعزيز الخدمات الأمنية المكلفة بأعمال تأمين الكنيسة. وأضافت المصادر أن الشرطة عثرت على بندقية آلية و5 خزائن، وبداخلها 150 طلقة وقنبلة يدوية تمكن خبراء مفرقعات من تفكيكها قبل التفجير فى شارع أحمد بدوى.
وأضافت المصادر أن قوات الشرطة أعادت صباح أمس تمشيط محيط الكنيسة بمعرفة خبراء المفرقعات للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة زرعت من جانب منفذ الهجوم الإرهابى، خشية أن تكون سرعة انتقال قوات الشرطة إلى مكان الحادث ومساهمتها فى التصدى للهجوم الإرهابى قد حال دون تفجير الكنيسة بعبوات ناسفة.