بيت «العريان» العمرانية.. انتهت «نفحات» التطوير
«ذكريات عام فى النظام الحاكم» هى ما تبقّى من الشخصية الجدلية التى طالما أثار كلامها ضجيجاً شعبياً بين كافة الأوساط، غاب صوته.. توارى جسده.. وبقيت سيرته حديث الألسنة، اختفاء د. عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، لغز يثير فضول جيرانه قبل باقى الشعب فى عموم القطر المصرى، نتيجة واحدة تؤكد توقف تردد العريان على بيته منذ «30 يونيو» وبقاء أسرته فقط قبل اللحاق به، حسب شهادات جيران القيادى الإخوانى.
«نفحات» نالها سكان شارع «سليمان محمد» بمنطقة العمرانية كرامة لساكن العقار رقم «5» بعد صعود جماعة الإخوان إلى الحكم «تنظيف مستمر ورصف الطريق».. هرباً من القلق السياسى سافر «أشرف»، أحد جيران العريان، إلى الإسكندرية: «كان راجل كويس ييجى ويروح مع السواق ويصلى معانا وبعدين اختفى»، حسب الميكانيكى الأربعينى، قائلاً عن تبعات «30 يونيو» على مقر إقامة القيادى الإخوانى: «محدش بيعتب هنا خالص»، أمام بيت «العريان» رسائل ثورية بعث بها معارضو الإخوان على الحائط المقابل، منها: «يوم الأربع العصر مرسى برّه القصر.. اكتب على حيطة الزنزانة حكم المرشد عار وخيانة»، شقتان تعيش فيهما أسرتا العريان وابنه د. إبراهيم داخل البرج السكنى الضخم.. زوجة حارس العقار تتبرأ من استمرا سكن العريان وأسرته بداخله وتقول هروباً من الكلام عنهم: «خلاص عزلوا ومشيوا ومحدش قاعد هنا خالص».
يلقى بجسده على سيارة واقفة، لا يحجب «عم عاطف» رأيه فى الجار الإخوانى: «ربك والحق كنت أصلى الفجر وراه مفيش يوم ماكانش يعيط فى الصلاة»، يسكت برهة ويواصل: «كان بيقول كلام يقطع القلب لو حجر هيتحرك»، حسب حارس عقار بجوار منزل العريان، مؤكداً عدم وجود حراسات له أو منزله. يسخر الرجل البسيط من هروب «العريان» وطلب القبض عليه قائلاً: «بيقولوا اللى يعرف مكانه ياخد 200 ألف دولار لو هنا كنت سلمته وأخدت 50 ألف بس أو حتى ببلاش»، حسب كلام عاطف.. «محمد عبدالعال» يوضح أن اختفاء العضو الإخوانى بدأ من فبراير الماضى، مفسراً: «كان ييجى بعربيته بالليل متأخر وأحياناً يعمل تمويه بعربيات غريبة»، يؤكد صاحب مقهى بجوار منزل العريان أن ابنه «إبراهيم» وزوجته غادرا المنزل قبل 20 يوماً فقط، لا يحمل الرجل الثلاثينى للعريان بغضاء: «معملش لحد حاجة وحشة.. نكرهه ليه؟؟»، وفقاً له.
على بعد 3 عقارات من بيت عصام العريان.. يجلس داخل معرض سيارات، شاهداً على تحركاته اليومية: «بقالى 7 سنين جاره بس ماكانش يظهر غير أوقات الصلاة بس»، حسب قول وائل أحمد، موظف بمعرض السيارات، مضيفاً: «آخر مرة ظهر هنا كانت يوم 26 أو 27 يونيو بالليل وبعدها اختفى خالص»، حاملاً وجهة نظر تهاجم الحتمية القدرية التى وضعته بجوار منزل الرجل الإخوانى: «تضررنا فى أكل عيشنا بشكل غير مباشر عشان الخوف من المظاهرات فى الفترة اللى فاتت كنا نقفل أغلب الوقت»، الشاب الثلاثينى يشيد بأخلاق «العريان» ويصفه بالإنسان المحترم، منتقداً أبناء المنطقة المتقربين منه: «اللى كانوا يجروا وراه عشان المصالح والخدمات راحوا فين دلوقتى؟»، حق «الجيرة» دفع «رامى» للتعاطف مع انهيار مكانة عصام العريان واختفائه، يقول: «بس الدنيا والسياسة ملهمش أمان».. مضيفاً أن ما فعلته جماعة الإخوان من جرائم جعلتهم مكروهين حتى من الناس العادية: «مينفعش يرجع عشان فى الأيام الأخيرة كان يتشتم ويتهان فى الشارع»، كما قال.
اخبار متعلقة
بيوت «الإخوان» حكايات وشهادات.. وذكرى تنفع المؤمنين
فيلا «صفوت حجازى»: مقصد الأمن.. والحرامية
بيت «البلتاجى» المتبقى.. لافتة «عيادة» حطمها الاهالى
بيت الشاطر «الداخلية» كانت تحرسه.. والزوجة والأبناء يبحثون عن «خروج آمن» والجيران انتهت أيام «القلق»
مكتب «الشاطر» اسمه «نهضة مصر».. وطبيعة العمل: مقابلة الضيوف وإدارة نشاط الإخوان و«أشياء أخرى»
شقة «مرسى» كل ما بقى «كولدير» يحمل اسم «المشير»
فيلا «بديع».. قلعة محصنة بالفولاذ
بيت باسم عودة الوزارة.. نقطة التحول الكبرى