لماذا تولت تركيا إدارة جزيرة "سواكن" السودانية؟.. خبراء يجيبون
البشير وأردوغان
تواجد تركي جديد في البحر الأحمر، تم الإعلان عنه أمس على هامش زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأولى إلى الخرطوم منذ استقلالها في خمسينات القرن الماضي، فتركيا ستستخدم جزيرة "سواكن" السودانية لفترة غير معلومة.
وأعلن الرئيس التركي، في ختام جلسات المنتدى الاقتصادي المشترك بالخرطوم، عن أن نظيره السوداني عمر البشير وافق على أن تتولى تركيا خلال فترة زمنية لم يحددها إعادة الإعمار وترميم الآثار في جزيرة سواكن.
ولمعرفة الأسباب التي دعت السودان وتركيا لعقد مثل هذا الاتفاق، تواصلت "الوطن" مع عدد من الخبراء حيث قال رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القرار السوداني التركي في منتهى الخطورة حيث يحمل الأمر تدويلًًا للأمن في منطقة البحر الأحمر.
وتابع، أن الأمن كان هناك طول العقود السابقة إقليميًا ما عادا وجود إسرائيل فقط في الشمال لكن الأمر اختلف حاليًا حيث تم إنشاء عديد من القواعد العسكرية الأجنبية في منطقة شرق أفريقيا على الخصوص.
وأضاف "حسن"، لـ"الوطن"، أنه يجب أن تبحث مصر والسعودية، تطورات العلاقات بين السودان وتركيا التي وصلت بالأمر لهذا الحد، مضيفًا أن السودان قد تكون من طلبت تركيا هذا الأمر لتقوية موقف الخرطوم سياسيًا وعسكريًا على غرار قيام قطر باستدعاء قوات تركية إليها حين شعورها بخطر التعرض لتهديد من الخارج أثر المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب.
ومن جانبه قال كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن تركيا تسعى للتواجد في منطقة البحر الأحمر ومنها يمكنها التغلغل في منطقة قلب القارة الأفريقية، مضيفًا أن منطقة سوكان هي منطقة تقع بالقرب من اليمن والسعودية بما يضمن لتركيا تواجد في حل جميع الأزمات بتلك المنطقة.
وأضاف "سعيد"، أن معظم الموارد التركية والغربية إلى السودان وقلب القارة الأفريقية ستمر من تلك الجزيرة التي تعتبر أكبر الموانئ السودانية على الإطلاق كما أن أنقرة بحسب "الباحث في الشأن التركي تقوم بعمل خط بري يربط جيبيوتي والصومال والسودان لتعزيز المصالح التركية في القارة السمراء".
وأوضح الباحث في الشأن التركي، أن الأمر يحمل أيضًا منحى تاريخي فـ"سواكن" لها أهمية تاريخية لتركيا والرئيس التركي على الخصوص فالجزيرة تعود للعصر العثماني وهو العصر الذي يريد أردوغان استعادته وترويجه حيث هو العصر الذي شهد فيه الأتراك قوة دولته ومجدها، مضيفًا أن الأمر لا يتوقف على ذلك فأردوغان أيضًا يريد أن يصور نفسه كحامي حمى المسلمين والعرب والمتصدر الأول للمشاكل التي يتعرضون لها.
وأضاف "سعيد" أن السودان تريد من القرار التركي يكون كألتفاف على العقوبات الأمريكية والدولية التي بعضها مازال موجودًات حتى هذة اللحظة ومؤثرًا على الأقتصاد فالإستفادة هنا إقتصادية بالشكل الأكبر من الجانب السوداني وليس الجانب التركي.