حصص شعر وتعبير ومسابقات.. رسائل معلمي "العربية" لإحياء اللغة
اللغة العربية
ليس التبجيل فقط الذي يحمله الطلاب لمعلميهم بل أنهم في أحيان كثيرة يكونون المصدر الأساسي لتشكيل وعيهم وثقافتهم، يتأثرون بهم ويتعلقون بما يحبونه، حتى أفصح البعض أن سبب عشقه الأول للغة العربية كان مُدرسها في المراحل الأساسية من التعليم، ولأجل ذلك يدينون بالفضل لمعليهم بثقافاتهم المتولدة عن القراءة في اليوم العالمي للغة العربية.
للكثير من المعلمين حيلٌ يتبعها ليُحبب طلابه في لغتهم الأم، فالمعلم لا يصح أن يكون معلمًا إلا إذا كان يبحث عن أن يكون متميزًا، الخلاصة التي توصل إليها "عادل جبر" مدرس لغة عربية ثانوي في المنصورة، ويزيد في حديثه لـ"الوطن"، أن المعلم إذا لم يكن يحب اللغة لن يسيتطيع إيصالها للطلاب بأيسر الطرق.
النحو والبلاغة، أكثر الفروع التي يستصعبها الطلاب، لذا عمد "جبر" إلى ربطها ببيئتهم المحيطة لتكون النتيجة أفضل وأسرع كأن يقول لهم أن "البناء" يشبه المبنى الذي نسكنه ثابت لا يتغير كذلك الكلمة المبنية لا تتغير.
"لغة الفرانكو"، انتشرت بين الطلاب حسب "عادل" ويرجع مسؤولية ذلك إلى ولي الأمر والمعلم والوزارة، وإن كانت الأخيرة بدأت تهتم بالتكنولوجيا، فهو على سبيل المثال ينظم للطلاب مسابقات شعر بينهم ويعرفهم بالأوزان الشعرية "أغلبهم ميعرفش أن في حاجة اسها عمود شعري أو وزن شعري".
"اللغة أصبحت ثقيلة على لسان الطلاب"، حسب محمد البيلي، مدرس اللغة العربية في جنوب سيناء، بسبب المجتمع والتليفزيون والتكنولوجيا بشكل عام، ما زاد اللغة غرابة لديهم وأضحت غير مستساغة، كذلك مع توجه أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بمدارس لغات من باب الوجاهة، وكذلك المناهج لا تعطي مساحة للمعلم ليجعله يتحدث اللغة العربية بطلاقة.
واقترح البيلي أن تنظم الوزارة مسابقة على مستوى الجمهورية لأحسن طالب يتحدث اللغة العربية، ويكون إحياء اللغة بخطة ممنهجة ذات هدف قوي.
أما خالد عبدالله، مدرس لغة عربية بالقاهرة يهتم بحصتي النحو والتعبير من باب أنهما أهم فرعين، فلإزالة الفجوة بين الطلاب ولغتهم عمد على تطبيق النحو في كل الفروع الأخرى "عادة المدرس لما بيشرح قراءة أو نصوص بيهتم بالدرس وخلاص"، لكنه يربطها بالنحو فيجعل الطلاب يعربون بعض الجمل، حتى بدأوا يتطوعون بالإعراب ويطالبونه بسؤالهم.
"التعبير" عادة ما يهمله المعلمون إلا خالد يعتبره أساسيًا فهي المعبرة عن شطارة الطلاب في كل الفروع ومدى إجادتهم للغة والتعابير المركبة "أتمنى الكل يهتم".