دبلوماسيون: مصر الدولة الأكثر مصداقية وقبولاً لدى أطراف الأزمة
سيد أبوزيد
أكد عدد من الدبلوماسيين السابقين أن مصر هى الدولة الأكثر مصداقية وقبولاً لدى طرفى الأزمة السورية، خاصة أن «القاهرة» كان هدفها الوحيد منذ بداية الأزمة فى عام 2011 هو استقرار الشعب السورى، مشيرين إلى أن مصر كما لها دور فى التهدئة والتسوية السياسية سيكون لها دور حيوى فى عملية إعادة البناء وإعمار سوريا.
«أبوزيد»: المشكلة التى تعيق قيام مصر بدورها فى سوريا هى كثرة «الأيدى المتدخلة» فى الأزمة
وقال السفير سيد أبوزيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، لـ«الوطن»، إن «التحركات المصرية فى سوريا ارتبطت بالمسارين الرئيسيين فيما يتعلق بالأزمة؛ مسار التهدئة على الأرض بين طرفى الأزمة ووقف العمليات القتالية، والمسار الثانى هو المتعلق بدعم التسوية السياسية فى سوريا وسبل حل هذه المشكلة سياسياً».
وأضاف «أبوزيد» أن «المشكلة التى تعيق قيام مصر بدورها فى سوريا هى كثرة الأيدى المتدخلة فى الأزمة، فهناك تركيا وإيران والأمريكان والروس جميعهم يدهم فى الملف، وهذا يشكل عقبة أمام الدور المصرى، خاصة أن كل طرف له مصلحة فى سوريا من هذه الأطراف، وبالنسبة لمصر هناك مزاحمة لها فى دورها، وثانياً أن مصر ليس لديها مصلحة أكثر من مصلحة الشعب السورى وقد أعلنت مراراً عن ذلك، خاصة ما يتعلق بوحدة الأرض السورية واللحمة الوطنية، هذه كانت مواقف وليس لديها ما تخفيه».
وأوضح «أبوزيد» أن «أول أدوار مصر أنها أعلنت موقفها بوضوح وصراحة أمام الجميع أنها مع وحدة سوريا وضد تقسيم سوريا، ووحدة الشعب السورى، ودعم الوصول إلى حل سياسى، وهذا الأمر موقف معلن، وهذه المواقف منحت مصر مصداقية عند طرفى الأزمة: الحكومة والمعارضة، فهى تتحدث دون أى غرض شخصى ودون أطماع وإنما قدمت فقط النصيحة لصالح الشعب السورى ولصالح المنطقة بالوصول إلى الاستقرار فى سوريا».
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية إلى أن «مصر تعمل فى إطار المتاح من خلال بعض التسويات التى دخلت فيها مصر للتهدئة ونجحت فى هذا الدور، ولكن فى ظل التزاحم الإقليمى والدولى وكل طرف يحاول الشد من جانبه، فإنها تقوم بدورها فى هذا الإطار المحدد».
وعن وجود قوى لا تريد لـ«القاهرة» هذا الدور فى سوريا، قال «أبوزيد»: «بالقطع هناك دول لا تريد لمصر هذا الدور، وتجد مقاومة من بعض الأطراف المعادية لمصر، لأن الصلات من قبل القوى الإقليمية ليست قوية، كما أن إيران وتركيا مواقفهما تجاه مصر معروفة، وهناك إسرائيل التى من مصلحتها تفتيت كل حبة رمل فى سوريا، هذه هى القوى التى لا تقبل بسياسة مصر تجاه الأزمة السورية».
من جهته، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «مصر أخذت منذ البداية موقفاً غير متحيز لأى طرف، يقوم على أساس المصلحة السورية ومصلحة وحدة سوريا وسلامة أراضيها وعدم تخريبها والمحافظة على سلامة المؤسسات الوطنية، ومن هنا يأتى الدور المصرى، المعارضة السورية الداخلية تحترم مصر، ومنصة موسكو، والحكومة إلى جانب منصة القاهرة، هذه أطراف رئيسية تتقبل موقف القاهرة، هناك قبول لموقفنا غير المتحيز الذى ليست له أهداف غير المحافظة على سوريا ووحدتها».
وأضاف «حسن»: «وفق القرار الأممى 2254 المتعلق بإعادة بناء سوريا، أعتقد أن مصر سيكون لها دور بارز فى إعادة بناء سوريا ما بعد التسوية السياسية ووقف القتال والعودة إلى الحياة شبه الطبيعية فى سوريا بعودة اللاجئين والنازحين، وهذا يؤدى إلى أنه سيكون لنا دور فى بناء المرافق ومحطات المياه والمطارات وسيكون لدينا دور كبير فى عملية إعادة البناء، إلى جانب قبول المعارضة السورية والحكومة للدور المصرى، فضلاً عن علاقتنا الطيبة مع روسيا، فإن القاهرة سيكون لها دور كبير مستقبلاً فى سوريا».
من جهة أخرى، قال الدبلوماسى الروسى السابق فيتشلاف ماتوزوف، لـ«الوطن»، إن «القاهرة وموسكو احترمتا وحدة سوريا، ولم تشاركا فى الهدم والتخريب وهذه المؤامرة التى كانت لا تستهدف سوريا فقط وإنما كل الدول العربية القوية». وأضاف: «مصر وروسيا اتفقتا على منع انهيار سوريا، بعيداً عن الأجندات السياسية التى عملت على دعم مجموعات إرهابية دمرت سوريا».