مترجما "العبرية" بالرئاسة سابقا: مبارك لم يفرط في حبة رمل من سيناء
مترجما "العبرية" بالرئاسة سابقا يدليان بـ"شهادة للتاريخ" حول توطين الفلسطينيين
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك
زعمت وثائق سرية بريطانية عن أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قبِل توطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وحسب الوثائق، التي حصلت عليها "بي بي سي" حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، فإن مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن.
وبحسب "بي بي سي" قد اشترط مبارك أنه كي تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها، لابد من التوصل لاتفاق بشأن "إطار عمل لتسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي".
"الوطن" تواصلت مع مترجمي اللغة العبرية بمؤسسة الرئاسة خلال فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، لتوضيح ما أثارته "بي بي سي"، حول قبوله طلب الولايات المتحدة الأمريكية توطين فلسطينيين بمصر مقابل إطار لتسوية شاملة للصراع مع إسرائيل.
يقول الدكتور حسن علي حسن، المترجم الإعلامي للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة سابقا، إن مبارك لم يفرط في أي قطعة أرض بسيناء.
وأضاف حسن لـ"الوطن": "كنت مترجما للغة العبرية بالرئاسة منذ عام 1995 حتى عام 2010، لم يتم طرح التنازل عن أراضي في سيناء لتوطين الفلسطينيين في أي مؤتمر صحفي بين مبارك والجانب الإسرائيلي".
وأوضح المترجم الرئاسي السابق، أن مبارك كان دائما متمسكا بضرورة التوصل لحل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية.
فيما قال الدكتور منصور عبد الوهاب، المترجم السياسي للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة سابقا، إنه عمل مترجما مع مبارك على مدار 10 سنوات وتحديدا من عام 1999 حتى عام 2009، ولم يتم طرح موضوع توطين الفلسطينيين في أراضي سيناء في أي جلسة مفاوضات بين الرئيس الأسبق مبارك وبين الجانب الإسرائيلي.
وأضاف عبدالوهاب لـ"الوطن": "لا اعتقد أن أي مسؤول إسرائيلي كان يجرؤ على طرح هذا الملف على مبارك، لأن الجانب الإسرائيلي يعلم جيدا أن فكرة حل القضية الفلسطينية عن طريق سيناء غير مقبول على المستوى الشعبي والرئاسي"، مشيرا إلى أن مجرد طرح الفكرة من الجانب الإسرائيلي يعني إمكانية قبولها أو تنفيذها وهذا كان مستحيلا.
وقال عبد الوهاب: "شهادة للتاريخ لم يحدث هذا الطرح على الإطلاق في أي مباحثات رسمية، ومن الممكن أن يكون قد طُرح في سياق معين"، مؤكدا أن رؤساء مصر المتعاقبين سواء الزعيم جمال عبد الناصر أو محمد أنور السادات أو محمد حسني مبارك أو الرئيس السابق المستشار عدلي منصور أو الحالي عبد الفتاح السيسي لم يفرطوا في شبر أرض واحد من سيناء، لكنه لم يستبعد إمكانية قيام الرئيس المعزول محمد مرسي بالتفريط في سيناء.
وكان الرئيس الأسبق، محمد حسنى مبارك، أصدر بيانا صحفيا ردا على الوثائق البريطانية التى قالت إنه قبل توطين فلسطينيين من لبنان فى مصر.
ونفى مبارك فى بيانه نفيا قاطعا أن يكون قد قبل توطين أى فلسطينيين وبخاصة من لبنان فى مصر، وأضاف أنه رفض كل المحاولات والمساعى اللاحقة إما لتوطين فلسطينيين فى مصر أو مجرد التفكير فيها، وقال فى بيانه إنه توضيحا لما أثير إعلاميا فى الأيام الماضية، مستندا إلى وثائق بريطانية تم نشرها حول اجتماع بينه وبين رئيسة الوزراء البريطانية فى فبراير عام 1983.