جوليا قصار: عنصرية «تريز» تتشابه مع ثقافات عديدة.. و«القضية 23» يدعو لتقبل الآخر
مشهد من فيلم «محبس»
أعربت الفنانة اللبنانية جوليا قصار، عن سعادتها بعرض فيلمها «محبس» للمخرجة صوفى بطرس، على هامش فعاليات الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائى، إذ تدور أحداث العمل عن سيدة تحصر نفسها فى ذكريات الماضى، بعدما فقدت شقيقيها جراء قذيفة سورية أصابته، إبان الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد عشرين عاماً يتقدم لخطبة ابنتها شاب سورى، وهو ما رفضته الأم، ومن هنا تبدأ الأحداث فى سياق كوميدى.
وتحدثت جوليا قصار عن كواليس مشاركتها فى فيلم «محبس» لـ«الوطن»، قائلة: «تواصلت مع مى المصرى والكاتبة نادية عليوات من خلال صديقة مشتركة بيننا، وأرسلوا لى النسخة الأولية من العمل لقراءتها، وأخبرونى أن المشروع لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد فترة، حيث ما زالت الكتابة فى مرحلتها الأولية ولا يوجد منتجون، وعندما اطلعت على السيناريو أحببت شخصية (تريز)، وكان هناك عدد من الحوارات والنقاشات حول الشخصية والموضوع، وبعد مرور عام واحد، بدأنا التصوير وكان مفاجأة سعيدة بالنسبة لنا، حيث كانت هناك صعوبات فى العثور على جهات داعمة»، وتابعت: «خشيت من تقديم شخصية عنصرية، قد تكون شخصية (تريز) هى المشكلة، ولكنها ستكون الحل فى النهاية أيضاً، فهى إنسانة ليست عنصرية من فراغ، فلديها ألم يجعلها تتصرف بتلك الطريقة المليئة بالكراهية نوعاً ما فى بعض الأوقات نحو الآخرين، وتعيش فى حداد لم تستطع إنهاءه أبداً بعد موت أخيها بقذيفة سورية فى الحرب الأهلية اللبنانية، وما زالت تعيش فى الماضى»، وأكملت: «عندما يأتى عريس ابنتها السورى برفقة عائلته تضطر للعيش فى الحاضر، وفى اللحظة التى تعود معها إنسانة تنبض بالحياة، يتغير موقفها حول أمور كثيرة مسبقة تدور فى رأسها، حيث تعود لتتعامل مع الناس من منطلق إنسانى، بعيداً عن الكراهية والتعصب والأحكام المطلقة، وتطور شخصية (تريز) أدى إلى تعاطف الجمهور معها»، وأضافت: «الشخصية كانت حقيقية لدرجة كبيرة، وعلى الرغم من جرأتها وعدائيتها لا يسعك إلا أن تحبيها، فهى لمست كل المشاهدين، حيث تفاجأت من ردود فعل الجمهور وتفاعلهم معها، سواء فى أستراليا، مالمو، ستوكهولم، فكل شعب قد يجد نفسه فيها، وفى موضوع الفيلم، الأزمة ليست بين اللبنانيين والسوريين، قد تكون تجاه اللبنانيين بعضهم البعض، فالجميع لديه مشكلاته فى عدم تقبل الآخر، خصوصاً أننا نعيش فى عالم لا يقبل به أحد ثقافة اختلاف مع الآخر، وبالتالى تلامس الفكرة مع ثقافات وشعوب كثيرة».
لدىّ تجارب تمثيلية جيدة فى مصر.. وأفضل المشاركة فى الأعمال القائمة على الجدل
وروت جوليا قصار أنها عندما حصلت على جائزة أفضل ممثلة فى الدورة الـ13 من مهرجان دبى السينمائى عن دورها فى فيلم «ربيع»، ظن البعض أنها فازت بالجائزة نظير مشاركتها فى فيلم «محبس»، موضحة: «حدث التباس ولكن أحببته كثيراً، وتلقيت العديد من التهانى بالجائزة، فالفيلم لم يكن فى المسابقة الرسمية للمهرجان، ولكن حضور ألفى شخص فى أثناء عرضه كان بمثابة جائزة بالنسبة لنا».
وعن مشاركتها فى فيلم «القضية 23» للمخرج زياد دويرى، قالت: «أديت دور القاضية كوليت منصور التى تفصل بين الفلسطينى ياسر واللبنانى طونى، وتحاول أن تكون عادلة، فدورى كان بمثابة مشاركة بسيطة، ولكنها كانت اللحظة الحاسمة التى تهتم فيها بحل النزاع، فالاثنان مذنبان، لأن عدم الإحساس بالآخر جريمة»، وأردفت: «طريقة المقاربة بين الفترات التى عشناها فى الفيلم رائعة، حيث أبرزت الجروح التى ما زالت تنزف حتى بعد توقف الحرب الأهلية بسنوات، ولكن وجود الشخصيتين فى المحكمة أمام نفسيهما ضرورى، فالحكم فى النهاية ليس مهماً مقابل تغير طريقة نظر كل منهما إلى الآخر، وعلى مدار العمل تغيرت طريقة نظرتهما إلى الآخرين، (القضية 23) حقق حالة كبيرة من الجدل وهذا أمر جيد».
وأفصحت عن مشروعاتها الفنية المقبلة: «أستعد لتقديم عرض مسرحى خلال الفترة المقبلة فى بيروت بعنوان (قريب من هون) للمخرج روى ديب، وتم تقديمه ضمن عروض (بينالى الشارقة)، أنا من عشاق المسرح، وقدمت على المسرح القومى من قبل العرض المسرحى (طقوس الإشارات والتحولات) إخراج نضال الأشقر، لمدة 10 أيام وحضرها المخرج الكبير يوسف شاهين ومجموعة من كبار الشخصيات والنقاد، وخُلق نوع من الجدل الإيجابى آنذاك، فلدىّ تجارب جيدة فى مصر، بالإضافة إلى مشاركتى فى مسلسل (الشحرورة) عن حياة الفنانة الراحلة صباح».