رئيس «الأعلى للطرق الصوفية»: الحادث يستهدف كل المصريين وليس الصوفيين وحدهم.. ونحن فى ضهر جيشنا ضد الإرهاب
الدكتور عبدالهادى القصبى
قال الدكتور عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عضو مجلس النواب، إن حادث العريش الإرهابى الذى استهدف مسجد الروضة التابع لإحدى الطرق الصوفية لم يستهدف الصوفيين، ولكنه استهدف الدولة المصرية، مؤكداً أنه عمل إرهابى خسيس وجبان يحاول كسر إرادة المصريين وإضعاف صلابتهم وإحباطهم وعرقلة الدولة عن النجاحات التى تحققها على المستوى الخارجى أو الداخلى.
ما تعقيبك على الحادث الإرهابى بتفجير مسجد الروضة خلال صلاة الجمعة بالعريش؟
- هذا عمل إرهابى خسيس وجبان، يخلو من أى دين أو إنسانية أو قيم ومروءة، فحتى بعض القتلة يكون عندهم أحياناً جزء بسيط من القيم الإنسانية والشرف والمروءة، فقد يقتلون، لكنهم لا يقتلون طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو رجلاً يتعبد داخل بيت من بيوت الله، لكن هؤلاء الإرهابيون الخونة لا شرف عندهم ولا يعرفون شيئاً عن أخلاق الرجال ولا الإنسانية ولا الضمير، فيباغتون مجموعة من المصلين الآمنين العُزّل وبينهم أطفال وشيوخ أثناء صلاتهم داخل مسجد آمن فى منطقة بعيدة عن الأحداث. وأنا أقول إن هذا الحادث الإرهابى لن يؤثر فينا ولن يكسرنا، لكن الرد، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، سيكون بأقصى قوة، ونحن نثق فى قيادتنا السياسية وأنها قادرة على الأخذ بالثأر لنا ولأهالى الشهداء ومحاسبة كل من شارك أو خطط أو نفذ.
«القصبى»: مساجدنا وكنائسنا ستظل مفتوحة
هل الحادث موجه ضد الصوفيين لخلافهم مع تلك الجماعات باعتبار المسجد تابعاً لإحدى الطرق الصوفية؟
- الحادث لم يكن موجهاً ضد فئة بعينها من المصريين، لكن ضد المصريين كلهم وضد الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها، والشعب سيكون على قلب رجل واحد مع جيشه وشرطته، حتى دحر هذه الجماعات وتطهير أرض سيناء الغالية، وكل الأراضى المصرية من تلك العناصر.
هل الطقوس الصوفية الإسلامية سوف تستمر مثل الحضرات وزيارة أهل البيت وأولياء الله الصالحين، أم قد تتوقف خشية تكرار عمليات إرهابية جديدة؟
- أكرر أننا نثق فى القيادة السياسية الحكيمة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدولة المصرية قادرة على حماية أبنائها ودور العبادة، سواء الإسلامية أو المسيحية، وبالتالى هذه العمليات الإرهابية الخسيسة لن ترهبنا ولن تكسر عزيمتنا ولن تجعلنا نخاف أو نتراجع، إحنا ما بنخافش ومساجدنا وكنائسنا المصرية ستظل مفتوحة، ونحن مع دولتنا ومؤسساتنا ندعمها وننسق ونعمل معها ونقف على صف واحد ضد هؤلاء الإرهابيين الخونة.
مفجرو مسجد «الروضة» عناصر مأجورة تعمل لصالح جماعات ممولة.. وجزء من «مشروع استعمارى»
هل ترى أننا نحتاج إلى مواجهة فكرية ودينية إلى جانب المواجهة الأمنية للإرهاب؟
- بلا شك نحن فى أمس الحاجة إلى تجديد وتطوير الخطاب الدينى، والعمل على مستوى الفكر والثقافة الدينية والوعى العام، لكن كل ذلك لا يكون مع تلك الجماعات الإرهابية، التى لا تعرف ديناً وليس لها فكر يجدد أو ثقافة يتم تطويرها. هؤلاء شرذمة مأجورة يعملون لحساب جماعات ممولة من قوى خارجية، وهم جزء من مشروع استعمارى لتفتيت وتقسيم الدول العربية والإسلامية.
ألا ترى أن تجديد الخطاب الدينى قد يحد من ظاهرة العنف والإرهاب؟
- أنا أؤكد أننا نحتاج لتجديد الخطاب الدينى، وهذا أمر طيب ومطلوب فى هذه المرحلة، لكن الظن بأن هذه الجماعات يمكن أن نتحاور مع عناصرها ونناقشهم ونحاول التطوير من فكرهم هذا ظن خاطئ، لأنها جماعات ممولة ومأجورة ولا تعرف وطناً ولا ديناً وليس لهم عقل من الأساس، وبالتالى أمرها محسوم، وطالما أنها ارتضت أن ترفع السلاح وتقتل الآمنين وتهدد الدولة، فلن نرد عليهم إلا بالقوة الغاشمة، كما قال الرئيس السيسى، والصوفية وكل المصريين «فى ضهر جيش مصر» ومؤسسات مصر، ورئيسنا المصرى الذى نثق فى حكمته.
ما تفسيرك لتزامن الحادث مع ذكرى المولد النبوى الشريف، وهو الأمر الذى وقع العام الماضى أيضاً، باستهداف إحدى الكنائس؟
- هؤلاء الإرهابيون لا يعرفون شيئاً عن النبى من أساسه ولا تعاليمه، فهل يستحون من ذكرى مولده، وهم أعداء وخصوم النبى وسوف يختصمهم أمام الله يوم القيامة، وهم ليسوا من الدين فى شىء، ولا دين لهم ولا يؤمنون بعقيدة ولا وطن، ولا يفرق معهم كنيسة أو مسجد، ولا مسلم أو مسيحى، ولا خلاف دينى على عقيدة وفكر، لكنها معركة ضد دولتنا المصرية تنفذها جماعات إرهابية ممولة وتديرها من الوراء قوى أخرى أكبر منها تستهدف مصر.