قضايا وطموحات المرأة ومناهضة العنف ضدها تسيطر على أفلام المسابقة الرسمية
مشهد من فيلم «تونس فى الليل»
تشهد المسابقة الرسمية للدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائى، مشاركة 16 فيلماً روائياً طويلاً، تتناول أغلبها قضايا المرأة بشكل موسّع، التى باتت تشكل القاسم الأكبر من الأعمال الفنية المتنافسة فى الفعاليات الفنية، ومن المزمع تنظيم ندوة بعنوان «مناهضة العنف ضد المرأة» تديرها الناقدة ماجدة موريس.
يلقى الفيلم الإيطالى «فورتوناتا»، إخراج سیرجیو كاستیلیتو، الضوء على حياة «فورتوناتا»، التى تمثل قطاعاً كبيراً من السيدات حول العالم، فهى أم لطفلة تبلغ من العمر 8 أعوام، كانت ثمرة علاقة زواج انتهت بالفشل، تسعى السيدة وراء حلمها بامتلاك صالون تجميل خاص، وفى سبيل ذلك تعمل مصففة شعر للنساء، حيث تعمل يومياً فى منازل الأثرياء، وخلال رحلتها نحو السعادة تقابل ضيفاً غير مرغوب فيه، وهو الحب، لكن أزمتها قد لا تكون مصيرية، مقارنة مع ما تواجهه «أم يزن» فى فيلم «فى سوریا» إخراج فیلیب فان لیو، الذى يُعد إنتاجاً مشتركاً بين فرنسا ولبنان وبلجيكا، حيث تُحول أم لثلاثة أطفال منزلها إلى ملجأ لعائلتها وجيرانها، فى محاولة لحمايتهم من الحرب الدائرة فى الخارج ما بين القنابل وطلقات رصاص القناصة واللصوص، ليصبح الأمر أمامها مسألة حياة أو موت. بينما يتناول المخرج لیوناردو دى كوستانزو عبر فيلم «المُتسلل»، حياة «جیوفانا»، الإخصائیة الاجتماعیة، سيدة متفانیة فى إدارة ملجأ لاستقبال الأطفال، حيث یمثل لهم حصناً حقيقياً ضد عصابات «الكامورا»، لكنها تقع فى أزمة حقيقية عندما تلجأ الشابة «ماریا»، زوجة أحد أعضاء «الكامورا» هى وطفلاها إليها، أما فيلم «الخيول» إخراج مارسیلا سید، يدور عن تجارب «ماریانا» الحياتية التى جاوزت عامها الـ40 وتنتمى إلى طبقة اجتماعية تضمن لها الحصول على ما تريد، لكنها فى الوقت نفسه تعانى من سوء علاقاتها بوالدها وزوجها، وتجد ما يجذبها فى مدرّبها على ركوب الخيل، فهو ضابط سابق بسلاح الفرسان، یخضع للتحقیق فى قضیة ارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان قبل عقود.
«تونس فى الليل» يمثل المشاركة العربية الوحيدة.. و«موسم فى فرنسا» يلقى الضوء على أزمات المهاجرين.. و«خارج» يسرد مشاق رحلة البحث عن العمل فى أوروبا الشرقية
يطرح فيلم «نينا» إخراج یوراج ليهوتسكى تأثير الانفصال الأسرى على الأبناء، من خلال بطلة العمل «نینا»، فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، تشعر بانخداعها وإهمالها من الجميع بعد طلاق والديها، حيث لا تجد فى العالم شيئاً تؤمن به سوى «السباحة» وحدها، التى تجد فيها الهدوء والدعم اللذين تفتقدهما فى المنزل، وعندما یتضح لها أنها لن تستطیع المشاركة فى إحدى مسابقات السباحة تنقلب حياتها رأساً على عقب، وفى الفيلم الكولومبى «قتل عيسى» تعمل «باولا» ذات الـ22 عاماً على القبض على قاتل والدها، حيث تواجه جهل وانعدام كفاءة الوكالات الحكومیة، التى لم تظهر أى اهتمام بالتحقیق فى القضیة، وبعد أن تتعرّف بالصدفة على شاب يُدعى «يسوع» تعتقد أنه قاتل أبيها، تشرع فى التقرّب منه وتقتله، وفى فيلم «اختفاء» إخراج بودوفین كول تعمل «رووس» على إصلاح علاقتها بأمها لتكون قادرة على اتخاذ خطوتها المقبلة. الرومانسية كانت حاضرة فى فيلم «موسم فى فرنسا» للمخرج محمد صالح هارون، الذى يروى قصة «عباس»، مدرس ثانوى ذى أصول أفریقیة، یهرب من بلاده التى مزقتها الحروب برفقة طفليه إلى فرنسا، حيث يتعرّف على السيدة الفرنسية كارول التى تقع فى حبه وتعرض عليه توفير مكان إقامة له ولعائلته، لكنهما يواجهان قراراً مصيرياً عندما ترفض السلطات أوراق اعتماد البطل كلاجئ سياسى.
بينما ألقى المخرج الفيتنامى هونج آن الضوء على العلاقات الثلاثية من خلال فيلم «محطة على الطريق»، الذى يدور حول «فوك»، شاب بدأ العمل فى أحد المطاعم، حيث يتعرّف على زميله «مين»، بينما توجد فى المكان زوجة مالك المطعم وابنته «تشو»، التى تشرع فى إقامة علاقة غير شرعية مع «فوك»، حيث يواجه الأخير نزعات الكره والغيرة من صديقه «مین»، وفى النهاية يكتشف صاحب المطعم الحیاة الجنسیة السریة لابنته مع العمال، لكن القصة الأغرب تكمن فى فيلم «أنتِ بداخل رأسى» للمخرج دیمترى دى كلیرك، عندما تتعرّض سيدة شابة إلى حادث سيارة تفقد على أثره الوعى، قبل أن يجدها «جاك» المهندس المعمارى الانطوائى، ويذهب بها إلى أقرب طبيب، فیكتشف إصابتها بفقدان الذاكرة.
ويتطرّق الفيلم العربى الوحيد فى المسابقة «تونس فى الليل» للمخرج إليسا بكار، من إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا، إلى حياة عائلة مفككة، رب الأسرة الإذاعى فى طريقه للتقاعد، والأم فى فترة نقاهة بعد إجرائها عملية استئصال للثدى، والابنة مدمنة للكحول تسير على خُطى والدها، بينما يحاول الابن لمّ شتات العائلة الصغيرة مرة أخرى، لكن الأمور لا تسير على ما يُرام. وتسهم أذربيجان فى المسابقة الرسمية للمهرجان، بفيلم يحمل عنوان «بستان الرمان» من إخراج إیلجار ناجاف، حيث تبدأ أحداث العمل مع عودة «جابیل» إلى وطنه وإلى مزرعة عائلته المتواضعة، المحاطة ببستان من أشجار الرمان، التى انقطع اتصاله بها بسبب غیابه المفاجئ قبل 12 عاماً، بينما تم اختيار فيلم «رادیو» إخراج ساجار فانجارى لتمثيل الهند فى المسابقة، ومن جمهورية كوريا يوجد فيلم «بذور العنف» إخراج تاجیو لیم، وتدور أحداثه حول جویونج، الذى يواجه مشكلة فى الإفصاح عن العنف الذى يتعرّض له من الضباط الأقدم منه فى العمل، وهو ما يعرّضه لموقف حرج، عندما يكتشف أن أحد الأشخاص أبلغ عنه. فيلم «خارج» يعد إنتاجاً مشتركاً بين سلوفاكيا، والمجر، وجمهورية التشيك، ويتحدث عن «أوجوستون»، رب عائلة فى العقد الخامس من عمره، يبدأ رحلة البحث عن فرصة عمل، حيث يتجول فى بلاد أوروبا الشرقية، أملاً فى تحقيق حلمه.