تفاصيل القبض على أعضاء تشكيل دولى لسرقة عملاء البنوك وشركات الصرافة بالمناطق الراقية
لم تمر سوى أيام قليلة على الإفراج عنهم من السجون، حتى اجتمعوا مرة أخرى، لاستكمال الطريق الذى أوصلهم للسجن، لم تردعهم الظلمات التى عانوا من حلكتها خلف القضبان عن ارتكاب جرائم جديدة، يحصلون من خلالها على حفنة من الأموال توزع عليهم بالتساوى، ووضعوا مخططهم، الذى بدأوا فى تنفيذه دون تفكير، والذى تمثل فى اصطياد المجنى عليهم أثناء خروجهم من البنوك ومكاتب الصرافة، ثم الاستيلاء على المبالغ المالية والهروب لتنفيذ جريمة أخرى.
وجد المتهمون الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، أنفسهم أمام واقع جديد، فعقب قيام كل منهم بارتكاب الجرائم منفرداً، وعلاقة عابرة تجمعهم، ولا سيما شقيقان كانا يعيشان مع بعضهما، وأصبحوا يعملون بالمشاركة، وكونوا تشكيلاً عصابياً دولياً لسرقة المواطنين، فى أماكن محددة، ووقع اختيارهم على الأماكن الراقية وهى مصر الجديدة ومدينة نصر والنزهة، وقصروا عمليات السرقة على حقائب الأموال من سيارات المواطنين، بعد تتبعهم من أمام البنوك وشركات الصرافة، وانتظارهم حتى يتركوا السيارات، ثم يقوموا بتحطيم الزجاج أو الهوايات ويستولوا على الأموال.
مصرى ونجلته، و3 عراقيين، وآخر أردنى، هم أفراد التشكيل العصابى الدولى، الذى سقط فى قبضة رجال مباحث القاهرة بقيادة اللواء أسامة الصغير، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، عقب عدة بلاغات وردت إلى أجهزة الأمن، حول تكرار حوادث السرقة، فى مناطق شرق القاهرة، وبفحص البلاغات لفت انتباه رجال المباحث، توحد طريقة السرقة، والأماكن التى تقع بها، وأكدت أقوال الضحايا تلك الشكوك، عندما ذكروا فى محاضر الشرطة، أنهم تعرضوا للسرقة عقب صرف مبالغ مالية من البنوك، أو مكاتب الصرافة بتلك المناطق، وهو ما أكد أن الجناة هم مجموعة واحدة ترتكب ذلك النوع من الجرائم بشكل منظم.
وضع اللواء عصام سعد، مدير إدارة المباحث الجنائية خطة بحث محكمة، وتم وضع الأكمنة بالقرب من البنوك وشركات الصرافة، حتى تمكنت المباحث من ضبط اثنين من المتهمين أحدهما سيدة، أثناء قيامهما بتتبع سيارة عميل بأحد البنوك عقب خروجه وبيده حقيبة وضعها بجانبه، وعندما ترك السيارة، أسرع المتهم بالنزول من سيارة «ماركة كيا سيراتو» وترك المتهمة الثانية بها، وتوجه لسيارة المجنى عليه محاولاً كسر الزجاج، فقامت الشرطة بإلقاء القبض عليه، وملاحقة المتهمة قبل هروبها بالسيارة عند رؤية الشرطة.
اقتادت المباحث المتهمين لقسم الشرطة، وبالاطلاع على تحقيق شخصيتهما تبين أن الأول أردنى، يدعى «حسين أ. م»، 44 سنة، مقيم بمنطقة زهراء مدينة نصر، وكشفت التحريات أنه سبق اتهامه فى واقعتى سرقة ارتكبهما العام الماضى، بينما تبين أن المتهمة تدعى «آية. س. ك»، 25 سنة ربة منزل ومقيمة بالمطرية، وأن السيارة المستخدمة فى الحادث ملكها، فتم استجواب المتهمين ومواجهتهما بالتحريات، للتوصل إلى حقيقة نشاطهما الإجرامى.
حاول المتهمان المراوغة أمام رجال المباحث، وبتضييق الخناق عليهما انهارت الفتاة واعترفت بأن هناك 4 آخرين يشتركون معهما فى ارتكاب الجرائم والتخطيط لها، من بينهم والدها، وأنهم يقتسمون حصيلة المسروقات عقب إتمام السرقة، داخل شقة المتهم الأردنى بمنطقة زهراء مدينة نصر، وأدلت المتهمة بمعلومات تفصيلية عن المتهمين، فقامت الأجهزة الأمنية باستصدار إذن من النيابة بضبطهم، بعد أن أرشدت المتهمة عن مكان إقامة كل منهم، وإقرار المتهم الأردنى بصحة اعترافات المتهمة.
تمكنت المباحث من ضبط المتهمين الأربعة، وهم والد المتهمة ويدعى «سيد. ك» وشهرته «سيد زعرب» 49 سنة مسجل خطر سرقات واتهم فى 7 قضايا سرقات ونشل وخطف ومخدرات، و ثلاثة عراقيين هم «وسام. هـ. ع»، و«حامد. ف. ح»، و«سارة. إ»، وبمواجهة المتهمين بالتحريات وأقوال الضحايا، أنكروا فى بادئ الأمر.
لكنهم اعترفوا بعد مواجهتهم بأقوال باقى المتهمين، وأقروا بسرقة مبالغ مالية تجاوزت نصف مليون جنيه، بعد أن اتفقوا فيما بينهم على تكوين تشكيل عصابى لسرقة ضحاياهم من أمام البنوك فى المناطق الراقية، وبتضييق الخناق عليهم شرحوا تفاصيل جرائمهم، وأرشدوا عن ارتكابهم العديد من الجرائم، تمثلت فى حقيبة بداخلها مبلغ مالى قيمته 50 ألف جنيه من سيارة مدير شركة تسويق خضراوات، عقب صرفه للمبلغ من بنك hsbc، وسرقة حقيبة بداخلها مبلغ 6562 دولاراً و 610 يورو من موظف بالمعاش عقب صرفه المبلغ من شركة صرافة.
أضاف المتهمون أنهم سرقوا حقيبة بداخلها مبلغ 60 ألف جنيه من سيارة موظف وحقيبة أخرى بداخلها 90 ألف جنيه من سيارة صاحب شركة مقاولات، وأرشد المتهمون عن متحصلات جرائمهم، وتبين أنهم أخفوها فى محل شقة المتهم الأردنى بمساكن الضباط بزهراء مدينة نصر، وبمداهمة الشقة عثر على مبلغ 34 ألف جنيه، و1300 دولار ولاب توب، كما أرشدوا عن سيارتين ملاكى إحداهما ملك المتهم «سيد. ك»، قام بشرائها من متحصلات السرقة، والثانية تخص نجلته المتهمة الثانية، واعترفت أنهم كانوا يستخدمونها فى تتبع سيارات الضحايا.