«بركة غليون».. حلم الاكتفاء الذاتى من الأسماك يتحقق فى كفر الشيخ
جانب من عملية الاستزراع السمكى فى «بركة غليون»
أكد العميد مهندس علاء محمد جفلانة، المدير التنفيذى لمشروع الاستزراع السمكى بركة غليون، أنه تم الانتهاء بنسبة 100% من المشروع وتم تشغيل كافة الأحواض وتوصيل الكهرباء لها، بالإضافة إلى تشغيل البدالات و10 ورش لتربية الزريعة والجمبرى، إضافة إلى 3 محطات رفع، إحداها لرفع المياه المالحة من البحر المتوسط، والأخرى لرفع المياه العذبة من مصرف زغلول، وتمثل 20% من حجم المياه المستخدمة، والثالثة محطة رفع مياه الصرف الناتجة عن المزارع، مشيراً إلى وجود أحواض دائرية تضم أمهات الزريعة أثناء فترة التزاوج، حيث تنتج زريعة صغيرة من الأسماك الصغيرة يتم نقلها وتوزيعها فى الأحواض لتنتج أسماكاً جاهزة للبيع فى الأسواق المحلية وللتصدير.
«بدين»: 10 آلاف عامل بمختلف القطاعات من خلال 30 شركة متخصصة يعملون فى المشروع.. والوحدات الإنتاجية توفر 15 ألف فرصة عمل.. والمدير التنفيذى للمشروع لـ«الوطن»: الانتهاء بنسبة 100% من أكبر مزرعة سمكية على مستوى الشرق الأوسط وتشغيل كل الأحواض وتوصيل الكهرباء
وأضاف المدير التنفيذى للمشروع، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن المشروع المقام على مساحة 20 ألف فدان وعلى مرحلتين، يُعد أول مشروع يستخدم التكنولوجيا الحديثة والمتطورة فى الاستزراع السمكى، حيث إن المرحلة الأولى من المشروع تُقام على مساحة 3100 فدان، تم الانتهاء منها وتضم الأسماك البحرية «اللوت، الدنيس، القاروص، الوقار» كما تم الانتهاء من امتداد المرحلة الأولى فى شهر سبتمبر الماضى على مساحة 1000 فدان، وتشمل أسماك البلطى والبورى، وستقام المرحلة الثانية على مساحة 9 آلاف فدان، وأوضح قائلاً «يضم المشروع أكبر مفرخ سمكى فى الشرق الأوسط على مساحة 17فداناً بـ4 مراحل، وهو عبارة عن منطقة رعاية مركزة للأسماك البحرية، مثل الدنيس والقاروص والجمبرى، بالإضافة إلى وجود حوض تطهير لا بد أن يدخله كل من يريد الدخول إلى المفرخ، وذلك للحفاظ على الأسماك الصغيرة من التعرض لأى ميكروب، وينتج المفرخ 20 مليون وحدة من الأسماك البحرية «البورى، الوقار، الدنيس، القاروص» و2 مليار وحدة جمبرى، كما أن المفرخ سيكفى إنتاج الأحواض، بالإضافة إلى توزيع الفائض على المزارع السمكية المجاورة، لافتاً إلى أنه كان مخططاً الانتهاء منه فى مدة زمنية تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات لكننا سبقنا الزمن حتى انتهينا من مرحلته الأولى خلال عام بفضل وطنية العاملين به وحبهم لبلدهم وعملهم، مشيراً إلى أن هذا المشروع جديد على مصر، لذلك تمت الاستعانة بخبرات الدول التى لها خبرات كبيرة فى مشروع الاستزراع السمكى كدولة الصين للاستفادة منها، وأوضح «علاء» أن العاملين بالمشروع سعداء بالعمل فيه لدرجة أنهم يعملون لأكثر من 18 ساعة متواصلة فى اليوم، قائلاً «المشروع كل ما يقرب على النهاية الناس بتشوف نتيجة عملها على أرض الواقع وده بيفرق معاهم والناس سعيدة لأن ده مشروع وطنى، أنا سعيد وفخور بمشاركتى فيه، والأرض كانت عبارة عن بركة وكان صعب إنشاء أى مشروع بها سوى مزرعة سمكية».
وتابع المدير التنفيذى لمشروع الاستزراع السمكى ببركة غليون، أنه تم زرع الزريعة فى الأحواض منذ ما يقرب من شهرين ويكون إنتاجها خلال 15شهراً للأسماك البحرية، وأن هناك محطة كهرباء كاملة لتغذية المشروع بالكامل، بالإضافة إلى مصانع المنطقة الصناعية، حيث تم عمل خط كهرباء ناقل جهد 66 فولت وتم تنفيذه فى 7 أشهر، واستكمل المدير التنفيذى للمشروع حديثه قائلاً «المشروع يهدف للمساهمة فى توفير الأسماك كبروتين حيوانى عالى القيمة نظراً لتوافر كل المقومات التى تحتاجها مشروعات الثروة السمكية بالإضافة لتوفير 5000 فرصة عمل مباشرة فى المشروع وأكثر من 10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، كما تم تدريب الكوادر الفنية للمشروع على أحدث الأساليب التكنولوجية فى تفريخ وتربية الأسماك البحرية والجمبرى داخل وخارج البلاد للمساهمة فى تكوين نواة من المتخصصين فى تفريخ وتربية الأسماك البحر»، وأوضح «علاء» أنه تم البدء فى المرحلة الثانية التى تعد امتداد المرحلة الأولى، حيث تضم 70 حوضاً للأسماك الشعبية «البلطى والبورى» وسيتم الانتهاء منها خلال 45 يوماً على الأكثر بدلاً من 6 أشهر.
من جانبه أكد أحد الخبراء الصينيين العاملين بالمشروع أن جميع أحواض الأسماك مجهزة بسخانات مياه، مشيراً إلى أنه مسئول عن تركيب معدات الجمبرى وفلترة المياه لتتربى الأسماك على مياه نظيفة. وأكد اللواء حمدى بدين، رئيس الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية بالقوات المسلحة، أنه سيتم من خلال مشروع الاستزراع السمكى فى بركة غليون توفير 5 آلاف فرصة عمل مباشرة و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، وقوة التشغيل الحالية تتجاوز 10 آلاف عامل بمختلف التخصصات والقطاعات، من خلال 30 شركة متخصصة تعمل فى المشروع، مضيفاً أن هذا المشروع يدعم الاقتصاد القومى بمنتجات الأسماك والجمبرى، لافتاً إلى أن هذا المشروع العملاق يعد دليلاً على اهتمام القيادة السياسية بتنمية محافظة كفر الشيخ، مشيراً إلى أنها تُعد من المحافظات الواعدة التى تتمتع بمقومات الاستثمار السياحى والصناعى والزراعى.
وأكد الدكتور حسام فوزى، استشارى المشروعات بالمحافظة السابق، أن مزرعة غليون يتم إنشاؤها بطرق علمية هندسية وبتقنيات عالية الكفاءة، التى تعمل بنسبة ٢٠٪ من مياه البحر المالحة و٨٠٪ من المياه العذبة، وكذلك إنشاء الترع والقنوات الرئيسية والفرعية الخرسانية ووضع طبقة بلاستيكية تسمى جى جريد حفاظاً على المياه وعدم تسربها.
وقال الدكتور فتحى عبدربه، الاستشارى العام للمشروع السابق «هذه المنطقة كانت عبارة عن بركة تغمرها المياه وتنتج أسماكاً طيبة لأن البحر يغمرها ثم ينحسر عنها، وبالتالى الأهالى كانوا يصطادون منها الأسماك، وأول ما فكرنا فى عمل تلك المنطقة كانت هناك صعوبة لأنها منطقة منخفضة ولا يوجد لها طرق لكن بفضل الله ثم جهود العاملين قدرنا نتخطى كافة الصعاب ونحولها لأكبر مشروع على مستوى الشرق الأوسط».
وشهد المشروع خلال الفترة الماضية زيارات لوفود كثيرة، منها فريق بحثى من المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد وخلال الزيارة تفقد الفريق البحثى مراحل المشروع من أحواض استزراع سمكى وجمبرى، وكذلك المفرخات ومصنع الأعلاف، ودارت مناقشات مع فريق عمل المشروع، حيث تم بحث العديد من الأفكار التى يمكن القيام بها لتذليل كافة العقبات الفنية التى قد تواجه المشروع، وسبل تعظيم الاستفادة التى تقدم للشعب المصرى فى خطة التنمية المستدامة.
وأكد الدكتور مصطفى عبدالوهاب، القائم بأعمال رئيس شعبة تربية الأحياء المائية بالمعهد، استعداد المعهد لدعم المشروع بكافة الخبرات الفنية التى يمتلكها خاصة فى مجال تفريخ الأسماك، فضلاً عن استعداد محطة بحوث المكس التابعة للمعهد لتجهيز تركيبات غذائية مناسبة لمصنع أعلاف الأسماك داخل المصنع البحثى التابع للمعهد ليتم إنتاجها بشكل تجارى داخل المشروع.
«بركة غليون» من أكبر المشروعات فى الشرط الأوسط