«فهمى»: العاصمة الإدارية و«الـ1.5 مليون فدان» سيكون لهما دور فى تخفيف الانبعاثات الضارة
وزير البيئة خلال مشاركته فى جلسة «مستقبل تغير المناخ»
قال الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، إن «العلم والتكنولوجيا من الممكن أن يقدما حلولاً ناجعة لمشاكل البيئة فى العالم الآن، كما أن (اتفاق باريس للمناخ) كان محاولة عادلة لإيجاد توافق بين العالمين النامى والمتقدم».
وأضاف «فهمى» خلال جلسة «مستقبل تغير المناخ فى العالم» التى عقدت ضمن فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، أمس، أن «ضمن ثوابت الموقف المصرى تنفيذ الاتفاقية الإطارية بمبادئها العادلة، وأن اتفاقية باريس تفعيل لذلك، إذ إن أولوياتنا فى الدول النامية هى التكيف مع الاحتباس الحرارى، فنحن فى أفريقيا سنتحمل العبء الأكبر، ولا بد من إقرار العدالة بين الدول كافة، خاصة مع انتقال الأموال والتكنولوجيا من العالم المتقدم للنامى».
أستاذ بجامعة «تشامبلين»: مصر قدمت «هدية بيئية» ثمينة بحفرها قناة السويس الجديدة
وتابع «فهمى»: «لقد قمنا بالفعل باستراتيجية للتنمية المستدامة وضعت التغيرات البيئية والمناخية فى الاعتبار، كما أن المشروع القومى للطرق والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع المليون ونصف مليون فدان وقناة السويس الجديدة سيكون لها دور كبير فى تخفيف الانبعاثات الضارة، ونحن نعمل على أنماط جديدة لإنتاج الغذاء من خلال أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية»، لافتاً إلى أن «إلغاء الدعم على المحروقات سيكون له أثر كبير فى تخفيف الانبعاثات، وقد تم الإعلان عن خريطة للطاقة فى ٢٠٣٥ لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى».
من جانبه، قال فيليب كوستين، الخبير الدولى فى مجال المناخ، إنه «ينتمى إلى أسرة تهتم بقضية الحفاظ على البيئة»، لافتاً إلى أن «جده قال له يوماً إن هناك علاقة بين المحيط البيئى والتغير المناخى الذى يحدث بصورة درامية، حيث أثر ذلك بشكل كبير على النظام الإيكولوجى فى أماكن كثيرة من العالم، ومنها منطقة البحر الأحمر».
وربط «كوستين» بين «ظاهرة القراصنة الصوماليين وتراجع موارد البحر الأحمر، نظراً لأن الكثيرين منهم كانوا يعملون فى الصيد، وقد تم منع الصيد الجائر فى تلك المنطقة، وهو ما دفع بعض الشباب إلى الاتجاه للقرصنة، وعندما نتحدث عن البيئة يجب أن نتحدث عن الاقتصاد والأمن والسلم العالمى، فمن جهة أخرى أثرت الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا منذ عام 2011 على الأمور البيئية، بسبب ظواهر القحط والجفاف التى دفعت ملايين السوريين للهروب من الظروف الصعبة التى يعيشون فيها، وهذا يؤكد أن التغير المناخى يؤثر على ملايين البشر، وبسبب الاحتباس الحرارى الذى لا مفر منه، فإن هناك الملايين الذين سيعانون بشدة مع نهاية هذا القرن.
ولفت «كوستين» إلى أن «قطاع الطاقة الذى يعتمد على الغاز والبترول يتراجع لصالح الطاقة الجديدة والمتجددة، وعلينا أن نفكر بصورة مختلفة ونشرك الشعوب فى الحوار، ونقدّم فرصاً أفضل لأطفال وشباب المستقبل، حيث يتحتم على المجتمع الدولى التوحد لمواجهة التغير المناخى، وخلق عالم أفضل فى مجال الصحة والحريّة».
من جهته، قال الدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة «تشامبلين» الأمريكية، إن كمية الحرارة التى تطلقها الشمس بدرجات عالية تضر بكوكبنا الأرضى، حيث إن ٧٠٪ من هذه الطاقة تمر من الغلاف الجوى إلى الأرض، ودرجة حرارة هذا الكوكب تزداد مع زيادة معدلات الحرارة، ودون الغلاف الجوى ستصبح الأرض كتلة صخرية ثلجية بلا حياة، وبعد الثورة الصناعية أثر استخدام الوقود الأحفورى على زيادة الغازات الدفيئة، ما جعل الأشعة التى تخرج من الأرض لا تستطيع أن تتجاوزها إلى الفضاء الخارجى»، مؤكداً أنه «باستمرار ازدياد معدلات الاحتباس الحرارى بنفس الطريقة ستزداد درجة حرارة الأرض أكثر من 3 درجات، وهو ما يعنى وقوع كوارث طبيعية لا يمكن أن يتحملها البشر»، لافتاً إلى أن «مصر قدمت هدية بيئية ثمينة إلى العالم كله بحفرها قناة السويس الجديدة».
فيما قال الدكتور عادل عبداللطيف، الخبير فى برنامج الأمم المتحدة الانمائى، إن «قضية انبعاث الكربون سياسية وليست علمية فقط، لأن حضارتنا الحالية تعتمد على الوقود الأحفورى بنسبة ٨٠٪ والباقى فقط من الطاقة المتجددة، وينبغى أن تجتمع كل الدول للاتفاق على تقليل الانبعاثات الضارة، لكن المشكلة أن سعر الطاقة الجديدة لا ينافس النفط وخاصة مع تراجع أسعاره عالمياً، ولا بد من بذل مجهودات ضخمة لتحويل نمط الإنتاج والاستهلاك إلى الطاقة المتجددة، ومن هنا جاءت خطة عمل الأمم المتحدة ٢٠٣٠».