بالصور| المتضررون من حرق منازلهم بالشرقية بعد مقتل سيدة يروون معاناتهم
"أدخنة الحريق تنبعث من بين جدران المنازل، بقايا أثاث ومفروشات التهمتها النيران، ماشية نفقت منتشرة داخل حظائر، صراخ وعويل سيدات وأطفال" عبارات تجسد ملامح ليلية قاسية عاشها عدد من العرب الفلسطينيين القاطنين بقرية المؤانسة التابعة لقرية سنجها بمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية بعد أن أشعل أهالي النيران في نحو 10 من منازلهم انتقاما لمقتل سيدة تصادف وجودها أثناء مشاجرة بين عائلتين من الفلسطينيين.
قالت خضرة محمد حلمي 70 عاما، ربة منزل، إنها فوجئت وعدد من الفلسطينيين بقيام العشرات من أهالي القرية بالهجوم على المنازل وإشعال النيران فيها، ما أصابهم بحالة من الذعر والهلع، مشيرة إلى أنهم غادروا المنازل على الفور ولجأوا للاختباء بالمقابر والأراضي الزراعية هربا من النيران، وأضافت أن النيران أتلفت المنازل.
وتابعت "كان في مشاجرة بين عائلتين من الفسلطينيين وتصادف وجود سيدة مصرية تلقت ضربة بحجر على رأسها بس مكنش حد قاصد يقتلها ولا كان حد قاصد يضربها بالحجر".
وأضافت: "هي مش طرف في المشكلة واللي حصل قضاء وقدر والغلطان يتحاسب مش يتم إحراق منازل الأهالي كما حدث"، لافتة إلى أن منزلهم المشيد من 3 أدوار تحول إلى خرابة والتهمت النيران الأثاث والمفروشات وتضرر سقف المنزل حتى انهارت الطبقة الأسمنتية وظهرت أسياخ الحديد منه.
وأضافت: "إحنا فلسطنيين من عرب 48 وعايشين في القرية من سنوات طويلة ولم يحدث أي وقائع مشاجرة بيينا وبين المصريين وعايشين من قبل"، ومضت قائلة: "أول مرة يحصل قتل وحرق".
وقالت سيدة أخرى: "إحنا أسرة من الفسلطينيين ولم نكن طرفا في المشاجرة وفوجئنا بقيام الأهالي برشق المنزل بالمولوتوف وإحراق حظيرة المواشي الكائنة أمام المنزل ما أدى إلى نفوق نحو 20 رأسا من الماعز وانهارت جدران الحظيرة وسقفها، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمنزل"
وأوضحت: "إحنا ملناش ذنب ليه يتحرق بيتنا وحاجتنا تتدمر وتخرب"، وتابعت: "حسبي الله ونعم الوكيل، ده ربنا مش بيحاسب حد على ذنب حد تاني، أما البشر مش في قلوبهم رحمة".
وأضاف إبراهيم عايش، 50 عاما: "بيتنا اتدمر بسبب الحريق وإحنا ملناش ذنب وتمكنا من إنقاذ شاب معاق أحد أفراد العائلة بصعوبة ونقلناه لمنزل أحد الجيران".
وأشار الرجل بيده إلى آثار الحريق التي التهمت أثاث ومفروشات وملابس وتركت آثارها على الجدران قائلا: "يرضي مين ده يا ناس، خراب ودمار".
وفي السياق ذاته، قال محمد أمين أحد أهالي القرية، مصري، "إننا نعيش بالقرية مصريين وفلسطينيين منذ عشرات السنين ولم يحدث مثل هذه الواقعة من قبل فجميعنا إخوة وما حدث في واقعة مقتل السيدة وقت المشاجرة كان يجب أن يترك للقانون والعدالة ومن غير الصحيح إشعال النيران في المنازل كما حدث لأن العنف والدمار لا يحل أي مشكلة وإنما يعقدها ويزيد من تفاقمها".
وكان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من اللواء محمد والي، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد بنشوب مشاجرة بين عائلتي "أبو سليمي" و"أبو جبري" من عرب فلسطين، وتبادلا خلالها التراشق بالحجارة بسبب مرور زفة حنة عروس من عائلة "أبوسيلمي" أمام منزل عائلة "أبوجبري"، والذي يوجد به حالة وفاة، وأثناء ذلك تصادف وجود "فتحية محمد مرسي" (28 عاما، ربة منزل) وتلقت ضربة على رأسها بحجر، ما أدى لإصابتها بنزيف في المخ، وتم نقلها لمستشفى كفر صقر المركزي وتحويلها لمستشفى الزقازيق الجامعي إلا أنها لقيت مصرعها بعد احتجازها 3 أيام بالمستشفى.
وأشعل أهالي السيدة وأهالي القرية النيران في نحو 10 من منازل المتهمين، وانتقلت قوة من الحماية المدنية للسيطرة على النيران برئاسة العميد أحمد الشوادفي مدير الحماية، وتم الدفع بأكثر من 15 سيارة إطفاء.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا