«عمرو» وإخوته الأربعة: لا أب ولا أم.. ولا «عيشة»
«عمرو» بين ثلاثة من إخوته
ذات يوم وبينما انكمش الأشقاء الأربعة فى أحد أركان منزلهم المبنى من الطوب اللبن، وهم يتضورون جوعاً بعد أن قضوا يوماً كاملاً بلا «لقمة عيش»، دخل عليهم الأخ الأكبر حاملاً بين يديه أكياساً من الطعام تفوح منها رائحة نفاذة، هرعوا نحوه واحتضنوه وتجمع الخمسة حول «صينية واحدة» تناولوا عليها وجبة كانت هى «فطارهم وغداهم وعشاهم».
فى أحد بيوت قرية عرب بلنصورة، التابعة لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، يعيش الطفل عمرو خليفة، الذى لا يتجاوز عمره 10 سنوات، مع أشقائه الأربعة بعد أن مات الأب والأم، وأصبحت حياتهم خالية من الحب والحنان والدفء الأسرى إلا ما يستمدونه من الأخ الأكبر الذى أصبح هو عائلهم الوحيد: «فى الأول أمى ماتت واضطر أبويا إنه يتجوز واحدة تانية، لكن بعد 5 سنين لحق بأمى فاضطررت أعتمد على نفسى عشان إخواتى الأربعة ملهمش غيرى، أنا المسئول الوحيد باعتبارى الأخ الكبير».
هو العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والديه.. ترك المدرسة وتفرغ للعمل باليومية للإنفاق عليهم
«فواكه» (3 سنوات ونصف)، «إصلاح» (5 سنوات)، «حسن» (8 سنوات)، «فاطمة» (9 سنوات)، هم الأشقاء الأربعة الذين أصبحوا تحت مسئولية ورعاية «عمرو» الذى لا يكبرهم إلا قليلاً: «أول قرار خدته بعد ما أبويا مات إنى أطلع من المدرسة وأشتغل، مكنتش هقدر أكمل وأنا بشتغل ومين هيرضى يشغلنى بنص يومية، كان نفسى أكمل تعليمى وأبقى حاجة كبيرة وأهلى يفتخروا بيا.. بس هما فين أهلى!!».
عمل «عمرو» فى أكثر من مهنة باليومية: «اشتغلت فى مزرعة دواجن، واشتغلت فى مزرعة فاكهة، كنت بقطف الثمار وباخد يومية كويسة، أى شغل كان بيجيبلى فلوس بشتغله عشان أقدر أوفر لاخواتى احتياجاتهم الأساسية». غيّر الطفل ذو السنوات العشر بوصلة حلمه، فلم يعد يحلم بأن يكمل تعليمه ليكون فرداً صالحاً فى المجتمع بل يحلم بأن يربى إخوته ويكون عوناً لهم فى الحياة: «أنا بحلم باليوم اللى إخواتى يكبروا فيه وكل واحد فيهم يقدر يعتمد على نفسه، الأيام دى صعبة خصوصاً فى الظروف اللى بنعيشها دلوقتى لكن إن شاء الله هتعدى».