«المصادر السرية».. كاشف أسرار الجرائم وأسرع طريقة للحصول على المعلومات
صورة أرشيفية
«المرشد.. المخبر.. المصدر السرى.. العصفورة»، كلها مسميات متعددة لشخص كان له دور ما فى مواجهات الواحات التى وقعت يوم الجمعة الماضى، وأسفرت عن استشهاد 16 ضابطاً ومجنداً، وإصابة 13 آخرين، ومقتل وإصابة 13 إرهابياً.. ورغم حالة الغموض الدائمة التى تحيط به، فإن دور المصدر السرى دائماً يكون حاضراً. المصدر السرى دائماً يكون مصدراً للمعلومات، ولكن السؤال المهم هو: كيف يتحقق الأمن من هذه المعلومات، العنصر الثانى الذى يوفر المعلومات للأمن هى اعترافات المتهمين المحبوسين.. وبالتأكيد الأمن لديه من الخبرة والدراية ما يمكّنه من التحقق من المعلومات المتوافرة لديه، وبعدها يتم شن الحملات لضبط الجناة والمجرمين، كما حدث فى مواجهات الواحات.
مصادر: 3 أنواع للمرشدين.. والاختيار يتم وفق ضوابط وقواعد محددة والتحريات وتطوير المناقشات آلية التأكد من صحة المعلومات
فى البداية، المصدر السرى أو المرشد هو شخص يمد الأجهزة الأمنية وخاصة رجال المباحث الجنائية والأمن الوطنى بالمعلومات لمنع وقوع الجرائم أو الوصول للجناة إذا وقعت الجريمة بالفعل، لذا يعتبر المصدر السرى أقصر طريق تقليدى لإماطة اللثام عن غموض الجريمة وخفاياها أو التوصل إلى مخبأ متهم مطلوب القبض عليه.
طريقة اختيار المصدر السرى والتعاون معه تتم وفقاً لمصادر أمنية على أساس كونهم إما أشخاصاً لهم احتكاك بالمجرمين بحكم عملهم أو ذوى النشاط الإجرامى الذين توقف نشاطهم الإجرامى، غير أنهم ما زالوا يحتفظون بصلات مع زملاء الإجرام القدامى، الذين ما زالوا يزاولون نفس النشاط أو مواطن صالح شاهد أو سمع معلومات تفيد فى الوصول إلى الجانى لحادث وقع، ولدافعه الوطنى وحبه للصالح العام يقوم بالإبلاغ عما لديه من معلومات تقود إلى كشف الحقيقة.
وأضافت المصادر أن المصادر السرية تنقسم إلى المصدر الدائم وهو مستمر فى العمل مع الأجهزة الأمنية، ويتم اختياره من المواطنين ويطلب منه تتبع أخبار الإرهابيين والمجرمين، وجرائمهم والمصدر المؤقت الذى ينتهى عمله بانتهاء القضية والوصول إلى الجانى أو ضبط الجريمة وهى على وشك الوقوع، وهناك المصدر بالمصادفة، وهو شخص يتم ضبطه فى جريمة أثناء أو قبل أو بعد ارتكابه جريمة معينة بالاشتراك مع آخرين وقد يكون هذا النوع من المجرمين شخصاً اعتاد ارتكاب جريمة معينة مكّنته من التعرف على آخرين يمارسون نشاطاً إرهابياً أو إجرامياً مماثلاً وهناك نوع آخر، وهو شخص يتحصل على معلومات عن طريق الصدفة أو بحكم عمله أو لظروف جعلته يصل إلى المعلومات ويقوم هذا النوع من المصادر بالإدلاء بالمعلومات فى سبيل الحصول على مكافأة مالية أو بوازع من ضميره.
وأكدت المصادر أن الأمر لا ينتهى عند حد الحصول على المعلومة من المصادر، إنما يتبع ذلك تطوير مناقشة المصدر إذا كان التعاون معه يتم للمرة الأولى وإجراء تحريات مكثفة للتأكد من صحة المعلومات وبعدها يتم التحرك، حيث يتم تفنيد كلام المصدر وعزل عناصر التشكك فى معلوماته، ويتم تفنيد كل منها على حدة.
أما فيما يتعلق بمعلومات العناصر المقبوض عليهم، فأوضحت المصادر أنه يتم معرفة دوافع المتهم للاعتراف ومضاهاة أقواله باعترافات زملائه المحبوسين، ثم إعادة تطوير مناقشته ومقارنة ما تم التوصل إليه بتحريات دقيقة ومعلومات من مصادر سرية، مشيرة إلى أن المصادر السرية لا يتم الكشف عن هويتها سوى لرؤساء الضباط العاملين فى القضايا محور المعلومات فقط دون أن يكون ملزماً بالإفصاح عنها لجهات التحقيق.