تخبط إداري ثم تأجيل.. المدارس الياباني «طلعت تايواني»
مدرسة يابانية - أرشيفية
«مبان مجهزة وفصول دون طلاب».. هكذا كان حال المدارس اليابانية، يوم الأحد الماضي، والمقرر أن يكون أول يوم دراسي لمشروع مثل حلما للمصريين في نظام تعليمي جيد، حيث سيطرت حالة من التخبط على قيادات الوزارة، رغم تأكيد وزير التعليم على بدء الدراسة في موعدها.
حالة التخبط انتهت عندما أعلنت فريدة مجاهد، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه لن يتم بدء الدراسة في المدارس المصرية اليابانية إلا بعد اكتمال كل التجهيزات بها، وإنهاء مشكلة تظلمات التنسيق، التي ظهرت لدى بعض أولياء الأمور.
وتقدمت النائبة أنيسة عصام حسونة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى وزير التعليم، بشأن ما وصفته بـ«التخبط الإداري» بالمدارس اليابانية، معتبرة أن التخبط يدفع ثمنه الطلاب، بالرغم من كون تجربة المدارس اليابانية في مصر تجربة رائدة.
«عدم وضوح معايير الاختيار أو الرفض»، بحسب البرلمانية، كان السبب الرئيسي في هذا التخبط، بالإضافة إلى عدم وجود جهات للتظلم أو جهات توضح أسباب الرفض أو حتى الخطوات التى يتم اتباعها فى حالة الرفض، معتبرة ذلك استهانة بمستقبل طلاب مصر.
وفي وقت سابق، أكدت هبة رزق، معاون وزير التربية والتعليم للتخطيط، أن المدارس اليابانية لن يتم تدريس اللغة اليابانية فيها، إضافة إلى أن مدرسيها مصريين، يتم انتدابهم بمعايير معينة منها حصولهم على شهادات من الأكاديمية المهنية للمعلمي"، وهو ما يجعل المدرسة قريبة الشبه من نظيراتها المصرية، وليست كما يدل اسمها.
ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، اليوم الأربعاء، بوضع برنامج متميز وتشكيل لجنة متخصصة من أساتذة علوم الاجتماع والنفس والرياضيات واللغات؛ لاختيار التلاميذ والمعلمين المناسبين للمدارس اليابانية، بما يضمن تحقيق تلك المدراس للنتائج المرجوة.
الدكتور كمال مغيث، وصف المدارس اليابانية بـ«الوهم الكبير»، موضحًا أن نظام التعليم لابد أن يقوم على فلسفة المجتمع وعلاقة التعليم بالعمل، ولا يمكن تعميم تجربة المدارس اليابانية بكل ما فيها في مدارس مصرية، لاختلاف الثقافات، وهو ما أدى في النهاية إلى حالة التخبط التي تشهدها المدارس.
ويضيف «مغيث» لـ«الوطن» أن نظام التعليم في أي دولة يخضع لحسابات معقدة، متعلقة بالثقافة والمجتمع وتاريخ الدولة، وبالتالي لا يمكن نقل تجربة دولة في التعليم إلى دولة أخرى، معتبرًا أنه من الممكن أن نستفيد من طريقة تدريس اليابان مثلا للكمبيوتر، لكن التجربة ككل لا يمكن نقلها بأكملها.