بالصور| تفاصيل الاجتماع التشاوري لـ"الوطنية للصحافة" برؤساء التحرير
جانب من اجتماع اليوم
عقدت الهيئة الوطنية للصحافة اجتماعها التشاوري السادس مع رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء تحرير الصحفية القومية، لبحث سبل تثبيت أركان الدولة، بمؤسسة دار الهلال، مساء أمس، وتناول موضوع المحتوي الإعلامي للطفل المصري، وخرج الاجتماع بـ6 توصيات، منها ضرورة الاستماع إلى الطفل والتجاوب معه في ظل المتغيرات التي تواكبها وسائل الإعلام مؤخرا.
وتضمنت التوصيات أيضا تذليل كل المعوقات أمام تقديم محتوى صحفي متميز للأطفال يتناسب مع متطلباتهم ورغباتهم، ووضع آليات واستراتيجيات تتبناها كل مؤسسات الدولة لرفع وعي وثقافة الطفل، وتقديم صحافة متخصصة عبر إصدارات متطورة للطفل تتناسب متطورات العصر، والاتفاق على عودة الأنشطة المدرسية والمسرح المدرسي، فضلا عن التوصية بتوقيع برتوكول تعاون بين إحدى الفضائيات ودار الهلال لتقديم محتوى متميز للأطفال.
وبدأ الاجتماع في السابعة مساء، بكلمة لكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أكد فيها أنه يتم التعامل مع المشكلات الموجودة في الصحف القومية المصرية أولا بأول للمضي قدما في خطة الإصلاح، مشددا على أن الطريق ليس سهلا لكن المضي فيه أصبح محتوما، وتم البدء فيه بتنظيم دورات تدريبية للصحفيين.
وتناول جبر في كلمته خلال اجتماع الهيئة الوطنية للصحافة التشاوري السادس لبحث المحتوى الإعلامي للطفل المصري في إطار تثبيت أركان الدولة المصرية بمؤسسة دار الهلال أن الطفل أصبح في عمر عام أو عامين قادرًا على اللعب بالهاتف المحمول، لكن لو وضع أمامه كتاب لن ينظر إليه.
وأضاف أنه "إذا فرضنا أننا ننمي ثقافة الأطفال، فعلينا أن نستمع إليهم كما يستمعون إلينا، وأن نرى ما الذي يحتاجونه، وأن نتركهم يفكرون ونرشد هذا التفكير"، لافتا إلى أن الصحافة المقروءة تتراجع تراجعا كبيرا أمام وسائل النشر الأخرى، في الوقت الذي تمس الحاجة إلى أن يحب الطفل القراءة، وإلى إعادة كبرياء الصحافة والصحفيين وقيمتهم واسترداد المساحة التي فقدتها الصحافة في الرأي العام.
وأكد أن الصحافة القومية المصرية كان لها دور مهم جدا في فترات تاريخية وحملت قضايا الدولة على أكتافها، ولا يمولها أحد، وصحفيوها مدربون وعلى مستوى عال من الكفاءة، قائلا "إذا أصلحنا صحافتنا سيكون هذا هو الباب لإصلاح إعلامنا بالكامل".
من جهته، أكد مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة دار الهلال، ما لهذه المؤسسة من تاريخ عريق بإصداراتها الثرية التي تعود إلى عشرات السنين، لافتا إلى أنه في مجال الطفل تصدر دار الهلال مجلة سمير وسلسلة كتب الهلال للأولاد والبنات، ومجلة الهلال الصغير.
وقال سبلة إنه في الاجتماع الخامس الهيئة الوطنية للصحافة مع قيادات المؤسسات الصحفية القومية بهدف تثبيت أركان الدولة، وقع الاختيار على مناقشة قضية المحتوى الإعلامي للطفل المصري، لافتا إلى أنه لأول مرة في هذا اللقاء الرسمي يتم الحديث عن بناء وجدان الطفل المصري، بعد أن تم تناول قضايا أخرى.
ولفت إلى أن دار الهلال كانت معقلا لمجلتين مهمتين جدا، هما ميكي وسمير واللتان لعبتا دورا كبيرا في تشكل الوجدان المصري، وظلتا مستمرتين حتى التسعينيات.
كما أوضح أن دار الهلال كانت رافدا من روافد الثقافة للطفل المصري، التي تضم أيضا السينما والمسرح والترفيه، في ظل حرمان الطفل المصري الآن من قراءة المجلات والكتب، الأمر الذي يحتاج لبحث ومناقشة أسبابه.
بدوره، أكد محمد الحمامصي رئيس تحرير كتاب الهلال للأولاد والبنات، ومجلة الهلال الصغير أنه لا يوجد من التراث المصري ما يحمي الطفل من غول العولمة، فلا ميزانية لشراء كتب، وتكتفي المدارس باستلام أجهزة الكمبيوتر كعهدة، ليتم ترك الطفل المصري لتقوده تياران كل منهما أشد فسادا من الآخر، هما الإخوان والسلفيين، الذين استقطبوا الأطفال من خلال مدارسهم الخاصة، ودور النشر الخاصة والذين يقومون بطباعة كتب الأطفال مجهولة المؤلفين والمترجمين بلا رقابة على محتواها.
وشدد على أن هناك خطرا آخر هو تيار التكنولوجيا الرقمية، حيث تقدم القصص المصورة ولا أحد يتابع أو يعرف حجم هذه التجارة، موضحا أن المؤسسة أطلقت مجلة الهلال الصغير قبل تسعة أشهر، وأن كتاب الأطفال في مصر مستعدون كامل الاستعداد لتقديم إبداعهم بدون مقابل.
وأضاف: "مسؤوليتنا كبيرة إذا شئنا تثبيتا لأركان الدولة، ولا بد من أن نصارح أنفسنا بتقصيرنا في حق الطفل المصري، وأقترح أن تنظم الهيئة الوطنية للصحافة دورات تدريبية على صحافة الطفل، وأيضا أن تدعم الدولة البرامج والإصدارات التي تصدرها المؤسسات القومية، وإنشاء مجلس اعلى لثقافة الطفل، على أن تتوحد كل الهيئات الخاصة تحت رعاية هذا المجلس".
من جهته، دعا عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام جموع الصحفيين لحضور اجتماع الجمعية العمومية لصندوق التكافل اليوم، مشيرا إلى اعتزام زيادة الميزة التكافلية لثلاثة أضعاف لتصبح 45 ألفا بدلا من 15 ألف جنيه حاليا.
وأكد سلامة أن قضية المحتوى الإعلامي للطفل من أخطر المحاور، فإذا دار الحديث عن الطفل المصري فهو عن المستقبل، في وقت تعاني الثقافة من محنة والصحافة كذلك، مؤكدا أنه من المهم التصدي لهذا الأمر بكل قوة.
ولفت سلامة إلى أنه للأسف الشديد أصبح هناك تجاهلا شديدا لحصة الأنشطة، في الوقت الذي يفكر وزير التربية والتعليم في إلغاء الكتاب المدرسي، إذن كيف نفكر ونتكلم عن جزئية الثقافة ومستقبل مصر وكيفية أن ينشأ الطفل المصري في مناخ داعم للثقافة والتنوير وعن حمايته من مناخ التطرّف والإرهاب".
وتابع سلامة بقوله: "لدينا مجلات الأطفال ولدار الهلال والأهرام والأخبار إسهامات كبيرة، لكن هناك أزمة تمر بها الصحافة بشكل عام، والدولة عليها أن تقدم الدعم ليس المادي فقط ولكن المعنوي، وأن تعود المكتبات ومجلات الأطفال بها".
وواصل قائلا: "أتحدى أن تكون هناك مدرسة مشتركة في مجلات الأطفال، وأعتقد أن هذه القضية خطيرة ومن المهم الوصول فيها الى تصور".
من جانبه أكد ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، أن دار الهلال لها النصيب الأكبر من ثقافة الطفل تاريخيا، وأنه توجد أربع مؤسسات تولي اهتماما بثقافة الطفل هي دار الهلال وأكتوبر والأهرام وأخبار اليوم.
وأكد أهمية دور هيئة قصور الثقافة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، لافتا إلى أن جميع المؤسسات توقفت عن رفع أسعار إصدارات مجلات الأطفال رغم تكلفتها الكبيرة.
ودعا رزق لعقد لقاء مع وزير التربية والتعليم وكل المؤسسات الخاصة بالطفل في مقر الهيئة الوطنية للصحافة لبحث التعاون بين جميع الأطراف، ودراسة المحتوى المقدم للطفل.
وتساءل الدكتور محمود علم الدين الأستاذ بكلية الإعلام وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، قائلا: "ماذا يقرأ الطفل وماذا نقدم له نحن وماذا يقدم الآخرون، فالدراسات تؤكد أن الطفل لم يعد يقبل على القراءة على الإطلاق وإنما يقبل على الأفلام الكارتون، والالعاب الإليكترونية، وتطبيقات الهاتف المحمول، ومواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي توقف محتوى وشكل الإصدارات عند شكل غير جاذب على الإطلاق، مع تصور أن المحتوى الجاذب لا يخرج عن الألغاز".
وقال أحمد أيوب رئيس تحرير المصور، إن هناك مخططا لتنشئة طفل مصري عنيف ومغيب عن هويته المصرية، لافتا إلى أن أطفالنا للأسف تحولوا إلى وسيلة عقاب لكل مدرس فاشل.
ودعا أيوب للنظر إلى الرحلات التى تنظمها المدارس فسوف نجد أن جميعها إلى الملاهى وللترفيه وغابت الثقافة وتنظيم رحلات للمكتبات.
وأشار إلى أنه لا يخفى على أحد أن هناك غيابا للصحافة المدرسية والمسرح، لافتا إلى أن هناك ظاهرة خطيرة تستهدف أطفالنا وهي الإقبال الشديد من قبل الأسر المصرية للتقديم لأبنائهم في المدارس اليابانية دون النظر إلى نوع الثقافة التي ستقدم له.
وطالب أيوب المسؤولين بضرورة العودة مرة أخرى إلى الصحافة المدرسية والمسرح لتنمية ثقافة الطفل منذ الصغر.
واستضافت مؤسسة دار الهلال سادس اجتماعات الهيئة لمواصلة بحث مبادرة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لدعم وتثبيت أركان الدولة المصرية التي أشار إليها خلال مؤتمر الشباب الأخير بالإسكندرية، بحضور رؤساء مجالس إدارات وتحرير المؤسسات الصحفية القومية، حيث بدأت باجتماعها الأول الذى عقد بمقر الهيئة ثم أربعة اجتماعات أخرى بالأهرام والأخبار والجمهورية ووكالة أنباء الشرق الأوسط ومن المقرر أن تختتم الاجتماعات بمؤسسة روزاليوسف.