التأهل يعيد مقاطعي الكرة بعد مذبحة بورسعيد للاحتفال: «مش ناسيين الدم»
جانب من احتفالات المصريين بالصعود لكأس العالم
5 سنوات و7 أشهر، مدة ابتعاد عدد لا بأس به من جماهير الساحرة المستديرة عن التشجيع، بعد ليلة دامية عُرفت إعلاميًا بـ"مذبحة بورسعيد" وراح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي بعد مباراة جمعت الفريق الأحمر مع المصري البورسعيدي في مستهل شهر فبراير من العام 2012، وعدلوا عن عزلتهم، أمس، فلم تستطع عقولهم وقلوبهم تحمل القرار أمام تشجيع فريق المنتخب للتأهل لحلم المونديال الذي لم يشهدوه منذ 28 عامًا.
في البداية لم يغلب "إيمان علي" الحماس لمشاهدة مباراة مصر والكونغو والمؤهلة إلى كأس العالم المقام في روسيا 2018، فكلما تحدث أحد عن الكرة تتذكر "الكابوس" الذي لم تفق منه بعد، وابتعدت عن معرفة تشكيل الفريق والاحتياطي ومراكز اللاعبين وكل ما كانت تهتم به أو شغوفة نحوه يخص النادي الأهلي "كل ما أشوف ماتش أفتكر مجزرة بورسعيد".
الجلوس والمشاهدة أمر اعتبرته عابرًا ولن تمكث طويلًا أمام التلفاز بعد 5 سنوات من الانقطاع عن عالم الكرة، حتى لم تستطع أن تفرق كرسيها من التوتر والاهتمام بالنتيجة "الحماس زاد آخر الماتش كنت بتنطط من الفرحة"، رغم عدم رغبتها في مشاهدة المباريات مرة أخرى إلا المصيري منها.
لم يختلف الحال بالنسبة إلى "دياب أحمد"، ذو الخمسين عامًا، الذي يعتبر مشجعًا صميمًا لم يغادر شيئًا عن كرة القدم إلا وكان على علم به، رغم عدم تفضيله الذهاب إلى الملاعب والرؤية عبر الشاشة فقط، ذلك المتابع النهم استطاع أن يبتعد عن معشوقته لسنوات بعد رؤية شباب من عمر أولاده تزهق أرواحهم على الهواء مباشرة "قفلتني ريحة الدم من الكرة كلها"، حتى أنه لم ير أي مباريات غير تلك التي تؤهل لبطولة مهمة، وأحيانًا يكتفي بسماع النتيجة فقط، ولكنه أمام المباراة الكبيرة هرب من القرار "ده حلم مشوفتهوش غير مرة في حياتي".
استعادة ذكريات التأهل في العام 1989 كانت عاملًا قويًا في عودته لمشاهدة المباراة، أمس، "قلبي بيلعب معاهم وكان هيوقف من الفرحة".
على عكس السابقين، لم تكن "وفاء أشرف" متابعة جيدة من البدء لكرة القدم، إلا أنها كانت تستمتع بها عن بُعد بانتماء كروي شبّت عليه مثل أسرتها، لكنها لم تنس ذلك اليوم الذي توقعت أنها لن تفرح بشيء يخص تلك الساحرة المستديرة مرة أخرى "الدم والهرجلة والموت خطفوا قلبي"، وزادت ابتعادًا وتنأى بنسفها أن تستمع إلى أخبارها، ولم تشاهد مباراة مصر والكونغو أمس إلا في الدقائق الأخيرة "لما جه جول الكونغو معرفش إيه اللي حصلي وبقيت بقول يارب وبتفرج"، بعد الفوز هرعت وفاء مع أصدقائها للشارع للاحتفال مع المصريين "الفرحة حلوة ربنا ما يعيد الليلة السودة تاني".