كبيرة باحثين بـ"كامبريدج" تدعو ميانمار إلى وقف الاضطهاد ضد الروهينجا
صورة أرشيفية
دعت "لين كوك" الباحثة في الشأن الميانماري، بمعهد "بروكينجز" الأمريكي للأبحاث وكبيرة الباحثين بجامعة "كامبريدج" الحكومة الميانمارية إلى وقف الاضطهاد الممارس ضد مسلمي الروهينجا.
جاء ذلك في حديث لوكالة "الأناضول"، حول التطورات الخاصة بوضع مسلمي أراكان، وذكرت كوك بأن مصطلح "التطهير العرقي" لا يوجد له مسند قانوني، معتبرة تصريحات مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين بشأن الضغوطات التي يتعرض لها مسلمو ميانمار بأنها "لازمة من أجل سد الفراغ القانوني".
وفي 20 سبتمبر الجاري قال المفوض الأممي في تصريحات أدلى بها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن "العنف والظلم الذي يواجهه مسلمو الروهينجا في أراكان غربي ميانمار، أشبه ما يكون بالتطهير العرقي".
وقالت كوك إن وثائق الأمم المتحدة وبعض مؤسسات حقوق الإنسان الدولية تشير إلى لجوء حوالي 400 ألف مسلم أراكاني إلى بنجلاديش، وإنه من الممكن رؤية مدى الظلم الذي تعرض له هؤلاء من خلال ما يروونه من أعمال القتل العشوائي والتعذيب والاغتصاب وإضرام النار التي شاهدوها.
وشددت كوك على أن عدم حماية الدول لمواطنيها هي مسؤولية الأمم المتحدة، وأنه "ينبغي على المجتمع الدولي التدخل من أجل وقف الظلم الذي يتعرض له مسلمو أراكان، ويمكن إيجاد حل دبلوماسي وإنساني وسلمي لهذا الوضع، لكن في حال تعذر حله دبلوماسيا فعندها يجب أن ينتقل إلى مجلس الأمن الدولي".
وشددت كوك على أنه لا يمكن بالضبط معرفة الأسباب الكامنة وراء عدم إدانة زعيمة ميانمار أونج سان سو تشي، أنشطة القوات الأمنية، وأضافت أن "الشيطان وحده الذي يعرف ما يدور في بال الإنسان".
ولفتت كوك إلى أن هناك آراء مختلفة حول أسباب صمت سو تشي تجاه ما يحدث، وأنه "من الممكن أن يكون السبب وراء صمت سو تشي هو تعاطفها مع رؤية وأنشطة القوات الأمنية ودعمها لهم".
وأشارت كوك إلى أن وجهة النظر الأخرى حول صمت سو تشي، هو أنها قد لا تملك القوة والصلاحية لمواجهة الوضع، مبينة أن "الجيش في ميانمار لا يزال يسيطر على الشؤون الداخلية والحدود والأمن والوزارات".
ونوهت كوك إلى أن سوتشي قد تكون التزمت الصمت كي لا تفقد دعم المجموعات التي تولي أهمية لها، ولكون مسلمي أراكان لا يملكون القوة التي تمكنهم من التأثير على التوازنات السياسية في البلاد.
من جهة أخرى أشارت كوك إلى أن زعيمة ميانمار لا تلتزم الصمت تجاه ما يتعرض له مسلمو أراكان، ولا تتهرب من إدانة القوات الأمنية فحسب، بل تنكر في الوقت نفسه حالات الاغتصاب والعنف التي تعرض لها مسلمو أراكان".
وأوضح أن "حكومة سو تشي اتهمت مسلمي أراكان بحرق منازلهم وقراهم الشخصية".وأكدت على أن ادعاءات سو تشي بعدم تعرض الجميع في ولاية أراكان للتمييز، وأن إمكانية الوصول للخدمات الصحية والتعليمية فيها متاح، لا تعكس الحقيقة. ودعت كوك الحكومة الميانمارية للتحرك بشكل سريع من أجل وقف الظلم الممارس ضد مسلمي أراكان، وإتاحة الفرصة لهم من أجل العودة إلى البلاد، وكذلك إزالة العوائق التي تحول دون تمكن المراقبين الدوليين من زيارة المنطقة.
وشددت على أن مسلمي ميانمار سوف يظلون يتعرضون للتمييز والاضطهاد بشكل رهيب في حال استمر الغموض بشأن نيل حقوقهم في المواطنة. وقالت كوك إنه "ينبغي على المجتمع الدولي أن يوقف استخدام الجيش للقوة المفرطة بشكل عاجل" وفي الوقت نفسه ينبغي عليه نهج سياسة مبنية على عنصري "المكافأة والعقاب" من أجل توجيه الحكومة الميانمارية "نحو الطريق الصحيح". وأضافت أن وضع مسلمي أراكان ليس "مزر من الناحية الإسلامية " فقط، بل في الوقت نفسه يضر بالاستقرار الإقليمي والدولي.