8 مبادئ لرسم استراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط.. أهمها حل أزمة قطر
صورة أرشيفية
تراجع بشكل ملحوظ، في الفترة الأخيرة، دور الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبحت إيران تشكل تهديدا إقليميا، وأصبحت روسيا هي اللاعب الرئيسي في الأزمة السورية. ويرى تقرير نشره معهد "واشنطن" لسياسات الشرق الأدنى، أن الوقت بدأ ينفذ بالنسبة للولايات المتحدة، وإذا لم تضع استراتيجية، فإن الأحداث هي التي ستقود سياسة البيت الأبيض في المنطقة.
ويوضح تقرير معهد "واشنطن"، الذي أعده الباحثان جيمس إف. جيفري، الذي عمل 30 عاماً في وزارة الخارجية الأمريكية، ودينيس روس المساعد الخاص للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن هناك 8 مبادئ ينبغي أن توجه الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وأول هذه المبادئ هي العمل بهدوء مع حلفاء الولايات المتحدة لمساعدتهم على الشعور بأنهم جزء من الاستراتيجية. أما ثاني مبدأ فهو أن لاتخضع الولايات المتحدة في استراتيجيتها لرغبة الإيرانيين في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، فإيران دولة تشكل خطراً أكبر بكثير، خاصة في ضوء نجاحها في استخدام الميليشيات الشيعية.
والمبدأ الثالث، إدراك بأنه لا يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن يصلح معضلة أمريكا مع إيران في سوريا. فالتواصل والتنسيق مع الروس أمر منطقي، ولكن ما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لدفع الثمن الذي يدفعه الروس، فسيواصلون معاملة الإيرانيين والميليشيات الشيعية كمنفذيهم الميدانيين. يجب التوضيح بأن أمريكا لن توقف الإيرانيين أو وكلائهم في سوريا، ولكنها ستستخدم قوتها الجوية المتفوقة لمنعهم من التوسع بصورة أكثر، وهي السياسة الوحيدة التي من شأنها أن تجبر بوتين على أن يحاول تقييد التحركات الإيرانية.
المبدأ الرابع، هو أن يتعيّن ممارسة النفوذ الأمريكي لإنهاء الموقف المعقد في الأزمة القطرية بعد مقاطعة الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) لقطر بسبب دعمها للإرهاب. ويرى التقرير أنه في حين تحتاج قطر إلى تغيير سلوكها، فقد آن الأوان لإنهاء تشتت الفكر وحشد جميع الشركاء الأمريكيين، مع سكانهم المتفوقين، وجغرافيتهم، وقدراتهم العسكرية، وثرواتهم.
ويرتكز المبدأ الخامس، حول ضرورة شرح السياسة الأمريكية بشكل متكرر للأصدقاء والأعداء على حد سواء، ولا ينبغي لأحد أن يشك في النوايا الأمريكية. أما المبدأ السادس فهو الاعتراف بالمعايير الدولية وليس الاستهانة بها.
والمبدأ السابع هو ضرورة عدم الانسحاب من مناطق أو التخلّي عن مواجهات ما لم تكن المخاطر هائلة. ويؤكد التقرير أنه لا تزال مصداقية الولايات المتحدة، التي تشكل إطار جميع النظم الأمنية، ضعيفة على الرغم من الردود العسكرية الأخيرة التي أذن بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
والمبدأ الأخير هو أنه لكي تكون الولايات المتحدة ناجحة، يجب ألا تتمادى في رد فعلها وتضغط من أجل الحصول على مطالبها. ويوضح التقرير أن الرئيس الأمريكي السابق جون كندي، فهم ذلك خلال "أزمة الصواريخ الكوبية"، ولكن الأهداف الطموحة قد أضعفت الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.