5 أطفال بلا كشاكيل.. والسبب: مرض مفاجئ
ياسمين
مع اقتراب الدراسة، تتعالى أصوات المعارض المجانية التى تتنافس على تقديم المستلزمات وجميع الأدوات للأطفال المنتمين إلى الأسر الفقيرة، رافعين شعار «مفيش طفل هيدخل ناقصه حاجة»، مجهود كبير تبذله وزارة التضامن ومؤسسات المجتمع المدنى فى توفير احتياجات هذه الأسر التى تُصر على تعليم أبنائها، فى ظل غلاء الأسعار وظروفهم الصعبة، لكن من بينهم أسر لم تحظ بهذه المبادرات، ورغم مرور أسبوع من الدراسة لا يزال أبناؤهم يذهبون دون «كشكول المدرسة».
الأم: «كل يوم يرجعوا من المدرسة معيطين»
5 أبناء من أسرة واحدة تتراوح أعمارهم من 3 لـ14 عاماً، بداية من مرحلة الروضة وحتى الإعدادية، يذهبون يومياً إلى مدرستهم فى عزبة الوالدة بحلوان بشنطة فارغة، على أمل أن يجدوا من يحنو عليهم ليُكمل فرحتهم التى غابت منذ مرض الأب، أشرف عبدالسميع، 43 عاماً، بالقلب، وتركه لعمله كـ«شيال» قبل شهر، تروى الأم، ياسمين محمد، 34 عاماً، تفاصيل حياتها البائسة: «أختى سلفتنى لبس بنتها، لما لاقتنى مش قادرة أجيب لبس المدرسة، واستلفت من كل الناس، هنعمل إيه، الحوجة مرة». بعد مكوث الأب فى فراش المرض لم تجد مصدر رزق يساندها ويسد احتياجها: «حياتنا على الأد، مرة فيه، ومرة مفيش، لو قعدت يوم واحد فى البيت مابنلاقيش ناكل، ما بالك شهر»، تعانى الأم من مرض الروماتويد، الذى حرمها من البحث عن فرصة عمل: «باخدم العيال بالعافية». يدخل المعلم الفصل كل صباح يطلب من تلاميذه القيام بمهامهم اليومية من قراءة الدروس وحل تدريبات عليها، يجلس الأبناء الخمسة بحقائبهم فارغة، يتطلعون إلى أقرانهم والحزن يملأهم، يعودون إلى منزلهم، وفى داخلهم قرار بألا يذهبوا مجدداً دون أدوات: «مش مبطلين عياط بس هاعمل إيه؟، حتى الأكل مابقيناش لاقينه، وعيالى نفسهم عزيزة»