اندماج «آلستوم» و«سيمنز» لإنشاء مجموعة ضخمة جديدة في عالم القطارات
صورة أرشيفية
أعلنت مجموعة «آلستوم» الفرنسية، التي تصنّع قطارات «تي جي في» الفائقة السرعة، اندماجها مع الألمانية الرائدة «سيمنز»، لتشكيل عملاق أوروبي جديد في عالم صناعة القطارات، في صفقة ضخمة تم البحث فيها على مستوى سياسي عال.
وستنشأ بموجب التحالف مجموعة «سيمنز- آلستوم»، التي ستحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث حجم عربات السكك الحديد، والأولى من حيث إشارات المرور الخاصة بالقطاع.
وفي مرحلة أولى، سيكون قطار «تي جي في» الذي يعتبر رمزا للنجاح الوطني في فرنسا ألمانيا فرنسيا، لكن الاتفاق ينص على أن «سيمنز» يمكن أن تزيد حصتها عن 50.5% من رأس المال بحلول 4 سنوات.
وستساهم المجموعة الألمانية بنشاطاتها في السكك الحديد، بينما تقدم «آلستوم» بنصف رأس المال. وستكون العاصمة الفرنسية مقر الكيان الجديد الذي سيدرج في بورصة باريس، بحسب بيان مشترك للشركتين نشر مساء الثلاثاء.
وقال رئيس «سيمنز آي جي» جو كايسر: «نحن بصدد إنشاء عملاق أوروبي جديد في عالم صناعة القطارات على المدى الطويل. هذا سيعطي زبائننا حول العالم استثمارا اكثر ابتكارا وتنافسية». إلا أن نائب زعيم حزب الجمهوريون (يمين) الفرنسي لوران فوكييز استنكر عملية الدمج، قائلا: «ألمانيا تشتري فرنسا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبيعنا بسعر زهيد».
واعتبر نواب من اليسار المتطرف، أن «مثل هذا السيناريو لن يؤدي إلى نظير لإيرباص في السكك الحديد كما يتم الترويج له في الصحف، لأن المشروع لا يخضع لأي رقابة عامة». ومن المفترض أن تستكمل العملية بحلول نهاية 2018، بعد الحصول على التراخيص القانونية.
وكان اتحاد «آلستوم - سيمنز» موضوع بحث منذ سنوات، وهو يكمل التحول داخل المجموعة الفرنسية التي باعت أعمالها في مجال الطاقة، لـ«جنرال إلكتريك» الأمريكية عام 2015 بمبلغ 9.5 مليار يورو.
وتخلت الدولة الفرنسية عن حصتها في الشركة الجديدة، التي تملك الآن طلبات شراء بقيمة 61.2 مليار يورو، وتصل أرباحها في مجموعها لـ15.3 مليار يورو، بحسب معلومات مستقاة من البيانات المالية الأخيرة للمجموعتين.
وسيتكون مجلس إدارة الكيان الجديد من 11 عضوا، 6 منهم تعيّنهم «سيمنز» بما في ذلك الرئيس. وسيستمر الفرنسي هنري بوبار-لافارج بقيادة الشركة كرئيس مجلس إدارة، إضافة إلى كونه عضوا في المجلس.