بالفيديو| في الجلسة الأولى لـ"التلاعب بالبورصة": الديب لايفارقه السيجار.. والعساكر ينامون على الصفوف الخشبية
المحامون ببزاتهم قاتمة اللون وحافظاتهم، البلاستيكية والجلدية .. يعرفون طريقهم إلى بوابة 8 لأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس .. كردون من الحواجز الحديدية يهديك للمدخل .. العشرات من عساكر الأمن خلفه .. الساعة تقترب من التاسعة.
مشادات للصحفيين والمصورين مع أحد قيادات الشرطة .. يرفض "الرتبة" دخولهم إلا بعد استئذان القاضي .. الساعة التاسعة بالضبط. "عقيد" يخرج من الأكاديمية بعدد من العساكر ليغير "الخدمات" .. الأمن ينادي على الصحفيين والمصورين للدخول وإظهار بطاقتهم الشخصية وتصريح الدخول .. يتعرض الجميع للتفتيش أمام البوابة الإلكترونية .. تتكرر النصائح بإخراج المعدن والموبايل جانبا .. الحقائب تأخذ طريقها على السير الإلكتروني.
أتوبيس أبيض كبير بانتظار الصحفيين ومحامي الدفاع لتنقلهم إلى قاعة المحكمة، يشغل مجموعة من المحامين وقت انتظارهم الوصول في الحديث عن قرار مرسي بعودة مجلس الشعب، لم تمر دقيقتان حتى وصل الأتوبيس لمقر لقاعة، يقف الجميع بانتظار التفتيش مرة أخرى، وترك هواتفهم المحمولة عند دولاب الأمن، يتكرر التنبيه على الجميع بعدم دخول كاميرات الفيديو، يقودك السلم إلى الدور الأول، يخضع الجميع لتفتيش آخر، لم تبدأ الجلسة الأولى من "أمر إحالة علاء وجمال مبارك وآخرين، إلى محكمة جنايات القاهرة في قضية التلاعب بالبورصة".
داخل قاعة المحاكمة .. كاميرات ومعدات الإضاءة للتليفزيون المصري في أكثر من مكان .. فريد الديب يجلس على حافة الصف الأول منفردا مرتديا "الروب الأسود" .. يقلب في أوراقه .. يتراص دفاع المتهمين في الصف الأول .. عساكر الأمن في زيهم المدني يملأون فراغات الجلسة .. يحيطون الحضور يمينا ويسارا، يستمر توافد المحامين .. عدسات المصورين تعرف طريقها لوجه الديب .. لايزال يقلب في أوراقه قبيل الجلسة.
تقترب الساعة من العاشرة إلا دقائق معدودات .. يشغل المحامون وقتهم بالحديث عن القرار الجمهوري بعودة البرلمان وسحب سلطة التشريع من المجلس العسكري، لم تبدأ الجلسة بعد، أعداد الحضور في تزايد، الساعة تدق العاشرة، يدخل يحيى الجمل ببذلته رمادية اللون ووجهه وشعره الأبيض، يظل في تقدمه البطيء حتى يصل للصف الأول .. يقف الديب للسلام والعناق ويدخلا في حديث جانبي، يلقي الجمل التحية لقيادات الشرطة، التي تقف تحية له، يتخلى الديب عن مقعده للجمل، يقوم أحدهم بمساعدة الجمل في ارتداء "الروب الأسود"، يتساءل البعض :"هو الجمل مع مين؟ مع ابن هيكل؟".
تمتلئ مقدمة الصالة بالصحفيين، ينادَى بصوت عال "محكمة"، يقف الحضور لدخول القاضي، يلقى السلام على من حضر، ثم يعطيهم الأذن بالجلوس، يطلب القاضي من ممثل النيابة بأن يتلو أمر الإحالة، يقول ممثل النيابة (بلغة عربية ركيكية)، أسباب إحالة المتهمين التسعة إلى محاكمة الجنايات، عن تهمة التلاعب في البورصة في غضون عامي 2006- 2007 بدائرة قسم العجوزة محافظة الجيزة، تذهب عينا علاء لممثل النيابة، تتحرك عينا جمال يمينا ويسارا غير مهتما بما يقال، يدوّن جمال بعض الملاحظات على اتهامات النيابة، عدسات الكاميرات تذهب صوب وجهي علاء وجمال مبارك في القفص الحديدي.
ترصد الكاميرات كل حركة لهما، ينادي القاضي على المتهمين، يسألهم: ماقولك فيما نسب إليك من أمر الإحالة؟، غاب المتهم الأول حسن هيكل، يستمر القاضي في النداء على المتهمين، ينادي على المتهم السادس: جمال محمد حسني السيد مبارك، يرد نافيا "أيوه يا أفندم، لا أساس له من الصحة، وأنكرها جملة وتفصيلا"، ينادي القاضي على المتهم السابع: علاء محمد حسني السيد مبارك، يرد نافيا "للأسف، كذب وافتراء، الكلام ده كله ماحصلش .. شكرا"، تتنوع إجابات المتهمين .. "غير صحيح" و "محصلش".
ينادي القاضي على دفاع المتهم الأول: أيمن أحمد فتحي حسين سليمان، والثاني: أحمد فتحي حسين، يتحرك يحيى الجمل للوقوف أمام القاضي، يطلب الجمل التأجيل للاطلاع على كافة الأوراق، يتابع بصوت هادئ "أتوجه للنيابة: ياريت تقولنا: سعيد إني بدأت حياتي في هذا المكان قبل ما أروح الجامعة، أين الفعل والقصد والنص؟"، دفاع الثالث: يطلب التأجيل، المتهمان الرابع والخامس غائبان.
يتحرك فريد الديب للجلوس أمام القاضي للدفاع عن المتهم السادس والسابع، يتكلم بلغة عربية فصحى مدعومة بأداء حركي .. يطلب من المحكمة "الإفراج عن المتهمين السادس والسابع "نجلي مبارك"، استنادا إلى أن الحبس سقط وانتهى بقوة القانون"، يستزيد الديب في طلباته "الكل أمام القضاء يتساوون في الحقوق والواجبات، حسبما نسب للمتهمان السادس والسابع بأنهما شريكان لآخرين، جميع المتهمين أفرج عنهم فيما عدا السادس والسابع ليه؟ وإشمعنى دول دون غيرهم؟، هناك تمييز ياسيادة الرئيس دون مبرر".
دفاع المتهم التاسع يطلب من القاضي "طلب إنسانى: الشربينى الابن الوحيد لوالدته، وهو على قوائم الممنوعين من السفر، ووالدته سيدة مسنة، تريد السفر لإجراء عملية جراحية بالخارج، لذا نطلب رفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر، بخاصة أن جريمته اقتصادية"، ينتهى القاضي من سماع دفاع المتهمين، يقول بصوت عال "رفعت الجلسة".
يخرج الديب السيجار ويتحرك بصحبة الجمل للخروج من القاعة بلاعودة، لا تتوقف الأحاديث الجانبية، يبدأ الصحفيون في كتابة تفاصيل القضية بانتظار الحكم، يقول أحدهم "هي قضية بورسعيد حصل فيها إيه؟" يرد من جاوره "شغالة"، يكمل ضاحكا ساخرا "براءة إن شاء الله"، ملل الانتظار يظهر على وجوه الجميع، يفرش بعض العساكر أيديهم للنوم على الصفوف الخشبية، الساعة تقترب من الثانية عشر والنصف، يدخل علاء وجمال لقفص الاتهام، يدخل القاضي، يقف الجميع، يلقي عليهم سلاما، ويعطيهم الإذن بالجلوس، يبدأ القاضي بصوت هادئ قراءة قرار المحكمة "المحكمة أجلت القضية إلى 8/ 9/ 2012 للاطلاع من جانب دفاع المتهمين، ومناقشة شهود الإثبات، ورفض طلب فريد الديب بالإفراج عن جمال وعلاء مبارك، وضبط وإحضار المتهمين أحمد نعيم وحسن هيكل"، ينادي القاضي "رفعت الجلسة".