"الوطن" تنشر تفاصيل أول زيارة للكنسية إلى مقر الإخوان بالمقطم
طالبت جماعة الإخوان المسلمين من الوفد الكنسي الذي زار المركز العام للجماعة بالمقطم، عصر أمس، اشتراك الكنيسة مع الإخوان في تنفيذ برنامج الرئيس محمد مرسي الانتخابى لـ100 يوم الأولى لحكمه، ومشروع النهضة الذي تتبناه الجماعة، وذلك خلال أول زيارة لرأس الكنيسة إلى مكتب إرشاد الجماعة بالمقطم منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين، والمساهمة في مشروعات مشتركة بين الجماعة والكنيسة خلال الفترة القادمة، واتفق الطرفان على أن النظام السابق هو من زرع بذور الفتنة بينهما.
حصلت "الوطن" على تفاصيل الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا، والتي شهدت شكر الأنبا باخوميوس، للدكتور بديع على زيارته للبابا الراحل قبل وفاته، ورحب المرشد بالزيارة والتي وصفها بأنها تعمق العلاقات التي تحياها مصر الآن بعد ثورة يناير، وأن نهضة مصر لن تتم سوى بجهود جميع أبنائها كما تم على مدى تاريخها من آلاف السنين دون إقصاء أو تمييز على أساس دين أو لون أو جنس، وأن المصريين قد استعادوا ملكية مصر بعد الثورة وأصبح القرار لشعبها المؤمن المتدين بفطرته.
حيث كشف الدكتور كارم رضوان، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن زيارة الأنبا باخوميوس للمركز العام للجماعة جاءت بترتيبات مسبقة بين الكاتدرائية وجماعة الإخوان دون وساطة من أي شخص، مشيرا إلى أن العلاقات والاتصالات بين الجماعة والكنيسة مستمرة وقوية وتسمح بعقد اللقاء دون وساطات.
وأشار رضوان إلى أن القائم مقام قدم التهنئة للمرشد عقب فوز الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة في انتخابات رئاسة الجمهورية، وأن وفد الكنيسة أكد للمرشد أنهم مطمئنين في ظل حكم مرسي، لأنه شخصية متدينة وصاحبة مبادئ وسيراعي الأقباط ولن يسلبهم حقوقهم.
وقال كارم إن الجماعة أكدت خلال اللقاء أن الشعب المصري كله نسيج واحد، وأن الفتن التي كانت تتم في الفترة الماضية من صنع النظام السابق، ووافقت الكنيسة على هذا الكلام، وأشارت إلى أن النظام السابق كان يخلق الفتن بين الطوائف المسيحية فيما بينها، وقد أسفر اللقاء عن الاتفاق على مشروعات مشتركة بين الجماعة والكنيسة يتم الإعلان عنها في الفترة المقبلة، لإظهار وحدة النسيج الوطني وإلا يقتصر الأمر على التهاني فقط، وأن الإخوان طلبت من وفد الكنيسة المساهمة في تنفيذ مشروع النهضة والمشاركة في تنفيذ خطة الـ100 يوم الأولى من برنامج رئيس الجمهورية.
وأشار رضوان إلى أن الاجتماع لم يتطرق إلى تأسيسة الدستور أو تعديل المادة الثانية، كما أن الجماعة لم تتحدث عن "جماعة الإخوان المسيحيين"، وقال رضوان هذا الأمر يخص الأقباط وحدهم، رغم أن هناك اعتراضات على الفكرة من داخل الأقباط، معلنا عن اتفاق بين الجماعة والكنيسة على رد الزيارة إلى الكنيسة في أقرب وقت ربما يكون مع انتخاب البابا الجديد.
فيما أبدت قيادات كنسية عدم علمها بزيارة القائم مقام لمقر الإخوان أو الهدف منها، وقال الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، إنه لا يعلم شيئًا عن الزيارة وليس لديه تفاصيل عنها ولم يتم الاتفاق عليها خلال اجتماع المجمع المقدس الأربعاء الماضي.
وأكد رامى لكح، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، على عدم توسطه لعقد الزيارة بين الكنيسة والإخوان، وأشارت مصادر كنسية إلى أن من رتب لعقد اللقاء هو الأنبا ارميا، المعروف بعلاقاته الجيدة مع الإخوان، والذي رتب للقاء البابا الراحل مع الدكتور بديع، كما أنه كان همزة الوصل بين الكنيسة والإخوان خلال فترة الانتخابات الرئاسية وهي العلاقة التي لاقت استهجان عدد كبير من الحركات والنشطاء الأقباط.
من جهة أخرى، استنكر أقباط المهجر زيارة القائم مقام البابا لمقر الإرشاد، وأعلنت منظمة مسيحي الشرق الأوسط عن دهشتها من زيارة القائم مقام البطريرك الأنبا باخوميوس لمرشد الإخوان المسلمين، وقالت المنظمة في بيان لها إننا نريد أن نذكر الأنبا باخوميوس بتصريحات المرشد السابق بوجوب دفع الأقباط للجزية.