كبارى «بنها» تنهار.. والمسئولون يكتفون بتبادل الاتهامات
الإهمال يضرب كبارى «بنها» ويهدد حياة المواطنين
ضرب الإهمال الكبارى العلوية فى محافظات الدلتا، مما تسبّب فى تصدّع عدد منها وظهور تشقّقات، وسط تبادل الاتهامات بين مسئولى الجهات الحكومية المختلفة، والاكتفاء بمسكنات دون علاج حقيقى، حفاظاً على أرواح المواطنين، الأمر الذى يُهدّد بانهيار تلك الكبارى فى أى لحظة.
فى بنها، مشكلات بالجملة حاصرت كبارى المدينة دون استثناء، بدايةً من حدوث هبوط أرضى بكوبرى «الشموت» على الطريق الزراعى، ومروراً بالشرخ الذى أصاب كوبرى الرياح التوفيقى الجديد، الذى لم يُكمل عاماً ونصف العام فى الخدمة وتصدُّع كوبرى 15 مايو القديم ونهاية بالهبوط الذى أصاب كوبرى كفر الجزار الأثرى، الذى غنّت له «داليدا».
أهالى بنها طالبوا المسئولين بالتحرّك بسرعة قبل حدوث الكارثة، لكن المسئولين كالعادة اكتفوا بتبادل الاتهامات وإلقاء المسئولية على بعضهم بعضاً، فى الوقت الذى يحتاج فيه الأمر إلى وقفة من سائر المسئولين، سواء من المحافظة أو الهيئة العامة للطرق والكبارى، كما طالب أهالى القليوبية المحافظ اللواء محمود عشماوى، بتشكيل لجنة هندسية على أعلى مستوى، بالتنسيق مع الهيئة العامة للطرق والكبارى للمرور على كبارى بنها بالكامل، لإعداد تقرير فنى وإعلان نتائج التقرير بشفافية على الرأى العام، والبدء فى إصلاح أى خلل وفق تقرير اللجنة.
«كفر الجزار الأثرى» يُهدّد بكارثة.. وإخفاء تصدّعات «15 مايو» بالحجارة.. وتآكل خرسانة كوبرى «عزب ميت طريف» بالدقهلية يُهدّد أرواح المواطنين.. ومسئول: تابع لمديرية الرى
أزمة كبارى بنها ظهرت بجلاء فى حادث الهبوط الأرضى الذى تعرّض له كوبرى «الشموت» على الطريق الزراعى ببنها، والذى تسبّب فى أزمة مرورية كبيرة نتيجة عدم وجود البديل، واكتفت الهيئة بوضع إعلانات أسفل الكوبرى تفيد بإعادة بناء الكوبرى عقب الانتهاء من الطريق الحر الجديد، أما الكارثة الثانية، فتتمثل فى كوبرى 15 مايو على الرياح التوفيقى ببنها، الذى يربط شطرى مدينة بنها، حيث ظهرت به تشقّقات وتصدّعات تنذر بانهياره، واكتفى مسئولو مدينة بنها بسد التصدّعات بالحجارة ومنع مرور سيارات النقل دون اتخاذ أى خطوة تُذكر. وقال محمود السعيد من أهالى منطقة عزبة البرنس، المار من فوقها الكوبرى، إن الأهالى يعيشون فى رعب منذ ظهور التصدّعات بالكوبرى وعدم تحرّك المسئولين، رغم أنه يعد الوسيلة الوحيدة التى تربط العزبة بمدينة بنها، مطالباً بسرعة حل المشكلة قبل وقوع الكارثة.
وفى كفر الجزار، يعانى كوبرى كفر الجزار الأثرى من تآكل أجزاء كبيرة من القواعد الخرسانية الحاملة للكوبرى وظهور الأسياخ الحديدية بفعل الإهمال وتعرّضها للصدأ والتلف، الأمر الذى يُنذر بانهياره فى أىّ وقت، نظراً لمرور سيارات النقل الثقيل عليه، الأمر الذى تسبّب فى ظهور هبوط أرضى بالكوبرى خلال الأيام الماضية. وحذّر حامد العزازى، من أهالى كفر الجزار، من انهياره فى أى لحظة بسبب تآكل القواعد الخرسانية، مضيفاً أن أهالى المنطقة تقدّموا بشكاوى كثيرة للهيئة العامة للكبارى لإصلاح الكوبرى وترميمه، دون جدوى، فيما طالب سامى عبدالوهاب، من سكان مدينة بنها بضرورة تشييد كوبرى بديل للكوبرى الأثرى عن طريق القوات المسلحة لخدمة كفر الجزار والقرى المجاورة مع الحفاظ على طبيعة الكوبرى الأثرى القديم وتحويله لخدمة حركة المشاة.
من جانبه أكد المهندس محمد إسماعيل، القائم بأعمال مدير عام الطرق والكبارى بالقليوبية، أنه تقرّر تشكيل لجنة لإعداد تقرير وافٍ حول كبارى العاصمة، وعرضه على المحافظ لمخاطبة هيئة الطرق، صاحبة الولاية على معظم الكبارى المارة بالمحافظة، مشيراً إلى أن كوبرى الشموت سيتم إحلاله وتجديده بعد دخول الطريق الحر الجديد للخدمة، نظراً لصعوبة تجديد الكوبرى على وضع الطريق الزراعى الحالى، وعدم وجود بديل له.
ولم يختلف الحال فى الدقهلية عن مدينة بنها، حيث أكل الصدأ حديد تسليح كوبرى «عزب ميت طريف» الكائن على مصرف كرم الزراعى بدكرنس، دون تدخّل من المسئولين أو تحرّك لترميمه، رغم أن تاريخ إنشائه لم يمر عليه سوى عدة سنوات، وقال محمد صبرى، أحد أهالى المنطقة، إن الكوبرى يربط بين المنطقة السكنية والأراضى الزراعية، وبين طريق «كرم - الجنينة» الرئيسى، وخلال الآونة الأخيرة ظهرت تصدعات بأعلى الكوبرى، ثم اختفت الخرسانة الأسمنتية لتظهر أسياخ حديد التسليح، الأمر الذى يُنذر بانهياره فى أى لحظة.
وأشارت آمال فتحى، من سكان المنطقة، إلى أن الكوبرى تكلف أكثر من 3 ملايين جنيه، ولم يمر على إنشائه سوى 4 سنوات، واصفة تدهور حالته بأنه نتاج للفساد وإهدار المال العام، فيما أكد مصدر مسئول بمركز ومدينة دكرنس، أن الكوبرى خاضع لإشراف مديرية الرى بالدقهلية، وهى التى تابعت الإنشاءات، وتتابع عملية الصيانة، لافتاً إلى أن مجلس المدينة خاطب الرى لإصلاح الكوبرى دون جدوى.
وأوضح أحد العاملين بـ«رى الدقهلية»، أن الكوبرى لم يدخل فى خطة الصيانة هذا العام، لأنه مدون فى سجلات المديرية أنه كوبرى حديث الإنشاء، ويتم حالياً تدبير الموارد اللازمة لصيانته.