لغز مقتل عجوز فى شقتها بـ«الساحل»
منذ شهرين توجه «على»، 9 سنوات، إلى شقة جدته بشارع جسر البحر فى «الساحل» لتوصيل الطعام لها، وقف أمام غرفتها يطرق الباب بقوة وهو ينادى بصوت عالٍ على جدته «زينب»، 64 سنة، لكنها لم ترُد.
حضر الجيران، وبعد فشلهم فى فتح الباب اتصلوا بوالده «عباس» الذى حطمه وعثر على والدته جثة هامدة، وأسرع إلى قسم شرطة حلوان، وأبلغ المباحث، وتبين من التحريات أن القاتل ذبح الضحية واستولى على 9 آلاف جنيه «تحويشة عمرها» وفر هارباً.
استدعت الشرطة خبراء المعمل الجنائى للمعاينة ورفع البصمات من على النافذة للتوصل إلى المتهم، لكن البصمات لم تكشف عن نتيجة، بعدما تبين أن البصمات غير واضحة بسبب ارتداء منفذ الجريمة قفازاً فى يديه، وشاهد فريق البحث الجنائى «بعثرة» فى محتويات الغرفة وآثار عنف على النافذة، ورجح فريق البحث أن يكون مرتكب الجريمة دخل من الشباك ونفذ جريمته ونجح فى الهروب قبل أن يشعر به أحد من الجيران، نظراً لوجود غرفة المجنى عليها أعلى عقار مكون من 4 طوابق، وتم فحص عشرات المسجلين خطر والمشتبه فيهم الذين نفذوا العديد من جرائم السرقات والقتل، لكنهم أنكروا تورطهم فى هذه الواقعة وأثبتوا عدم اشتراكهم فى هذه الجريمة من قريب أو بعيد.
دائرة الاشتباه شملت 8 متهمين، وبعد عدة جلسات استجواب أمام رجال المباحث، استمرت عدة ساعات، تبددت الشكوك بعدما أثبت المشتبه فيهم أنهم كانوا خارج منطقة الساحل وقت وقوع الجريمة، وأنهم كانوا موجودين فى محافظتى المنيا وبنى سويف لزيارة ذويهم.
ابن الضحية قال للمباحث إن والدته كانت تقيم بمفردها فى غرفة مجاورة لمنزله، وإنه كان يرسل إليها نجله «على» بالطعام بصفة مستمرة بعد أن أصرت على الإقامة بمفردها، حتى فوجئ يوم الواقعة باتصال من أحد جيرانها يخبره بأن نجله «على» يطرق باب غرفة جدته منذ أكثر من 10 دقائق ولم تجبه، فأسرع الأب إلى غرفة والدته بعدما شعر بالقلق والخوف الشديدين، فوجد مجموعة من جيرانها أمام الباب وتمكن بمساعدتهم من كسر الباب، وفوجئ بوجود جثتها ملقاة على الأرض وسط بِركة من الدماء ومجردة من ملابسها، فتوجه إلى قسم شرطة حلوان وحرر محضراً بالواقعة وأثبت فيه شهادته وما حدث حتى اكتشف الجريمة، وعندما تم استدعاؤه عدة مرات إلى القسم لمعرفة علاقاته بالجيران للبحث عن خلافات قديمة بينه وبين جيرانه، لكنه قطع الطريق على المباحث عندما أخبرهم بأن علاقته بأهله وجيرانه جيدة وليست بينهم خلافات قديمة أو حديثة.
لم تتوصل تقارير الطب الشرعى تقود المباحث إلى أى معلومات جديدة بعدما شرحت تفاصيل مقتل المجنى عليها وأكدت أنها فارقت الحياة بعدما تعرضت لطعنات سكين ذى نصل طويل، وجرح غائر فى الرقبة، وبحثت المباحث فى جميع محتويات الغرفة وصناديق القمامة القريبة من المنطقة عن السكين، فلم تعثر على شىء، وزاد غموض الجريمة بعد أن انتهت الأدلة الفنية التى استخدمتها النيابة وجهات التحقيق إلى «لا شىء»، لكن الأمل فى الوصول إلى المتهمين لم ينقطع لدى فريق البحث الذى بدأ فى وضع غرفة المجنى عليها تحت مراقبة أفراد الشرطة السريين، لرصد أى تحركات من القاتل الذى من المتوقع أن يحوم حول جريمته لمعرفة آخر ما توصلت إليه جهات البحث والتحقيق.