الإعلامي أحمد سعيد: علاقات تاريخية بين ثورتي مصر والجزائر
قال الإعلامي أحمد سعيد -المدير السابق لإذاعة صوت العرب- إن أهم حدثين مرتبطين بتاريخ الثورة الجزائرية عاشهما خلال حياته المهنية هما إذاعة بيان الثورة بصوته في أول نوفمبر 54 والثاني حضوره شحن أول دفعة أسلحة للثورة الجزائرية في صيف العام نفسه.
واعتبر أحمد سعيد 87 عاما الذي تولى إذاعة صوت العرب خلال الفترة من 1952-1967 أن احتفاظه ببيان الثورة في مكتبه لمدة ثلاثة أيام قبل إذاعته بصوته ليلة الثورة كان أهم حدث عاشه في حياته المهنية كإعلامي.
وأضاف أحمد سعيد -في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية اليوم الأحد بمناسبة مرور 50 عاما على استقلال الجزائر- أن إذاعة "صوت العرب" قطعت إرسالها تلك الليلة وبثت البيان ثم الأناشيد الوطنية الجزائرية وإعادة بث البيان ونقل أخبار العمليات الفدائية في الجزائر على مدى 24 ساعة متتالية.
من جهة أخرى، روى أحمد سعيد كيف تمت عملية نقل أول شحنة أسلحة للثورة الجزائرية، مشيرا إلى أنه حضر شخصيا لميدان العملية لتغطية الحدث الذي جرى في صيف 1954 من الساحل الشمالي لمصر في منطقة معروفة "برأس الحكمة" على البحر المتوسط.
وقال إن العملية قام بها أفراد من القوات المصرية ومجموعة من الشباب الجزائريين الذين انخرطوا في سلك التدريب في مصر من بينهم الرئيس الراحل هواري بومدين.
وتطرق أحمد سعيد من جانب آخر إلى العلاقات التاريخية بين الثورتين المصرية والجزائرية مبرزا عدة محطات في مسار هذه العلاقات بدءا من العدوان الثلاثي على مصر في 1956 الذي كانت فرنسا تسعى من وراء المشاركة فيه لمعاقبة مصر على مساندتها للثورة الجزائرية، كما أبرز وقوف الجزائر في حرب 1967 إلى جانب مصر حين أرسلت قواتها الجوية ووحدات من الدفاع الأرضي للدفاع عن مصر ضد العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له، وكذلك في حرب 1973 عندما دفعت الجزائر مسبقا للاتحاد السوفيتي مقابل مد مصر بما تحتاجه من أسلحة لتعويض السلاح الذي خسرته في الحرب.