«معدات الشواء».. رزق الغلابة في مواسم الأعياد
مع قدوم عيد الأضحى تنتشر عدد من المهن الموسمية والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأضحية وتزدهر طوال أيام العيد، والتي يختفى معظمها بمجرد انقضائه، حيث تشهد انتشارا واسعا في الأوساط الشعبية، وتسيطر على الشوارع وأزقة، خاصة مهنة بيع السكاكين ومعدات الشواء الطابع الغالب على أبرز المحال.
يقول الحاج حمدي السيد، الرجل السبعيني، إنه يعمل في تلك المهنة بعدما وصل لسن المعاش، فكان يعمل من قبل مهندس ديكور في الهيئة العامة للاستعلامات، موضحًا أنه يعمل على بيع معدات الشواء، مقابل مكسب يصل إلى 2 جنيه أو أكثر في القطعة.
"أنا شغال الشغلانة دي من 20 سنة".. كلمات قالها "السيد" أوضح بها عمله في تلك المهنة، مشيرًا إلى أن عمله لا يقتصر على بيع الشوايات والهوايات والسكاكين والفحم فقط، بل يعمل في المواسم كشهر رمضان فيقوم بتصنيع الفوانيس وبيعها للزبائن "دي شغلانات مواسم زي الفوانيس وبنسترزق".
ويقول الرجل السبعيني، إن العمل في تلك المهنة تعتبر كشئ مساعد ولا يعتمد عليها بشكل أكيد للصرف على منزله، موضحا "الشواية ممكن تجيب 5 جنيه ومكسب السكينة 2 جنيه، والهواية مكسبها 2 جنيه، والعملية مساعدة في الموسم مش أكتر من كدة".
"زمان كان فيه حركة بيع وشرا والنهاردة الحاجة غليت ومتقدرش تغلي على الناس أكتر من كدة" كلمات أكد بها "السيد" ضعف حركة البيع والشراء لهذا العام، لافتًا إلى أن هذا الموسم يعاني من ضعف لحركة الشراء "مفيش زباين أساسا".
يجلس بجواره نجله محمد ذا الأربعين سنة، يقول أنه في الأصل يعمل صنايعي للزجاج بينما يقوم بمساعدة والدة في المواسم لبيع معدات الشواء والفوانيس في رمضان، قائلا "الدنيا ماشية مع الجو اللي أحنا فيه وأنا بصرف على بيتي بس على قدي وفي الموسم بنجيب الحجات دي والأرزاق على ربنا"، مضيفا أن حركة البيع والشراء ليست كسالف عهدها، يقول "لو فيه شغل وحركة هتلاقي نفسك بتجيب بدل الحجات دي بس للأسف مفيش".
وعلى طريق جسر السويس تتزاحم محال الشيش التي تبيع الفحم ومعدات الشيشة، بينما يقف أشرف ذكي ذا الـ38 عاما لترتيب معدات الشوي كلا في مكانه، يقول إنه قد استلم اليوم من التجار الجملة معدات الشواء وقام بفرشها، "الناهردة أول يوم ويامسهل الحال يارب".
يقول "ذكي" إن معدات الشوايات تتراوح أسعارها بين 20 و35 و70 و90 جنيهًا، بحسب حجمها بينما يأتى سعر الهوايات بـ15 جنيه، موضحًا أنه يعمل طوال العام في بيع الشيش ومستلزماتها بينما تأتي فترة عيد الأضحى لبيع مستلزمات الشواء ومعداته "أنا شغال في الشيش طول السنة وفي عيد الأضحى بنفرش فحم وشوايات".
"الشوايات مش بتجيب همها" كلمات أوضح بها الشاب الثلاثيني مدى ضعف العائد المادي من بيع معدات الشوي، موضحًا أنه يقوم بشرائها لتهافت المواطنين عليها في موسم العيد "أحنا بنجيبها علشان تجيب أي حاجة والناس بتفرح وأحنا بنفرح".