قصة تاجر آثار.. من «الجلباب القديم» إلى «الثراء الفاحش»
صورة أرشيفية
حضر إلى المدينة من إحدى القرى البسيطة التابعة لمركز كفر الدوار، جلبابه القديم الذى تملأه «الرقع» يعبر عن حالته المادية، لا يحمل معه سوى عملات معدنية ترجع للعصر الرومانى، وجدها أسفل منزله الذى هدمه وشرع فى بنائه من جديد، وفى مقهى على الطريق الزراعى اتفق مع سماسرة لبيع هذه القطع الأثرية، وبعد مشاهدتهم العينات اتفقوا على السعر الذى حددوه بـ12 جنيهاً للقطعة الواحدة، وفى اليوم التالى حضر إليهم يحمل «جوالاً» به أكثر من 800 قطعة أثرية، وتمت الصفقة بنجاح فى أوائل التسعينات. كانت هذه بداية رجل الأعمال الذى يمتلك الآن محطة تموين سيارات و16 عقاراً بقرى أبيسات وأراضى زراعية تجاوزت الـ100 فدان، قصته المشهورة مع تجارة الآثار لن تُمحى من ذاكرة أهالى كفر الدوار الذين يعرفونه، وعلى الرغم من أنه قام بأكثر من عملية لغسيل الأموال، فإن شهرته بهذه التجارة جعلت العديد من التجار يخشون على أنفسهم من مشاركته.
لم يكن أهالى إحدى قرى أبيسات يتوقعون أن «ر. ف» سوف يشهد هذا الثراء، بعد أن كان يؤجر قطعة أرض ليزرعها فى فترة الثمانينات حتى أوائل التسعينات، وبعد الواقعة الشهيرة التى يعرفها الجميع، صار له علاقات مع سماسرة الآثار، وكان وقتها لا يخشى على نفسه من شىء، وكان رده على كل من ينصحه بالابتعاد عن هذا الطريق الذى يهدده بالسجن، جملة واحدة وهى: «من لا يملك لا يخاف»، وكان فى هذا الوقت لا يمتلك سوى نحو 10 آلاف جنيه قيمة القطع الأثرية التى باعها، وكانت فى ذلك الوقت مبلغاً كبيراً جداً. ويروى جيرانه أنه خرج من القرية مُعدماً لا يملك شيئاً، وبعد سنوات حضر إليها ليشترى قطعة أرض مساحتها 3 أفدنة، والذى أثار دهشة أهالى القرية أنه دفع ثمنها «كاش»، فى وقت كان يدفع المشترى أمواله بالتقسيط المريح، وحتى يمحو آثار هذه التجارة استخرج تصريحاً لبناء محطة وقود، وساعده فى هذا الوقت عضو مجلس شعب يقال إنه متورط معه فى هذه التجارة، وفى أوائل عام 2006 افتتح صالة بيع سيارات بالنقد والتقسيط، ولكنه أغلقها بعد عامين لعدم تفرغه لها، وتكبده خسائر من هذه التجارة بسبب عدم التزام العديد من المشترين فى السداد. وظل طوال هذه السنوات يعقد الحفلات والعزومات لكبار المسئولين والنواب بمجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية، وتقرب كثيراً إلى قيادات الحزب الوطنى المنحل، حتى إنه كان مرشحاً لمنصب أمين وحدة حزبية فى عام 2008، وعلى الرغم من قيام ثورتين وتغير الأحوال فى مصر.