رئيس طلاب تايلاند: نعانى مشاكل إدارية فى تجديد الإقامة.. وطالب نيجيرى: نطالب مصر بزيادة المنحة للأفارقة
عدد من الطلاب الوافدين الأفارقة والآسيويين فى مدينة البعوث الإسلامية
تختلف مشكلات الطلاب الوافدين بالأزهر باختلاف أوضاعهم وبلدانهم، فالطالب الذى يعيش بمدينة البعوث أفضل حالاً ممن يعيش خارجها، وكذلك الطالب المدعوم من بلده وسفارته كالآسيويين والأوروبيين يعيش فى وضع أفضل ممن يعيش على منحة الأزهر فقط، كالأفارقة الذين يواجهون مشكلات تتعلق بصعوبة المعيشة وضعف المخصصات المالية لهم.
اختلاف الثقافة أزمة كبرى بالنسبة لنا، كما يقول حسن كاييم، رئيس الطلاب التايلانديين الوافدين للدراسة بالأزهر، وثانى أكبر تلك المشاكل للطلاب التايلانديين هى المشاكل الإدارية، خاصة فى تجديد الإقامة، فالطلاب يعانون مع الموظفين بالأزهر وبالجوازات، خاصة أن العدد كبير يبلغ 3500 طالب وطالبة، 95% منهم يدرسون بكليات الشريعة وآخرون يدرسون بكلية الطب، ويعيش فى مدينة البعوث 500 طالب تايلاندى والبقية خارج المدينة وجميعهم فى خير حال، بحسب كاييم.
طالب إندونيسى: نتعرض للاستغلال من الباعة والفتيات يتعرضن للتحرش والسرقة
وحول المناهج قال «كاييم»: الطلاب التايلانديون يلجأون للجامع الأزهر لشرح مناهجهم، كما توفر لهم رابطة الطلاب التايلانديين العديد من الخريجين الذين ييسرون لهم الدروس والمناهج، وإن 2 من ممثليهم ببرلمان الطلاب الوافدين، الذى بات يحل الكثير من المشكلات.
مشاكل الأفارقة لا حصر لها، كما يقول على داوود من نيجيريا، وأحد المقيمين بمدينة البعوث، ويضيف لـ«الوطن» أكبر معاناة يعيشها الطالب الأفريقى هى المعيشة، فمنحة الأزهر لا تكفى، ونطالب مسئولى الدولة المصرية بالنظر بعين الشفقة وزيادة المنحة للطلاب الأفارقة الذين سيكونون امتداداً مصرياً فى القارة السمراء، فعدد من الطلاب الأفارقة يتسول ليستطيع العيش، وعدد منهم ممن لا يقيم بالمدينة يتنقل بين المساجد لعدم قدرته على دفع الإيجار، وأوضح أن «الطلاب الأفارقة لديهم مشكلة مع المناهج والمقررات الدراسية، التى تكون شديدة الصعوبة علينا نظراً لكوننا غير عرب من الأصل وأصعب المواد هى اللغة العربية، لأنها لغة عميقة ويصعب دراستها وتحتاج لتأهيل من نوع خاص»، وتابع: شيخ الأزهر عالج مشكلة أخرى كانت تواجهنا، وهى حديث الأساتذة بمعاهد البعوث والجامعة باللغة العامية، وعندما رفعنا شكوى للإمام الأكبر عبر برلمان الطلاب الوافدين الذى استحدثه الإمام للتواصل المباشر معنا كطلاب وافدين، أصدر قراراً حاسماً يمنع تحدث الأساتذة داخل قاعات الكليات أو فى الفصول بغير اللغة العربية الفصحى، وذلك للتيسير على الطلاب الوافدين وقد كان لهذا أثر طيب علينا»، وأوضح داوود: جميع الطلاب الوافدين وعلى رأسهم الأفارقة يحتاجون لمزيد من الدروس العلمية لشرح المقررات والمناهج، وكنا نلجأ لشيوخ من خارج المدينة حتى قررت إدارة الأزهر عمل فصول تقوية للوافدين، وقد كان لها أثر إيجابى، وهى ثانى أزمة تم حلها عن طريق برلمان الوافدين الذى ابتكره الإمام الأكبر.
وحول ما تردد عن استقطاب بعض الطلاب لمناهج السلفية قال: تتم عملية استقطاب الطلاب عبر الدروس العلمية حيث كثيراً ما نرى أخوة لنا أفارقة يتبعون أفكاراً غير أزهرية، لكن فى الآونة الأخيرة قلت هذه المظاهر بعد عدة قرارت اتخذها الأزهر، منها تشديد الأمن على أبواب المدينة والتفقد الدائم للطلاب وإجبارهم على التوقيع على كشوف الحضور والانصراف بالمعاهد والكليات لمنع تسربهم لدروس خارجية.
وقال طالب إندونيسى يعيش خارج المدينة، طلب بعدم ذكر اسمه: «نعانى من تضييقات كثيرة، فالسير فى شوارع مصر بدون أوراق إقامة كاملة وسارية بات أمراً خطيراً وهذا لم نره من قبل ظهور الإرهاب خلال السنوات الأخيرة»، وأضاف: تتعرض الطالبات الإندونيسيات للعديد من التحرشات بالشوارع المصرية وتعدد حالات السرقة التى تنتهى بالوفاة كما حدث لطالبة إندونيسية قبل عام وقد شكونا للأزهر ونقل شكوانا للأمن المصرى، الذى عزز من وجوده بمناطق سكننا بالحى السابع والعاشر بمدينة نصر، فقلت المخاطر لكنها لم تزل بعد، وأوضح: «نعانى من التعامل مع المصريين حيث اللهجة العامية التى لا نفهم منها شيئاً، كما أن البائعين المصريين يستغلوننا بشكل كبير ويعاملوننا كسائحين وليس مقيمين وضيوفاً ببلدهم، فإن لم تكن تعرف كإندونيسى مسبقاً ثمن السلعة فثق أنك ستغش وتخدع وسيغالى البائع بها ويبيعها لك بأضعاف سعرها».
وكان الطلاب الوافدون قد عقدوا مؤتمراً عاماً هو الأول لهم بحضور قيادات الأزهر مطلع أبريل الماضى، حمل عنوان «الوافدون بالأزهر طموحات وتحديات»، وناقش المشكلات التى يعانى منها الطالب الوافد، التى تم تقديمها عبر أبحاث رسمية جمعت معاناتهم ووضعتها بين يدى مسئولى الأزهر، وحملت أبحاث المؤتمر عناوين: «الأزهر الشريف وسبل تعزيز الصدارة فى القارة الأفريقية»، «مشكلة الوافدات فى الأزهر وحلولها»، «مشكلة انحراف الطلبة الوافدين فكرياً وأسبابها وأضرارها وسبل العلاج»، «الدور التربوى الأزهرى المأمول نحو الوافدين»، «خطة مقترحة لإعداد الكوادر الأزهرية»، «المشاكل التى يعانى منها الطالب الوافد».
ومن الشكاوى أيضاً للطلاب الوافدين التى شملها البحث، ضعف قيمة المنحة المقدمة لهم، خاصة لطلاب الدراسات العليا مقارنة بطلاب المعهد والكلية، خصوصاً أن طلاب الدراسات العليا يحتاجون إلى كثير من المصادر والمراجع لكتابة الأبحاث وإعداد الرسالة، والمنحة لا تكاد تغطى مصروفاتهم الشخصية إلى جانب مصروفاتهم الدراسية فيلجأون إلى البحث عن العمل بجانب دراستهم لتغطية المصاريف الثقيلة عليهم، كما أوصى الوافدون أن يعمل الأزهر على معالجة مشكلة انحراف الطالب الأزهرى الوافد فكرياً، خصوصاً من قبل التيارات المنحرفة المخالفة لفكر ومنهج الأزهر الشريف ومكافحة أسباب انتشار هذه المشكلة من خلال العناية بالطالب الوافد أول قدومه إلى الأزهر عناية تربوية روحية، كعقد ندوات علمية منظمة للوافدين الجدد فى أول كل عام دراسى، تهدف إلى التعريف بالأزهر الشريف ومنهجه وتميزه عن المناهج الأخرى وعقد الندوات الفكرية التوعوية لتعريفهم وتوعيتهم بحقيقة هذه التيارات المنحرفة، واتخاذ إجراءات صارمة إلى جانب إصدار قرارات حاسمة ورادعة لكل من يحاول نشر المناهج الهدامة داخل الأزهر، كما أوصوا بطباعة عدد من الكتيبات والمطويات لهذا الغرض وتوزيعها على سائر الطلاب، وتواصل كبار مشايخ الأزهر مع الطلبة عن طريق لقاءات عامة متكررة يلقون فيها محاضرات لترسيخ الانتماء لمنهج الأزهر والعناية الشديدة بالجانب الإعلامى والتواصلى بالطلبة الوافدين.