مذكرة تفاهم غير مكتوبة، وقّعها سائقو الميكروباص مع أصحاب الأكشاك، فى صورة التزام شفهى، مفاده «إدينى الجنيه.. أديك الربع»، لمواجهة الأزمة الحادة التى تفاقمت فى الفكة، منذ رفع سعر الأجرة فى كل المواقف، وحاجة الميكروباصات إلى فئة الربع جنيه، لمواجهة «نواقص الأجرة».
{long_qoute_1}
«اللى كان بجنيه وربع، بقى بـ175 قرش، والأزمة ما زالت مستمرة»، يقولها عمرو محمد، سائق ميكروباص الملك الصالح - السيدة عائشة، اعتاد السائق أن يخبر زبائنه بالأجرة قبل الركوب «175 قرش يا حضرات»، لكنه يُعقبها بجملة أخرى بصوت أكثر وضوحاً: «واللى معاه فكة يطلعها ومايخبيهاش الله لا يسيئكم» لكن العربة حين تنطلق تظهر الأزمة «كله مطلع 5 جنيه، أجيب لهم فكة منين؟»، تطول رحلة البحث عن الفكة، التى يعتبرها عمر «صداعاً» فى رأس السائقين كلهم، فسيدة ثلاثينية تطالبه بالـ25 قرشاً المتبقية: «يلا يا أسطى الربع جنيه، أنا نازلة قريب».
«بقينا نيجى آخر اليوم نجمّع الجنيهات والانصاص ونديها للأكشاك اللى حوالينا، وهما يدونا الأرباع اللى عندهم»، يحكى «عمرو» الذى يرى فى الأمر صفقة صغيرة متبادلة، فالكشك يبحث عن الفكة طوال النهار والسائق يبحث عن فكة من فئة الـ25 قرشاً، ليضيف محمد على، صاحب كشك بالقرب من موقف السيدة عائشة، أن الأمر له مصلحة مشتركة، لكنها تنقضى مع الساعات الأولى من اليوم: «أنا بيجى لى الناس بـ20 وبـ50 ياخدوا حاجة بـ7 مثلاً، فلازمنى فكة طول الوقت، بس شوية بشوية بتخلص، وبتوع الميكروباص بيحبوا يجمّدوا الجنيهات، وأنا باوفر لهم الأرباع اللى عندى»، قالها «محمد»، فاتحاً درج النقود، مشيراً بيده إلى قلة الفكة.
ينادى السائق على الركاب فى العربة المتجهة إلى المنيب، التى بلغت قيمة أجرتها 225 قرشاً: «يا جماعة مفيش فكة، واللى معاه يبعت»، لتُخبره «أم سامح» أنها على وشك النزول، وعليه توفير فكة لها، ليُخبرها الرجل أنه لا يملك، فتُخرج من جيبها المبلغ، مستعيدة الـ5 جنيهات التى دفعتها: «إحنا كده، سواء سواقين أو ركاب، بنخبى الفكة علشان كلنا محتاجينها، ولما بنتزنق بنطلعها»، قالها السائق محمود سعد، 40 عاماً، مشيراً إلى أنه يتعامل مع محل قريب من منزله كل صباح: «باديله كل الفكة اللى معايا من الجنيهات، وهو يدينى انصاص كتير وأرباع».
تعليقات الفيسبوك