سوق الجمعة: بيع بالخسارة.. راح فين زمن «الهواية»
ارتفاع الأسعار دفع «حسام» للتخلى عن هوايته
بين العصافير والحمام، يودع حسام هوايته للأبد، فالشاب الثلاثينى لم يعد يملك قيمة إطعامها، ولم يكن أمامه خيار امتلاك البعض وبيع الآخر مثلما فعل غيره من الهواة، فاتجه ضمن كثيرين إلى سوق الجمعة بالسيدة عائشة لبيع ما تبقى لديه من عصافير وحمام.
«كيلو الأكل بتاع الحمام دلوقتى بقى بـ7 جنيه ونص المخلط، وعشان عندى 50 فرد فبحتاج ليهم 4 كيلو يومياً، يعنى 28 جنيه فى اليوم»، قالها وهو يمسك مجموعة من الحمام داخل أقفاص خشبية، مسمياً كل واحدة بنوعها: «ده هزاز كان ممكن أبيعه بـ750 جنيه دلوقتى هبيعه بـ400 ويا رب ألاقى حد يشتريه أصلاً، وده شقلباظ أسود بـ250 جنيه عشان تقليبه معقول، كان زمانى ببيعه بـ500 لولا وقف الحال».
حسام: «ببيع كل اللى عندى لأنى ما بقتش قادر على أكلهم»
ما يضطر الشاب إلى بيع الحمام بذلك السعر كثرة المعروض منه بعدما زادت أسعار تغذيته، ولجوء الكثيرين إلى تقليل نفقاتهم: «أنا هاوى وكنت ببيع المراسلات بـ350 دلوقتى بـ220، ولازم أبيع عشان أقدر أأكل اللى عندى فى البيت، وعندى اكشاك وغزار»، قالها محمد الخولى، الذى جاء من إمبابة إلى السوق لبيع بعض الحمام. الأمر يختلف بعض الشىء بالنسبة إلى التجار، فالأنواع مرتفعة الثمن تباع بسعر مقبول، ومن ثم يبيعها هو إلى كبار المحترفين من الهواة بأسعار كبيرة، حسب معتز راضى: «فيه ناس معاها فلوس تدفع فى الحمامة 1500 جنيه و2000 كمان، وأنا باخد من اللى خلاص هيبطل تربية».